الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الإثنين 15 مايو 2017 / 14:56

هذا ما سيقوله ترامب في أصعب اجتماع له

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في افتتاحيتها أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ربما يواجه أصعب اجتماع له مع زعيم أجنبي هذا الأسبوع خلال اللقاء المرتقب مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض.

 وتشير الافتتاحية إلى أن زيارة أردوغان لواشنطن تنطوي على قائمة من المطالب التي يعتبرها كبار المسؤولين الأمريكيين "غير مقبولة"، وعلى الرئيس ترامب أن يبذل قصارى جهده في توضيح هذا الأمر بصورة مباشرة وفي الوقت نفسه حض أردوغان على إعادة النظر وتغيير المسار.

سوريا
وترجح الافتتاحية أن الأزمة السورية ستكون على قائمة جدول الأعمال، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وتركيا حلفاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، فإن الخلافات بينهما قد تصاعدت بشكل خطير حول كيفية محاربة تنظيم داعش الإرهابي؛ إذ يرى الجنرالات الأمريكيون أن السبيل الوحيد لاستعادة مدينة الرقة، عاصمة خلافة داعش المزعومة، يتمثل في دعم قوات سوريا الديمقراطية التي يسيطر عليها الأكراد السوريون الذين يعتبرهم أردوغان "أعداء" بسبب ارتباطهم بالأكراد المسلحين في تركيا وتطلعهم لإقامة دولة مستقلة على طول الحدود السورية- التركية.

خطة بديلة
وخلال الأسبوع الماضي، كان الرئيس ترامب اختار أن يوافق على خطة البنتاغون لتسليح الأكراد، وكان رد أردوغان على هذا القرار مفاده أنه سيسعى إلى إقناع الولايات المتحدة بالتراجع عنه في أقرب وقت ممكن؛ إذ يقترح أردوغان خطة بديلة لاستعادة مدينة الرقة بقوات مدعومة من تركيا وتتضمن الميليشيات الإسلامية السورية.

وتصف افتتاحية واشنطن بوست الخطة الأمريكية لاستعادة الرقة بأنها ليست "مثالية" وعلى الأرجح أن النتيجة النهائية للخطة سوف تتمثل في عودة المدينة إلى سيطرة نظام بشار الأسد، بيد أنها أفضل من البديل الذي تطرحه تركيا، وبخاصة لأنه ليس من الواضح أن قوات أردوغان تتوافر لديها القدرة الكاملة على استعادة المدينة، وحتى لو نجحت في هذه المهمة فإن النتيجة الحتمية ستكون تمكين الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة من السيطرة على المدينة.

وتضيف واشنطن بوست: "بشكل عام، تبدو الأهداف الاستراتيجية لأردوغان مُضَلّلة، وفي نهاية المطاف سيتعين عليه قبول حتمية الحكم الذاتي لأكراد سوريا، إن لم يكن إقامة دولتهم الصغيرة".

فتح الله غولن
وربما تشمل بقية مطالب أردوغان، بحسب الصحيفة، تسليم رجل الدين فتح الله غولن (المقيم في الولايات المتحدة) الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة في منتصف تموز (يوليو) الماضي، ولكن تركيا لم تقدم دليلاً مقنعاً على تورط غولن في الانقلاب، ولذلك ترفض الولايات المتحدة تسليمه. وبدلاً من الانخراط في هذه المسألة، ترى واشنطن بوست أنه ينبغي على ترامب أن يحض أردوغان على إنهاء حملات الاضطهاد التي يشنها النظام التركي عقب محاولة الانقلاب ضد أتباع غولن المشتبه فيهم والزعماء السياسيين الأكراد، فضلاً عن حملات التطهير التي أسفرت عن تسريح عشرات الآلاف من موظفي الدولة التركية وإلقاء القبض على الآلاف، كما بات عدد الصحفيين المسجونين في تركيا الآن أكثر من أي دولة أخرى.

انتهاكات أردوغان الاستبدادية
وتلفت الافتتاحية إلى أن نهج ترامب، حتى الآن، يتجاهل انتهاكات أردوغان الاستبدادية لدرجة أنه يؤيدها في بعض الأحيان كما فعل ترامب في الإسراع بتهنئة أردوغان في مكالمة هاتفية خلال الشهر الماضي بعد فوزه بفارق ضئيل في استفتاء "معيب" حول توسيع سلطاته. وربما يعتقد البيت الأبيض أن تركيا مهمة جداً من الناحية الإستراتيجية لدرجة المخاطرة بغض الطرف عن الأمور السياسية الداخلية.

وتؤكد واشنطن بوست في ختام افتتاحيتها أن المعضلة تكمن في أن سياسات أردوغان الداخلية تتشابك مع سياساته الخارجية، حيث أنه كان في السابق يفتخر بمراعاته للمعايير الديمقراطية وسعيه إلى انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي وانتهاج سياسة الوفاق مع الأكراد أنفسهم الذين يقصفهم الآن ويزج بهم في السجون. والواقع أن تحوله الداخلي إلى الحكم الاستبدادي كانت تصاحبه سياسة قومية تعارض بشدة تطلعات الأكراد المشروعة، إضافة إلى تعميق العلاقات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويجب على الرئيس ترامب أن يخبره صراحه أنه ينتهج المسار الخاطئ سواء داخل تركيا أو في ما يتعلق بسوريا.