جهاديات يحاربن في سوريا.(أرشيف)
جهاديات يحاربن في سوريا.(أرشيف)
الإثنين 15 مايو 2017 / 14:54

جهاديات وقعن في شباك داعش.. صورة وردية مخادعة

نشرت وسائل إعلام محلية وعالمية تقارير عدة عن نساء انضممن لتنظيمات إرهابية سواء كعرائس لمقاتلين، أو كمشاركات سلبيات في تلك الحركات.

الحوافز التي قدمها داعش وسواه من التنظيمات الجهادية للفتيات للانضمام إليه لم تكن مختلفة عن تلك التي قدمت للشباب

وللبحث في الأسباب الكامنة وراء انضمام نساء لجركات جهادية، وأدوراهن ضمن تلك المجموعات، أجرت بيفرلي ميلتون ـ إدواردز، باحثة في مركز بروكينز بحثاً ميدانياً بمشاركة زميلتها سامية عطية، باحثة ميدانية لدى المركز، لافتة إلى المعاملة السيئة التي تلقاها النساء من قبل تنظيمات جهادية، إذ تسلب حقوقهن بمجرد التحاقهن بتلك المجموعات.

وتنقسم النساء اللاتي ينضممن إلى تنظيمات جهادية إلى فئتين، فإما هم مجبرات، أو أنهن يعتقدن بأنهن يقمن بدور هام. وبدورها ترى إدواردز بأن التحاق نساء بتنظيمات جهادية يعود لأسباب عدة، ولا بد من التفريق بين من يؤيدن التنظيمات بحماسة، وبين من يجدن أنفسهن متورطات في صفوفها.

فرق كبير
وتلفت إدواردز لوجود فارق كبير بين نساء اتخذن قرار انضمامهن بأنفسهن، وبين نساء تم تجنيدهن في تلك المجموعات بالقوة، ولذا هن يمارسن أدواراً ثانوية غير ذات أثر. وغالباً ما تركز وسائل الإعلام على الفئة الثانية، أي النساء اللاتي قدمن" كعرائس" لجهاديين. وتدخل تلك التغطية في إطار بروباغندا متحيزة ضد النساء يروج لها سواء في الغرب، أو من قبل بروباغندا منظمات جهادية كداعش، وحيث تصور النساء ككائنات سلبيات بريئات وعفيفات.

خيارات ذاتية
ولكن، بحسب إدواردز، في تلك الصورة النمطية تجاهل لمواقف النساء اللاتي يشاركن في نشاطات جهادية. فقد أظهرت دراسات أن غالبية النساء اللاتي يؤيدن مهام، أو يلتحقن ويتطوعن في تلك التنظيمات، متوسطات التعليم أو حاصلات على شهادات علمية عالية. من هنا تتخذ جهاديات خياراتهن بأنفسهن. إن عدداً كبيراً من تلك الجهاديات ينظرن إلى نشاطهن بوصفه شكلاً من التمكين والتحرر، وكفرصة للعيش في مجتمع ذي معتقدات يؤمن بها.

حوافز
وتلفت الباحثتان لما أثبتته أدلة عن تقديم تلك التنظيمات الجهادية حوافز لنساء لكي يحظين بميزات لم تكن متوافرة لهن ضمن مجتمعاتهن. وقد عبرت جهاديات سابقات عن شعورهن بالقوة والتمكين لمجرد الالتحاق بتنظيمات جهادية، وأنهن لم يكن بحاجة لحمل السلاح أو للمشاركة في عمليات إرهابية.
وترى إدواردز وعطية أن الحوافز التي تقدمها منظمات جهادية للنساء شديدة التعقيد. فقد سافرت بعض الفتيات إلى سوريا للالتحاق بداعش بهدف خدمة قضية يؤمن بها. وفي بداية الانتفاضة السورية، التحقت نساء غربيات في صفوف جهاديين كعاملات في مجال الإغاثة، ولكن انتهى بهن الحال في تركيا ضمن مجموعات أسرية يسيطر عليها رجال، ومن ثم نقلن إلى مناطق خاضعة لسيطرة داعش.

تجنيد مباشر
ولكن، كما تشير الباحثتان، انضمت بعض الفتيات مباشرة إلى منظمات جهادية لقاء حوافز متنوعة كالصورة التي روج لها داعش للعيش في "عالم الخلافة الفاضل"، وهو ما كان له أثره العاطفي في نفوس بعض النساء.

وترى إدواردز أن وسائل الإعلام ترسم للنساء اللاتي يلتحقن بتنظيمات جهادية صورة تعبر عن مغامرات عاطفية، أو "عرائس الجهاديين"، وأنهن ساذجات يشعرن بأنهن يعشن حياة هامشية في الغرب.

تشجيع النساء
ولكن الباحثتين وجدتا أن الحوافز التي قدمها داعش وسواه من التنظيمات الجهادية للفتيات للانضمام إليه لم تكن مختلفة عن تلك التي قدمت للشباب. فقد روج جهاديون، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، لفرصة "خدمة قضية وللقتال في سبيل نيل المسلمين في الغرب حقوقهم المسلوبة".

ورغم ذلك، ترى إدواردز وجوب عدم تجاهل انخداع بعض الفتيات بالصورة الوردية التي رسمها داعش للحياة في ظل "الخلافة"، والتي روج لها لدعوة الفتيات والشباب على حد سواء، للانضمام إلى صفوفه.