الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الأربعاء 24 مايو 2017 / 15:47

لائحة اتهام أمريكية طويلة ضد قطر.. هذه عينة منها

كتب جون هانا من مركز الدفاع عن الديمقراطيات في مجلة "فورين بوليسي" أن قطر كانت دائماً رمزاً للأصدقاء المزدوجي الوجه، وخصوصاً للولايات المتحدة، موضحاً أنها من جهة تستضيف المنشآت الأمريكية الأكثر أهمية في الشرق الأوسط، وفي جهة أخرى هي الداعم الأساسي، السياسي والمالي والعسكري والإيديولوجي من خلال الجزيرة، لبعض القوى الأخطر والأكثر تشدداً في المنطقة.

العمل المدمر لقطر كان أكثر فظاعة في ليبيا وسوريا، وشمل لا المال والتحريض فحسب، وإنما أيضاً الأسلحة لكل أشكال الإسلاميين المتطرفين.

ويقول الباحث إن لائحة الاتهام ضد قطر أطول من القدرة على تلاوتها كاملة، وإن تكن عينة صغيرة من الاتهامات قادرة على توضيح الصورة السيئة. وذكر تحديداً دورها في وقت سابق من هذا الشهر في رعاية جهود حركة حماس لتبييض أجندتها الإجرامية حيال إسرائيل، وإن يكن هذا الأمر ليس إلا رأس جبل الجليد.
  
ملاذ لقيادات حماس
وكانت قطر الداعم الخارجي الرئيسي لحماس طوال سنوات، والممول الأساسي لها، إضافة إلى تحولها ملاذا آمناً لقيادتها. وخلال النزاع بين السلطة الفلسطينية المدعومة من واشنطن وحماس المصنفة منظمة إرهابية، راهن القطريون على الإسلاميين المتطرفين في غزة الذين التزموا تدمير إسرائيل.

الربيع الإسلامي
إلى ذلك، يقول هانا، لا قوة خارجية تتحمل مسؤولية في المساهمة بتحويل الربيع العربي إلى ربيع إسلامي أكثر من قطر. فقد مولت الدوحة حكومة الإخوان المسلمين الكارثية برئاسة محمد مرسي في مصر. وبعد إطاحته عام 2014، نزلت بثقلها لنزع شرعية النظام العلماني لعبد الفتاح السيسي وزعزعة استقراره، بوضعها قناة الجزيرة ومنصات إعلامية أخرى تمولها قطر في خدمة الإخوان المسلمين، مع استقبال معظم الزعماء المنفيين للتنظيم في الدوحة.

ليبيا وسوريا
وفي أي حال، يضيف هانا أن العمل المدمر لقطر كان أكثر فظاعة في ليبيا وسوريا، وشمل لا المال والتحريض فحسب، وإنما أيضاً الأسلحة لكل أشكال الإسلاميين المتطرفين. وعلى رغم الجهود الأمريكية في كلا البلدين لتوجيه مساعدات شركائها إلى القوى الأكثر علمانية وبراغماتية، تجاهل القطريون باستمرار المخاوف الأمريكية، ووجهوا كميات كبيرة من الأسلحة إلى كثير من الميليشيات المتطرفة التي تثير قلقاً كبيراً لدى صناع السياسة الأمريكيين.

إيواء العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر
ومع ذلك، يقول الباحث إن أياً من هذه السلوكيات هو ظاهرة حديثة، لافتاً إلى أنه في منتصف التسعينات "عندما كنت أعمل في فريق عمل وزير الخارجية وورن كريستوفر، أدركت الولايات المتحدة أن مسؤولين كباراً في حكومة قطر يؤوون على الأرجح جهادياً تورط في عملية فاشلة لتفجير طائرة مدنية في طريقها إلى الولايات المتحدة. ولكن بعدما طلب الأف بي آي من قطر تسليمها المشتبه فيه، اختفى. وكان ثمة اقتناع واسع بين المسؤولين الاستخباراتيين أن الإرهابي حصل على رعاية من مستويات عليا في الحكومة القطرية".

وقد أوضح مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي آي" ذلك في رسالة إلى وزارة الخارجية القطرية، مشتكياً من أن الولايات المتحدة "تملك معلومات مقلقة" أن المشتبه فيه نجا مجدداً من مراقبة أجهزتكم الأمنية، وأنه أُخطر على ما يبدو باهتمام الأف بي آي به.

أما الجهادي فليس بحسب الباحث إلا خالد الشيخ محمد الذي يعتبر مخطط هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، في الولايات المتحدة. والجدير ذكره أن المسؤول القطري البارز الذي يعتقد أنه مسؤول عن إيواء محمد وحمايته شغل منصب وزير في حكومة قطر بلا اتقطاع حتى 2013، وكان مسؤولاً عن الاستخبارات الداخلية.

الجزيرة
ويضيف هانا معلومة شخصية أخرى عن قطر، مشيراً إلى أنه عام 2004، وبينما كان التمرد في العراق في ذروته، "كنت في فريق نائب الرئيس ديك تشيني لشؤون الأمن القومي. ومع أن الطيارين الأمريكيين كانوا ينفذون غارات ضد إرهابيين عراقيين انطلاقاً من قاعدة عيديد القطرية، كانت قناة الجزيرة تحرض بلا هوادة العالم العربي ضد القوات الأمريكية. وكانت تبث صوراً رهيبة عن قتلى من النساء والأطفال على نحو متواصل، مع تقارير عن جرائم حرب مفترضة ارتبطت في أذهان المشاهدين بما سمته الجزيرة الحرب الأمريكية على العراق".

تسجيلات بن لادن
وأورد أيضاً أن الجزيرة التي صارت بعد هجمات 11 سبتمبر (على نحو مشبوه) القناة المفضلة لتسجيلات بن لادن التي تدعو إلى الجهاد ضد أمريكا، أمضت السنوات الأسوأ من حرب العراق تسوّق للمتمردين.

ولاحظ أن المحللين الأمريكيين أحصوا مرات كثيرة كانت فيها كاميرات الجزيرة في الموقع نفسه لهجمات كبيرة على القوات الأمريكية، مؤكداً أن الأدلة الظرفية على تواطؤ بين الجزيرة وإرهابيين يستهدفون القوات الأمريكية، ثابتة ومقنعة.

ويؤكد هانا أن موقف الجزيرة اعتبراً مؤذياً جداً للجيش الأمريكي، حتى أن تشيني ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد شعرا بضرورة عقد اجتماع استثنائي في أبريل (نيسان) 2014، مع وزير الخارجية الزائر في حينه. وفي حينه أُبلغ الوزير رسالة واضحة مفادها أن الجزيرة تتسبب بمقتل أمريكيين في العراق، فإما أن تكبح قطر أكاذيب المحطة وتوقف تحريضها وتوددها للعدو، وإما ستضطر واشنطن لإعادة تقويم علاقاتها مع الدوحة.
ويشير هانا إلى أن الرسالة لفتت انتباه قطر، ولكن موقتاً، وسارعت الحكومة القطرية إلى الإعلان عن الحاجة إلى مهنية أكبر في القناة. وبعد ذلك بوقت قصير، أعلنت مع كثير من الضجة أنها تتبنى مدونة أخلاق جديدة. ولكن الأمر لم يستمر طويلاً.