عملية للشرطة البحرينية في منطقة الدراز (أرشيف)
عملية للشرطة البحرينية في منطقة الدراز (أرشيف)
الثلاثاء 23 مايو 2017 / 17:45

هل بدأ الرد الإيراني على قمم الرياض الثلاث من البحرين؟

24 - سليم ضيف الله

فجأة شهدت قرية الدراز القريبة من العاصمة البحرينية المنامة، منذ صباح الإثنين، مواجهات عنيفة بين قوات الأمن التي حاولت وضع حد للانفلات الأمني فيها، وبين معتصمين ومؤيدين لعيسى قاسم المدعوم إيرانياً، ما أدى إلى سقوط قتيل في المواجهات، واعتقال أكثر من 50 شخصاً في بيت قاسم، بعد أسابيع من التوتر والشحن.

وقال بيان للداخلية البحرينية الإثنين، إن الشرطة تدخلت لفرض النظام في المنطقة و"تصدت لمجموعة إرهابية بادرت بقذف القنابل اليدوية والأسياخ الحديدية، ما استدعى التعامل معهم بموجب الضوابط القانونية المقررة" وأوضحت الوزارة أن القوات الأمنية نجحت في "القبض على 50 شخصاً من المطلوبين أمنياً، والفارين من سجن جو، والمحكومين في قضايا إرهابية، بينهم عدد من الأشخاص لجأوا إلى منزل المدعو عيسى قاسم في المنطقة".

وفي الوقت الذي كانت فيه قوات الأمن البحرينية تؤدي واجبها المحمول عليها، فتحت طهران جبهة إعلامية مشتعلة على البحرين، لتنخرط وكالات الأنباء الموالية للحرس الثوري، والخط الأيديولوجي الصلب في النظام الإيراني، مثل وكالتي تسنيم، ومهر، والطلبة، إلى جانب وكالة الأنباء الرسمية، في الدعوة إلى العصيان والتمرد، وصب الزيت على النار، وحشد الموالين لها في البحرين، بشكل غير مسبوق.

ونشرت وكالات الأنباء بيانات لمنظمات بحرينية عدة، أبرزها الوفاق المحظورة، وعلماء البحرين، وشخصيات إيرانية، وبحرينية مقيمة في طهران، مثل ممثل قاسم في إيران، وبعض المعارضين البحرينيين المقيمين في طهران منذ سنوات والذين صدرت في حق عدد منهم أحكام بالسجن بعد إدانتهم في بلادهم، وفي دول أخرى أحياناً بالتورط في الإرهاب، وتهريب الأسلحة والمتفجرات إلى البحرين، وتسهيل تجنيد البحرينيين وتدريبهم في معسكرات الحرس الثوري، ومعسكرات ميليشيات حزب الله في لبنان، وفي العراق، وغيرها.

وبالنظر إلى التطورات الكثيرة والمتسارعة، خاصةً بعد الصفعة المدوية التي شكلتها القمم الثلاث التي احتضنتها الرياض تحت عنوان القمة العربية الإسلامية الأمريكية، وبعد وضوح الاستراتيجية الخليجية الجديدة، بدعم دولي، وأمريكي خاصةً، لمواجهة التحدي الذي يُشكله الجار الإيراني المتعجرف، يبدو أن إيران تُحاول الرد على الرسائل القاسية التي انهالت على طهران، بمناسبة قمم الرياض الثلاث، لتبدأ الأذرع الإيرانية في التحرك، والرد على القمة، بمحاولة تفجير الوضع في البحرين، الجار الأصغر للسعودية، والحلقة الأضعف في الرؤية الإيرانية لتوازن القوى في المنطقة، بحكم التركيبة السكانية، ونظام الحكم، ولكن أيضاً بحكم المساحة والقرب من السعودية، خاصةً المنطقة الشرقية، الاستراتيجية الغنية بالنفط وموارد الطاقة، وعاصمتها القطيف، التي شهدت بدورها محاولات متفرقة لتنفيذ هجمات وعمليات إرهابية مختلفة.

إن التحركات المشبوهة للآلة الإعلامية الإيرانية، وصولاً إلى تدخل وزارة الخارجية الإيرانية، وبعض المسؤولين الكبار على غرار مساعد رئيس البرلمان أمير حسين عبداللهيان، وغيره من المسؤولين الإيرانيين، على امتداد الفترة الماضية في الشؤون الداخلية للبحرين، والتطاول على صدور أحكام قضائية ضد متهمين بارتكاب جرائم مختلفة، بمن فيهم عيسى قاسم وعدد من أنصاره ومريديه، تكشف بذور تصعيد جديد من إيران ضد البحرين والمنطقة، بعد يومين من قمم الرياض التاريخية.

وبالتوازي لا يُمكن النظر إلى التحولات الجديدة في البحرين بعد قمم الرياض، بعيداً عن تصريحات مسؤولين إيرانيين آخرين مثل محمد رفسنجاني شقيق الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني، وأحد أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام وأبرز رموز التيار الموالي لـ"خط الإمام" أو الدائرة المرتبطة مباشرة بالمرشد الإيراني علي خامنئي، الذي تحدث الأحد مثلاً إلى صحيفة لاريبوبليكا، عن استعداد إيران لدعم أي ثورة في السعودية، ودورها في مساعدة كل من يطلب مساعدة إيران، المسؤولة دائماً عن مساعدة ودعم الشيعة حسب قوله.