ترامب مترئساً القمة العربية الإسلامية الأمريكية حسب هافنغتون بوست عربي الإخواني (من المصدر)
ترامب مترئساً القمة العربية الإسلامية الأمريكية حسب هافنغتون بوست عربي الإخواني (من المصدر)
الثلاثاء 23 مايو 2017 / 16:15

تقرير: المواقع الإخوانية القطرية تُصعد هجمتها ضد الإمارات والسعودية

24 - سليم ضيف الله

مثلما كان متوقعاً واصلت المواقع الإخوانية المدعومة قطرياً حملتها المنسقة والمنظمة ضد الإمارات والسعودية، بأشكال متنوعة ومختلفة.

وكما كان متوقعاً أيضاً منذ ظهور أول المؤشرات على سياسة الحسم والحزم الجديدة، في العاصمتين الخليجيتين ضد الإعلام الإخواني، باتخاذ إجراءات عملية، لتجفيف منابع التنظيم المالية والإعلامية في المنطقة، جاءت ردة فعل شبكة المواقع الإخوانية لتؤكد الخط الذي اختارته لنفسها عن طريق مجموعة مختارة من المواقع التي تتناسل وتتزاوج في محاولة لكسب أكبر عدد من جماهير الإعلام الإلكتروني.

وبعد موجة الهجوم التي أُعطيت إشارة انطلاقه منذ بضعة أسابيع، اعتماداً على الأحداث اليمنية، ثم بمناسبة قمة الرياض العربية الإسلامية الأمريكية، عادت المواقع المعنية وأهمها العربي الجديد، وعربي 21، والخليج الجديد، وهافنغتون بوست، إلى التهجم على الإمارات والسعودية، والتطاول عليهما لأسباب لم تعد خافية على أحد، لا مضموناً ولا أهدافاً أو تمويلاً.

وفي جرد سريع لبعض ما نشرته هذه المواقع الإثنين، يتأكد مرة أخرى للمتابع والقارئ، حجم الحرقة، واللوعة التي يُعانيها هذا الحشد من المواقع، بسبب مواقف الإمارات والسعودية، وبسبب ما تمثلانه في هذه المنطقة من العالم، وعلى المستوى الدولي أيضاً، لذلك لم يكن لافتاً أو غريباً أن يُخصص موقع مثل عربي 21، وينقله شقيقه التوأم الخليج الجديد، حيزاً واسعاً للمتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين في مصر، طلعت فهمي، لينفث عبر هذا الفضاء، سموم حقده ضد الإمارات، بسبب ما جاء في بيانها الرسمي بعد القمة العربية الإسلامية الأمريكية عن الإخوان، وتأكيدها "أن التصدي للإرهاب أساسه مواجهة الفكر المتطرف، والجماعات التي تصدر عنه، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين".

وفي سياق الحملة نفسها، لم يجد الموقع وشقيقه، وأبناء عمومته من المواقع المشابهة، مانعاً من التطاول على الإمارات مرة أخرى، عبر نشر مقطع فيديو من قمة الرياض، مع إبراز عنوان مسيء لقطر وأميرها شخصياً، قبل الإمارات، أو رموزها الناصعة المشرفة، في سلوك غير مفاجئ من مواقع تعض اليد التي تُنفق عليها بسخاء، بتعمدها الإيحاء بتعرض أمير قطر إلى موقف محرج في الرياض.

ولأن السعودية، تُمثل هي الأخرى هدفاً مفضلاً لإعلام الإخوان، فإن التجني طال بدوره الرياض الإثنين، من جديد، عبر الصور والمقالات والمراسلات، التي شبه بعضها، إطلاق الملك سلمان بن عبد العزيز، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والأمريكي دونالد ترامب مركز اعتدال لمكافحة التطرف، بأحد طقوس كنيسة عبدة الشيطان، كما أورد موقع عربي 21.

ويمضي موقع العربي الجديد، على خطى شقيقيه الاثنين، بنشر تقرير عن "القنبلة الموقوتة" التي تهدد السعودية وتماسكها الاجتماعي والسياسي، والديموغرافي ممثلةً في فاقدي الجنسية، أو الذين أطلق عليهم الموقع "بدون السعودية" ملوحاً بـ "مخاوف من خروجهم عن السيطرة".

ولم يشذ موقع هافنغتون بوست عربي، بدوره عن الحملة بما تيسر له عن طريق تقرير آخر نشره عن قمة الرياض الأخيرة، بأسلوب يُذكر في مواقع كثيرة منه بقناة الجزيرة المعروفة، بعنوان "كراهية إيران تجمعهم" مع صورة لدونالد ترامب، توحي بأنه يتزعم القمة أو يرأسها، ثم العودة إلى الموضوع نفسه ونشره على تويتر بعنوان معدل آخر، "شركاء في الكراهية"..! علماً أن الأمر غير مستغرب من موقع يُشرف عليه المسؤول الأول السابق عن الجزيرة، وضاح خنفر.

بعد هذا الجرد الأولي والسريع لما تضمنته هذه المواقع الأشهر، بين شبكة واسعة مذهلة من المواقع الأخرى الشقيقة والموالية والحليفة والمُعيدة لما تنشره المواقع الأكبر، اليوم الإثنين، يُمكن التأكيد أن الحملة التي تقرر إطلاقها ستستمر فترةً من الزمن، بالنظر إلى التطورات السريعة التي تعرفها المنطقة، والعالم العربي، وحسابات الربح والخسارة لدى بعض المسؤولين في عدد من العواصم العربية التي ارتضت لنفسها أن تلعب دوراً سلبياً على امتداد سنوات، وأوكلت المهمة إلى جهات إعلامية معروفة التوجه والانتماء السياسي.