رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان يرفع نسخة من مشروع قانون الرعاية الصحية الجديد. (أرشيف)
رئيس مجلس النواب الأمريكي بول ريان يرفع نسخة من مشروع قانون الرعاية الصحية الجديد. (أرشيف)
الإثنين 15 مايو 2017 / 14:55

رهان أمريكي.. مشروع ترامب سيدمّر أوباما كير وخيبات أمله

راهن الكاتب والباحث في "معهد المبادرة الأمريكية" توم ميلر على أنّ مشروع قانون الرعاية الصحية الذي تقدم به فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفضل من قانون "أوباما كير".

أوباما كير فشل في تحقيق "وعوده المضخّمة". فقد انخفض الاشتراك بالتأمين الصحي مع الأسواق التي تشرف عليها الدولة نسبة إلى التوقعات الأولية قبل أن يتباطأ مؤخراً

ميلر كتب في شركة "تريبيون نيوز سيرفس" الإعلاميّة أنّه حتى مع المرور الصعب لمشروع القانون الجديد في مجلس النواب هذا الشهر، فإنه سيصعب معرفة ما سيكون عليه ترامب كير بشكل كامل. "لكننا نعرف ما أنتجه أوباما كير". وفي هذا السياق يعدد أنّ القانون الأخير خلّف وعوداً محنوثاً بها، خيبة أمل، حكومة تجاوزت إمكاناتها وأسواق تأمين صحي غير فاعلة على امتداد البلاد. ويشدّد ميلر على معلومة أخرى يعلمها الأمريكيون وهي أنّ لمجلس الشيوخ كلمته حول هذه المسألة إضافة إلى ضرورة الوصول إلى مزيد من التسويات الصعبة لكن الضرورية أيضاً.

عظيم أم لا ... سيكون أفضل

ميلر الذي اشترك في تأليف كتاب "لماذا أوباما كير خطأ بالنسبة إلى أمريكا"، يشير إلى أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يقول عن مشروعه الصحي بأنّه عظيم. لكنّ كاتب المقال يوضح: "عظيم أم لا، سيكون في جميع الأحوال أفضل من أوباما كير"، علماً أنه يرى في هذا التوصيف أقلّ ممّا هو مأمول.

الشركات الضامنة بحثت عن الهرب
في البداية، يطلب كاتب المقال من قرّائه عدم نسيان أنّ أوباما كير فشل في تحقيق "وعوده المضخّمة". فقد انخفض الاشتراك بالتأمين الصحي مع الأسواق التي تشرف عليها الدولة نسبة إلى التوقعات الأولية قبل أن يتباطأ مؤخراً. وارتفعت أقساط التأمين بشكل لافت في السنوات الأخيرة. وهذا أدّى بالعديد من الشركات الضامنة التي واجهت خسائر جوهرية إلى البحث عن سبل للخروج من هذا النظام.

محاولة إخفاء الحقيقة
ولفت ميلر النظر إلى أنّ معظم أرباح تغطية أوباما كير كانت مقتصرة على الأفراد المدعومين بشدة من دافعي الضرائب أو تمّ دفعها إلى مشروع ميديكيد (برنامج مشترك للرعاية الصحية يساعد ذوي الدخل المحدود في دفع تكاليف هذه الرعاية على المدى الطويل). وبهذا دفع المشروع أموالاً أقل للرعاية الصحية وبالتالي أعطى نتائج أقلّ إرضاءً للزبائن. وحاول أوباما كير تحويل أو إخفاء أكلاف الرعاية الصحية لكنه فشل في تقليصها.

تقليص الخيارات الشخصية
ويضيف الكاتب أنّ إدارة أوباما حاولت توسيع البرنامج الصحي إلى ما وراء الحدود القانونية، لكنها فشلت في دعم، إلزام أو فرض الضرائب على العديد من الأشخاص وشركات الأعمال كي تصل إلى أهدافها. الأهم من ذلك بحسب ميلر، كان اعتراض منتقدي أوباما كير على الدور المتنامي للحكومة الفيديرالية في تقليص خياراتهم الشخصية حول الاستفادة من البرنامج الصحي. إذاً ما هو القادم؟

تعديلات مهمة
يكتب ميلر عن وجود خطى حذرة في اتجاهات مختلفة تبدأ بإعادة التوازن إلى الاستثمارات في الرعاية الصحية والوصول بالتالي إلى صحة فضلى. ويذكر عدداً من البنود التي يُرجح إيرادها في الخطة الجديدة. من بينها اللجوء إلى الأسواق الخاصة عوضاً عن المراسيم البيروقراطية، الحوافز الإيجابية للحصول والحفاظ على تأمين بأسعار مقبولة بديلاً عن تفويضات وأنظمة متزايدة بشكل لانهائي ليشتري الإنسان ما لا يريده. من البنود المحتمل إدخالها أيضاً صناعة قرار أكثر لامركزية بالنسبة إلى المرضى، وكلائهم الموثوق بهم والمسؤولين المحليين والدولة. ويضيف ميلر أيضاً احتمال أن تكون الضرائب في القانون الجديد أكثر انخفاضاً، ومترافقة مع خيارات بقيمة عليا ومكافآت أوضح للشركات التي تؤدي عملها بشكل أفضل وبمسؤولية كبرى وبجهد أشمل.

وداعاً لتجاوزات أوباما كير
والعمل التشريعي الجاد للتحول باتجاه هذه السياسة يبقى جهداً مطّرداً مع العديد من النواحي التي تتطلب تصويباً وتطويراً بحسب ميلر. وبشكل مثالي ستخفف النسخة النهائية من برنامج ترامب كير تجاوزات أوباما كير من دون خلق أخرى. يشرح الكاتب ذلك فيكتب عن وجوب توقع تقليص متدرج للنمو المستقبلي لبرنامج ميديكيد وإعادة التوازن إلى إعانات التأمين، ومزيد من تعزيز شبكات الأمان والحماية المنظمة لمتطلّبي الرعاية المكلفة، مع استعداد أكبر لاستيعاب أفكار مختلفة إقليمية وسياسية مرتبطة بالبرنامج.

حق الأمريكيين برفع الصوت

ويتوقع ميلر أن تنهي النسخة الأخيرة من ترامب كير وبشكل "فعّال" التفويض الفردي غير الشعبي لشراء التأمين الموافق عليه من الحكومة الفيديرالية، وإلغاء تفويض التأمين عن صاحب العمل والسماح للأمريكيين بالتمتع بخيار أكبر في إبداء رأيهم ورفع صوتهم بشأن الطريقة التي يريدون من خلالها إنفاق مواردهم لحماية صحتهم. ويريد ميلر أن يشمل ترامب كير مزيداً من الإصلاحات، لكنّه يعترف بالخلافات الحزبية والجمود المؤسساتي ومشاكل أخرى تمنع من الوصول إلى النظام المثالي.