مقاتلات للتحالف الدولي تقصف مواقع لداعش. (وزارة الدفاع الأمريكية)
مقاتلات للتحالف الدولي تقصف مواقع لداعش. (وزارة الدفاع الأمريكية)
الجمعة 26 مايو 2017 / 14:53

جولة في قاعدة العديد.. قصف قاعدة الشعيرات ليس إلا البداية

24- زياد الأشقر

كتب مايكل آر. غوردون في صحيفة نيويورك تايمز، إن دفعة صواريخ كروز الأمريكية التي أطلقت على مطار الشعيرات السوري الشهر الماضي، كان الهدف منها توجيه رسالة لمرة واحدة لبشار الأسد كي لا يقدم على شن هجوم كيميائي آخر. لكن بالنسبة إلى اللفتنانت جنرال جيفري هارجيان في مركز قيادة التقنية العالية في قاعدة العديد الأمريكية في قطر الذي يشرف على العمليات الجوية عبر البحار في الشرق الأوسط، فإن ذلك لم يكن سوى البداية.

الوضع هادئ قرب التنف، لكن لا أحد يضمن إلى متى

وقال غوردون إن مهمة الجنرال هارجيان حماية أمريكا وقوات الحلفاء من انتقام سوري محتمل بواسطة الطائرات، وكذلك مواصلة الغارات الجوية على معقل داعش في الرقة السورية وحولها. وتعتبر الدفاعات الجوية السورية والروسية في حالة تأهب عالٍ، مما يزيد المخاطر على طواقم مقاتلات الإئتلاف خلال حملتهم على داعش.

ونقل عن هارجيان قوله في مقابلة أنه "إذا حاول السوريون مهاجمة جنودنا، فيجب أن نكون في موقع للدفاع عنهم...يجب أن نكون في موقع لدعم جنودنا والعودة لقتال داعش".

نظرة نادرة على التخطيط
ولفت إلى أن بعض أكثر العمليات العسكرية أهمية حصلت على ارتفاع آلاف الأقدام في الأجواء فوق سوريا، وكلها غير مرئية للشعب الأمريكي. ومُنح مراسل لصحيفة "نيويورك تايمز" الإذن بالوصول إلى مركز القيادة، ما أتاح له فرصة نادرة لإلقاء نظرة على كيفية تخطيط الجيش وتنظيم الضربات الجوية والإستطلاع وإعادة التزود بالوقود التي تؤمن إستمرار الحرب على مدار الساعة.

وأضاف: "تم بناء قاعدة العديد في الصحراء الحارقة على مسافة 20 ميلاً جنوب الدوحة عندما كان لقطر عدد محدود من طائرات سلاح الجو لكنها كانت مستعدة لدفع المليارات لبناء مطار يمكن لقوة عظمى صديقة أن تستعمله في وقت الأزمات. وبعد هجمات 11 سبتمبر(أيلول)، بدأت إدارة بوش بنشر طائرات أمريكية هنا لتنفيذ غارات في أفغانستان، على رغم أن نشرها هناك بقي سرياً أول الأمر". واليوم، يشرف المركز الأمريكي في هذه القاعدة المدججة على عمليات في أفغانستان والعراق وسوريا وأماكن ساخنة أخرى في الشرق الأوسط. ويعج مركز القيادة بضباط إرتباط من دول تنتمي إلى الإئتلاف الذي يقوده الأمريكيون، وبجنود أمريكيين وخبراء إستخبارات وضباط ممن يخططون الهجمات المباشرة.

أجواء مزدحمة
وأشار إلى أن التحدي بإدارة العمليات فوق الأجواء السورية المزدحمة واضح من خلال شاشة فيديو كبيرة داخل المركز تتابع مسار الطائرات في أنحاء المنطقة. وقد لوّنت الطائرات الروسية والسورية بالأصفر والبرتقالي، بينما تم تلوين الطائرات الأمريكية والحليفة بالأخضر والطائرات المدنية بالأزرق.

مخاوف من ضربة جديدة
وقال غوردون إنه في الأسابيع التي تلت القصف الأمريكي لمطار الشعيرات السوري، ظل السوريون والروس والأمريكيون يراقبون بعضهم بتوتر. وأوضح الجنرال هارجيان :"إن تقويمي هو أنهم كانوا يخشون حصول ضربة جديدة...واستخدموا راداراتهم لمعرفة أين سيكون إتجاهها". وأضاف: "لم نعد بعد إلى الوضع الطبيعي... لا أزال أراقب ذلك كل يوم". ويم الخميس من الأسبوع الماضي أطلقت مقاتلات من الإئتلاف الدولي طلقات تحذيرية على قافلة مقاتلين موالين لإيران يدعمون الأسد خال توجهها نحو بلدة التنف على الحدود السورية-الأردنية-العراقية، وعندما لم تمتثل القافلة أغارت عليها الطائرات ودمرت عدداً من الدبابات. ويومذاك حلقت مقاتلة سورية من طراز سوخوي-22 فوق المنطقة لكن مقاتلة إف-22 أمريكية طاردتها من دون إطلاق نار. ومذذاك الوضع هادئ قرب التنف، لكن لا أحد يضمن إلى متى.