مسلمون يضيئون شموعاً خلال وقفة احتجاجية بعد الهجوم في مانشستر.(أرشيف)
مسلمون يضيئون شموعاً خلال وقفة احتجاجية بعد الهجوم في مانشستر.(أرشيف)
الجمعة 26 مايو 2017 / 14:51

مانشستر المختلطة تخشى مزيداً من التطرف

رأى كونور غافي، محرر لدى مجلة نيوزويك يغطي أحداث أفريقيا، ويركز على نيجيريا وقضايا الأمن والحروب، أن مسلمي مدينة مانشستر الإنجليزية باتوا يخشون من مزيد من التطرف في أعقاب الهجوم على المسرح في المدينة.

لم يكن مسلمو المدينة بتعدادهم الذي يقارب 230 الفاً، محصنين ضد التطرف الذي طال مسلمين بريطانيين آخرين يعيشون في مدن مثل لندن وبرمينغهام

 ويلفت غافي إلى أسماء محلات تجارية ومطاعم تمتد على طول شارع ويلمسلو في منطقة روشولم في مانشستر، المعروفة باسم منطقة الكاري نسبة لكثافة المطاعم الباكستانية والبنغالية والهندية هناك، مشيراً إلى أن تلك المنطقة تذكر بمساهمة الثقافة الإسلامية في مانشستر، مدينة متعددة الثقافات في شمال إنجلترا بعدد سكانها الذي يربو على نصف مليون نسمة، بينهم 15.8 مسلمون.

وتقع منطقة روشولم على مسافة بضعة كيلومترات من ضاحيتي فالوفيلد ووالي رينغ، حيث أغارت قوات الشرطة، يوم الثلاثاء، على مبنيين يشتبه في أن لأصحابهما صلة بالهجوم الذي خلف 22 قتيلاً و59 جريحاً، وكان الأعنف يضرب المملكة المتحدة منذ عام 2005.

ويشير غافي لتعرف الشرطة البريطانية على منفذ الهجوم، سلماني عابدي، 22 عاماً، وهو بريطاني من أصل ليبي، ولد في مانشستر، ويعتقد أنه فجر قنبلة مليئة بمسامير وقطع معدنية. وزعم داعش أن منفذ الهجوم من "جنوده".

احتجاج
والتقى المحرر في مسجد مانشستر المركزي مجموعة من المسلمين في المدينة، وممثلي ديانات أخرى، وأكاديميين تجمعوا حول وجبة غذائية، قبل أن يحضروا وقفة احتجاجية في مركز المدينة تنديداً بالمجزة، وتكريماً لضحايا الهجوم.

ومن الذين حضروا تلك المناسبة كان موسى نقبي الذي يقيم في منطقة شورلتون كام هاردي، الذي أكد أنه يكاد لا يصدق ما جرى ليس فقط في مدينته، بل في حيه، قائلاً: "لا أصدق أن قنبلة من هذا النوع تم تحضيرها هنا في مانشستر. أشعر بالأسى والألم والقلق في آن معاً لحدوث شيء من هذ االقبيل داخل بيت ما قد أكون زرته أو مقيم بجواره".

أكبر هجوم
ويقول غافي إن مانشستر المدينة التي اشتهرت قديماً بكونها معقل الصناعة الإنجليزية، والمعروفة باسم مانشستر الموحدة، والتي تضم أشهر فرق كرة القدم الإنجليزية، لم تشهد قط هجوماً إرهابياً بحجم ما جرى يوم الإثنين الأخير. ولكن، بحسب المحرر، لم يكن مسلمو المدينة بتعدادهم الذي يقارب 230 الفاً، والذين يقيمون في مانشستر الكبرى (منطقة أوسع تتكون من المدينة وضواحيها بسكانها البالغ عددهم 2.7 مليون)، محصنين ضد التطرف الذي طال مسلمين بريطانيين آخرين يعيشون في مدن مثل لندن وبرمينغهام.

مخاوف
ويمضي غافي للإشارة إلى ما جرى في عام 2014، عندما هربت التوأمان سلمى وزهرة حالاني، 16 عاماً، من شارلتون إلى سوريا، وأوردتا على تويتر تفاصيل عن حياتهما في ظل داعش. وفي عام 2015، كشف تحقيق أجرته صحيفة مانشستر إيفنينغ المحلية عن تحويل السلطات في المدينة لـ 350 طفلاً إلى الشرطة بشأن مخاوف من تحولهم لمتشددين.

وقال أحمد علي، عضو في حزب العمال البريطاني المعارض في روشولم، إن الجالية الإسلامية في مانشستر تدين "بالإجماع" التفجير الإرهابي الذي وقع قبل أيام في مانشستر. ولكن علي أبدى، في ذات الوقت، مخاوفه من انجرار بعض الفتية والمغفلين في مدينته وراء دعوات المتطرفين الذي يحركونهم من مناطق بعيدة، كتلك التي يسيطر عليها داعش في سوريا والعراق، أو التي يتواجد فيها عناصر القاعدة في أفغانستان وسواها.