سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر.(أرشيف)
سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر.(أرشيف)
الجمعة 26 مايو 2017 / 14:53

بعد هجوم مانشتسر.. توقعات متضاربة للعمليات الخارجية لداعش

أثارت التناقضات بشأن مزاعم داعش بمسؤوليته عن تفجير مانشستر توقعات متضاربة حيال قيادة التنظيم للعمليات الخارجية.

منذ عام 2014، انخرط ما لا يقل عن 40 ألف مقاتل أجنبي في داعش، ولم يبق سوى ربع هؤلاء في الميدان

وكما أشارت روبن رايت، كاتبة عمود سياسي لدى مجلة نيويوركر، لم يكد يمر عشر ساعات على تفجير سلمان العبيدي نفسه خارج مسرح مانشستر آرينا، حيث كانت مغنية البوب الأمريكية تحيي آريانا غراندي، حفلاً غنائياً، حتى سارع داعش للإعلان عن مسؤوليته عن الهجوم الفظيع الذي أدى لقتل 22 شخصاً، معظمهم أطفال، وجرح عشرات آخرين.

وتباهى التنظيم الإرهابي ببيان بُث على مواقع التواصل الاجتماعي بالتفجير. وجاء في البيان "بفضل من الله وعونه، استطاع جندي من جنود الخلافة وضع أجهزة متفجرة وسط تجمع للصليبيين في مدينة مانشستر البريطانية".

تناقضات خرقاء
وتلفت روبين إلى نقطة غير مألوفة بالنسبة لداعش، الذي عرف عنه تحريه الدقة بشأن مزاعمه، وهو ورود أخطاء في تفاصيل روايته. وكانت التناقضات شديدة الوضوح وخرقاء. فمن خلال رسالة مبكرة نشرها التنظيم، زعم أن "مفرزة أمنية" هي من نفذت الهجوم، وكأن هناك منفذين عدة. كما أوحى مضمون الرسالة بتفجير عدة قنابل في المكان. ومن هنا خلت الرسالة من حقيقة أن قنبلة واحدة فجرت في عملية انتحارية وحيدة. ولم يرد ذكر لـ " استشهادي"، كما هو المعتاد عند مقتل منفذي أي هجوم إرهابي. ولم يسم داعش اسم العبيدي، أو يدعى أنه منفذ الهجوم.

أخطاء
وبحسب مسؤول أمريكي متخصص في مكافحة الإرهاب "يبدو أن الهجوم من صنع داعش"، رغم استمرار التحقيقات البريطانية. ولكن الأخطاء التي وقع بها داعش، أدت لتكهنات بشان قيادة عملياته الخارجية، واتصالاته مع عملائه أو المتعاطفين معه، وحتى حصوله على أنباء، والتي سرعان ما أشارت إلى أساسيات الهجوم.

تمزق

من هنا تطرح روبين تساؤلاً عن مدى تمزق داعش، وتلفت لتقلص مساحة المناطق التي سيطر عليها، وتوزعها بين مناطق منكوبة بالقتال، منذ أكتوبر( تشرين الأول) عند بداية الحملة العسكرية المدعومة أمريكياً لتحرير الموصل. فقد فقد داعش قرابة 66% من المناطق التي استولى عليها في عام 2014، في العراق، وقرابة نصف مناطقه في سوريا، بحسب مسؤول في الخارجية الأمريكية. كما تم تحرير أكثر من أربعة ملايين شخص من حكم داعش، وبقي حوالي 2.7 مليون عراقي، و 1.4 مليون في سوريا تحت حكم التنظيم الإرهابي.

مقتل معظم المقاتلين الأجانب
وبحسب مسؤولين عسكريين أمريكيين، قتل غالبية المقاتلين الأجانب في ساحات المعارك في العراق وسوريا. وقال المسؤول الأمريكي: "منذ عام 2014، انخرط ما لا يقل عن 40 ألف مقاتل أجنبي في داعش، ولم يبق سوى ربع هؤلاء في الميدان. وأما الباقون فقد قتلوا أو تخلوا عن القتال. وفي الموصل التي عدت يوماً أكبر مدن دولته الزائفة، لا يوجد لدى داعش سوى أقل من ألف مقاتل يحاولون التمسك بمنطقة صغيرة من الجزء القديم في المدينة، والمكتظ بالسكان".

عودة إلى الجذور

ويقول مسؤولون أمريكيون: "يعمد داعش اليوم للعودة إلى جذوره باستخدام هجمات إرهابية في محاولة للترويج لرسالته وإيديولوجيته، وفي محاولة للإبقاء على نفوذه وقدرته على نشر إيديولوجيته. وهو يشن تلك الهجمات ليظهر للعالم أنه ما زال قادراً على تنفيذها، وأنه باقٍ كقوة إرهابية فاعلة".