من ميليشيات الحشد الشعبي. (أرشيف)
من ميليشيات الحشد الشعبي. (أرشيف)
الأربعاء 24 مايو 2017 / 19:12

ما مصير ميليشيات الحشد الشعبي بعد هزيمة داعش؟

قام كيينث روسين، صحفي أمريكي متخصص في شؤون الشرق الأوسط، بزيارة إلى شمال العراق، حيث تدور معارك لتحرير مدينة الموصل من داعش، ساعياً للاطلاع عن قرب على دور الميلشيات الشيعية.

ارتكبت ألوية الحشد الشعبي تجاوزات إنسانية وعمليات قتل بدون محاكمات، وخطف وتعذيب وسلب، وتجنيد أطفال

يقول روسين في مجلة "فورين أفيرز" إنه في المنطقة الصحراوية جنوب تلعفر، نفذ أعضاء من ميليشيات الحشد الشعبي، وحدات شبه عسكرية، عمليات، واستطاعوا منذ شهر أكتوبر( تشرين الأول) الأخير، قطع طرق إمداد داعش من سوريا إلى العراق، مستخدمين سيارات من طراز جيب وهامر، وأسلحة مدفعية خفيفة. وفي ديسمبر( كانون الأول) تمكنوا من طرد داعش من المنطقة.

خارج الموصل
ويلفت روسين إلى بقاء أولئك المقاتلين خارج مدينة الموصل، حيث لم يشاركوا في حصار المدينة، بل خاضوا عدداً من المعارك في منطقة كردستان، وشكلوا عنصراً هاماً في انتصارات القوات العراقية ضد داعش. وفي نوفمبر( تشرين الثاني)، أقر البرلمان العراقي بخدمات الحشد الشعبي، ووافق على ضمه إلى الجيش العراقي عبر مشروع قرار أيده 208 نائب من أصل 327.

معركة معقدة
ولكن، بحسب الصحفي، مع تراجع شدة المعارك، يواجه الحشد الشعبي معركة أكثر تعقيداً، وتتركز هذه المرة على شرعيته وموقعه ضمن مستقبل العراق ما بعد داعش. ونظراً لأن نصف وحداته حاربت خلال الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 ضد قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، فإنها تواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب وتجاوزات لحقوق الإنسان.

اعتقالات عشوائية
وتبعاً لتقرير صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش لحقوق الإنسان، وحصلت عليه مجلة فورين أفيرز، قام أحد ألوية الحشد الشعبي، لواء علي الأكبر، باعتقالات عشوائية لمدنيين وتعذيبهم خلال تحقيقات تمت من أجل الكشف عما إذا كان لسكان مناطق حررت مؤخراً صلات بداعش.
ويقول الصحفي إنه علم بعد لقائه بقائد لواء علي الأكبر، أنه قرب المكان نفسه الذي كان مدرسة اعتقل فيها أكثر من 130مدنياً. وقبل إطلاق سراح أولئك المعتقلين، تم ضربهم بواسطة كابل معدني، وقد مات أحدهم تحت التعذيب.

سجل شرير
ويشير روسين إلى أنه بالرغم من محاولات تبييض صفحة الحشد الشعبي، خلال السنوات الأخيرة، بعدما ساهم جنوده في الاستيلاء على مدن الأنبار وديالى وتكريت وباجي في العراق، قبل أن ينضموا لمعركة الموصل التي منعوا من دخولها، اتهم الحشد بارتكاب فظائع، وخاصة ضد مدنيين سنة. ووفقاً لتقارير صحفية وميدانية، ارتكبت ألوية الحشد الشعبي تجاوزات إنسانية وعمليات قتل بدون محاكمات، وخطف وتعذيب وسلب، وتجنيد أطفال. ومنذ ضم تلك القوات إلى الجيش العراقي، بات عدد من المحللين والساسة والسكّان المحليين يخشون من عرقلة الميليشيات الشيعية القتال لتحرير الموصل، كما فعلوا في الفلوجة في عام 2016 عبر الإساءة لسكان المدينة ذات الغالبية السنية.