الطبيب الأيزيدي ميرزا ديناي.(أرشيف)
الطبيب الأيزيدي ميرزا ديناي.(أرشيف)
الثلاثاء 16 مايو 2017 / 10:46

من هو الطبيب الذي أنقذ 100 امرأة هربن من داعش؟

عند اجتياح داعش للعراق في 2014، واستيلائه على جبل سنجار، وطرده آلاف الإيزيديين، وقتله معظم رجالهم، واستعباده لأطفالهم ونسائهم، حلت المصائب بهذه الفئة من العراقيين.

شارك ديناي في تأسيس جميعة غير نفعية تعمل على نقل ضحايا الإرهاب من العراقيين إلى ألمانيا من أجل تلقي الرعاية الطبية

وكتبت، في موقع ذا ديلي بيست، إيميلي فيلدمان، صحفية مقيمة في اسطنبول، متخصصة في الأزمات الإنسانية الناتجة عن الصراعات في العراق وسوريا، عن معانات الإيزيديين ووقوف طبيب ألماني من أصل إيزيدي عراقي، يدعى ميرزا ديناي، إلى جانب نساء استطعن الهروب من جحيم داعش، مشيرة إلى تطلعات عراقيات لحياة جديدة في ألمانيا، علماً أن معظمهن لم يكن يعرفن موقع ألمانيا، وسمعن أنها بلد بعيد عن العراق، وأن الدكتور ميرزا سيصحبهن معه إلى هناك.

فقد انتشر اسمه في كل ركن من مدينة داهوك، شمال العراق، بدءاً من معسكراتهن المغبرة، وإلى بيوت اسمنتية غير مجهزة بعد للسكن، لجأت إليها ناجيات منذ هروبهن من أسر مقاتلي داعش.

صديق الإيزيديين
وتلفت الباحثة إلى أنه ما من امرأة من تلك النساء، اللاتي وصلن إلى مكان آمن بواسطة مهربين أو بعدما تجرأن على الإفلات من قبضات سجانيهم الداعشيين، استطاعت معرفة كيفية سفرها إلى ألمانيا دون أن يكون في جعبتها أموال أو جوازات سفر. ولن نعرف تلك النساء من هو ذلك الطبيب ميرزا. وقالت إحداهن "إنه رجل مهم، صديق للإيزيديين".

بداية مشجعة
تقول الباحثة إنه على مدار أكثر من عامين، بداية من مارس(آذار)، 2015، عمل ميرزا، ناشط إيزيدي خير، بهدوء لتعقب ورعاية ونقل أكثر من ألف ناج من الأسر، ومعظمهم نساء، من اللاتي كن سبايا، مع أطفالهن إلى ألمانيا. وتزامنت عملية الإنقاذ تلك اللامسبوقة، مع برنامج لجوء، نتيجة أزمة لا سابق لها في العصر الحديث، مذبحة بحق الإيزيديين على أيدي داعش.

تفاصيل معروفة
وقرأ العالم وسمع تفاصيل ذلك الهجوم الصيفي على منطقة سنجار في شمال العراق. وروى الناجون مراراً كيف ذبح جهاديون سيئو السمعة، عندما كانوا في أوج قوتهم، رجالاً إيزيديين، قبل أن يجمعوا حوالي 5000 مدني آخرين، معظمهم نساء وأطفال، ويقايضونهم أو يبيعونهم في أسواق نخاسة.

أزمة كبرى
وبعد أيام من بدء موجة العنف، صرح الرئيس الأمريكي السابق أوباما بشن غارات جوية ضد داعش في العراق. وبدأت الحرب الأمريكية ضد المتطرفين وما زالت متواصلة. ولكن حتى مع حشد الولايات المتحدة وحلفائها قواتهم ضد الجهاديين، أدرك ديناي أن حجم الأزمة يتجاوز أي شيء يمكن أن يحل عبر الدعم العسكري فقط.

نجاة من القمع
تقول فيلدمان إن كون ديناي إيزيدي الأصل، وانتقل إلى ألمانيا في 1994 للهرب من الاضطهاد والقمع، ولدراسة الطب. وفي ذلك الوقت، كان أبناء طائفته يعانون، ولسنوات طويلة سنوات، من ظلم واضطهاد نظام صدام حسين. وعندما خلع صدام، عاد ديناي إلى العراق ليقدم المشورة للرئيس العراقي آنذاك، ولكن سرعان ما تبخرت آماله ببداية عهد جديد.

حاجة ملحة
وتلفت الباحثة لاستهداف تنظيم القاعدة في العراق الإيزيديين بهجمات متلاحقة، وقتل مئات منهم في 2007 في أكبر هجوم تعرض له مدنيون خلال الحرب العراقية. ونتيجة له، شارك ديناي في تأسيس جميعة غير نفعية تعمل على نقل ضحايا الإرهاب من العراقيين إلى ألمانيا من أجل تلقي الرعاية الطبية. ومن ثم أدى هجوم داعش في 2014، لإقناع الطبيب ديناي إلى أن الإيزيديين، وعددهم يربو على 600 ألف في العراق، ما عادوا قادرين على العيش بسلام في وطنهم، وباتوا في حاجة ملحة للجوء إلى بلد آخر.

نقل رسالة
وعمل ديناي على إيصال تلك الرسالة إلى كل من استطاع الوصول إليه، في إسرائيل وسويسرا وألمانيا. وقد أدت موجات من إيزيديين آخرين هاجروا من قبل إلى ألمانيا، لجعل ذلك البلد موطناً لعدد كبير من الإيزيديين خارج العراق، ما شجع الحكومة الألمانية على استقبال أعداد أخرى منهم، ومعظمهم نساء وأطفال.