جانب من الزوار اليهود إلى تونس (اي بي ايه)
جانب من الزوار اليهود إلى تونس (اي بي ايه)
الجمعة 12 مايو 2017 / 22:48

إجراءات أمنية مشددة لتأمين زيارة يهودية إلى كنيس بجزيرة تونسية

بدأت الجمعة في جزيرة جربة في جنوب شرق البلاد التونسية، ووسط إجراءات أمنية مشددة، الزيارة اليهودية السنوية إلى كنيس "الغريبة" الذي يعتبر أقدم معبد يهودي في إفريقيا.

ومنذ منتصف النهار توافدت مجموعات تضم عشرات اليهود من أعمار مختلفة على كنيس الغريبة في الجزيرة السياحية التي تقع على بعد نحو 580 كلم جنوب شرقي العاصمة التونسية.

وعلى الطرق المؤدية إلى الكنيس، انتشرت أعداد كبيرة من قوات الجيش والأمن وأقيمت حواجز أمنية لتفتيش السيارات.

وتبدأ الزيارة في اليوم الثالث والثلاثين من الفصح اليهودي وتستمر يومين. ويوافق التاريخان هذه السنة يومي الجمعة والأحد.

وتعلق مراسم الزيارة السبت باعتباره يوم العطلة الأسبوعية لدى اليهود.

وقال بيريز الطرابلسي رئيس كنيس الغريبة منذ 30 عاماً، لفرانس برس إنه "متفائل"، متوقعاً أن يبلغ عدد الزوار ثلاثة آلاف خلال يومين.

وأضاف: "لنا ثقة في السلطات التونسية لضمان الأمن".

ويحظى كنيس الغريبة بمكانة خاصة عند يهود تونسيين وأجانب، يعتبرونه أقدم معبد يهودي في أفريقيا، ويضم، بحسب الأسطورة، واحدة من أقدم نسخ التوراة في العالم.

وبحسب الطرابلسي، يزور اليهود كنيس الغريبة منذ أكثر من 200 عام لإقامة طقوس دينية واحتفالات "الهيلولة".

وتتمثل هذه الطقوس والاحتفالات في إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.

وفي الثالث من مايو (أيار) الحالي دعت إسرائيل رعاياها إلى عدم التوجه إلى جزيرة جربة لزيارة كنيس الغريبة وحذرتهم من احتمال حصول هجمات "إرهابية".

وتصدر إسرائيل سنوياً هذا التحذير مع اقتراب موعد زيارة كنيس الغريبة.

ويعيش في تونس نحو 1500 يهودي يقيم أغلبهم في تونس العاصمة وجزيرة جربة.

وقبل استقلالها عن فرنسا سنة 1956، كان يعيش في تونس 100 ألف يهودي. وغادر هؤلاء البلاد بعد الاستقلال نحو أوروبا وإسرائيل.

وفي 11 أبريل (نيسان) 2002 تعرض الكنيس إلى هجوم انتحاري بواسطة شاحنة محمّلة بالغاز، نفذه تونسي مقيم بفرنسا وتبناه تنظيم القاعدة الذي كان يتزعمه أسامة بن لادن.

وقضى في الهجوم 21 شخصاً (14 سائحاً ألمانياً و5 تونسيين وفرنسيان اثنان) بالإضافة إلى الانتحاري.

وقبل هذا الاعتداء، شارك ثمانية آلاف يهودي في مراسم الحج إلى الغريبة بحسب رئيس الكنيس بيريز الطرابلسي.