الأحد 28 مايو 2017 / 00:27

رمضان في عام الخير.. علامة فارقة لدولة الإمارات حكومة وشعباً

يأتي رمضان علينا في عام تحتفي فيه الإمارات حكومة وشعباً، بالخير ليعم الجميع، وهو ليس مجرد شعارات أو وجاهة بل من التعاليم الجوهرية في ثقافتنا المحلية، ومن ضمن سياق منظومة قيمنا الإنسانية، التي رسمت ملامح هويتنا الوطنية، كما إنها دعوة لتجسيد المبادئ الأولى التي قامت عليها دولة الإمارات، وميزت آثار أجيالها المؤسسين الأوائل، لهذا فقد أكد سمو الشيخ محمد بن راشد "حفظه الله" أن "عام الخير هو رسالة محبة وتسامح يرسلها قادة الإمارات وشعبها المعطاء للمنطقة والعالم".

وما تمثّله الإمارات العربيّة من عراقة وأسبقية في تجسيد ثقافة العطاء الإنساني اللامحدود، كونه هاجساً أصيلاً في الشخصية الإماراتية، وفي عمق نسيج المجتمع الإماراتي، بالإضافة، لن يثني الإمارات عن دورها المحوري عن مواصلة "القاعدة الهرمية" من نشر"التنوير" و"إشاعة الأمل" و" تفعيل أدوار الخير" ؛ لتؤكد للعالم ريادة الإمارات في العمل الإنساني النبيل ، ودورها الهادف في أكثر المناطق حاجة، مما عززالمكانة البارزة التي باتت الدولة تتبوأها على خريطة العمل الإنساني.

هناك إرادة ربانية جعلت من العطاء حاجة إنسانية ملحة، فأعلى درجات التسامح خدمة الناس والبذل دون مقابل، والقيادة الكريمة أدركت بأن إكمال مسيرة التسامح والسعادة لشعبنا بإحداث الفارق الذي لا يتم إلا بالخير والبذل والعطاء الجزيل للآخر، وبدون مقابل، وإبراز روح التعاون للجميع، فكان من الضروري صياغة المبادرات الإنسانية وتوحيد جهود العمل التطوعي بكل أشكاله، وليصبح المواطن طرفاً فاعلاً ونشطاُ في المسيرة التنموية لدولة الإمارات، وتلقين للأجيال أبجديات العطاء وأوليات القيم الأساسية.

لاغرو، وقد أرشدنا الإسلام إلى كيفية الاستعداد، وجودة التهيئة لشهر الخير -رمضان -، وحسن الاستقبال، حتماً رمضان سيكون مثالياً في عام الخير، حيث أصبح الخير ضمن سياق عمل مؤسسي مستدام، بل في شهر الكرم ستكون فرصة مواتية لتفعيل كل الآليات الهامة للبذل والعطاء، مع مبادرات عام الخير وتفعيلها في شهر العطاء، وتسخير هذا الشهر لمضاعفة الجهود على كل المحاور والاصعدة، لكي يلمس الناس الفارق النوعي لمعنى الخير وتأثيره على الأفراد والمجتمعات.

وعام الخير مناسبة لإطلاق مواهب وإمكانيات خيرية من مواطني الدولة- التطوع- ومؤسساتها، فقد تم تأهيل المجتمع في عام الخير لكي نستعد لاستقبال شهر الخير-رمضان- ويغتنم المسلم مواسم الطاعات، ويقتنص النفحات الربانية وفضائلها، وهناك الكثير من أوجه العطاء السخي اتسمت بالتنوع والشمول، كان بالضرورة من أهمها بناء البنية التحتية للدول التي تتكبد الخسائر من الحروب الطاحنة، والإسهام في مشروعات التعليم وبناء مستشفيات كبيرة، لا سيما مد يد العون للأطفال المحتاجين إلى الرعاية الصحية الوقائية، وجميعها مآثر نابعة مِنْ دافع تسامح ديني باعث على البذل والإيثار، فبهذه المعاني تسمو النفوس وترتقي الأرواح ليكون شعب الإمارات الكريم منارة للخير ومنبعاً للعون.

قد لا أجانب الحقيقة حين أؤكد أنّ الهدف من أعمال الخير ليس فقط رفع المعاناة عن اللاجئين والمحرومين ومنحهم مقومات الحياة الكريمة والآمنة، بل لمساعدة الدول المطحونة من الحروب على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتثبيت أسس الأمن والاستقرار فيها، وإيماناً من القيادة الحكيمة بضرورة تجاوز إستمرار الأزمات والتحديات الإنسانية في بعض المناطق التي تعاني محنة وتوتراً، لأن الجماعات المتشددة استغلت هذه المناطق على جعلها بؤرة للجرائم الإرهابية، ونشر الأفكار المتطرفة، لما تشكّله من خطورة على الأمن والسلام العالميين، وما تستهدفه من زعزعة الاستقرار وإضعاف جهود التنمية والبناء.

الخير في العام كله يعتبر كالتمرين والتعويد والتدريب؛ ومن السنة أن نكثر من الصيام في شعبان، والتشمير للطاعة، لئلا يصعب على المسلم فعل الخيرات أو يشعر بالمشقة والتكاسل والتسويف، فأهمية التدريب والتعويد على الأعمال الصالحة قبل رمضان عادة أمر بها الإسلام بل حث عليها، فكان حري بالمواطن في عام الخير أن يفهم طرق الإقبال على الخير، وإبراز العمل التطوعي، وخلق التنوع في سبل للخير، قطعاً أسهم عام الخير في زيادة الوعي بطرائق الخير، ومعرفة ثواب هذا الإقبال ، وتباعاً يتم ترسّيخ دور الإمارات الخيري لتكون أنموذجاَ للعطاء والسلام.

فى القرآن كلمات تحفزنا، تلهمنا، تدفعنا، وتضاعف طاقتنا وحماسنا، والتى تستهض الهمم، وتكرارها فب أكثر من موقف فى سور القران يدل بالتأكيد على عظيم فضلها مثل (سابقوا) و (سارعوا) (وتزودوا) ( فليتنافس المتنافسون).

يراد بهذه الكمات المضيئة أن تضبط إيقاع الحياة للمسلم وتعينه على حُسن استغلال وقته في عمل الخير، وشهر رمضان، شهر الخير، بمثابة فرصة عظيمة من الزمن، حيث لا يبلغها إلا لقلة من أرباب الخير؛ لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالكرم والجود، والخروج منه بزاد إيماني كبير، وبعتق من النار، فهو شهر التوبة والمغفرة والصبر، وشهر المجاهدة والجهاد في أعماله تجارة الصالحين، وشهر الخير في عام الخير ميدان المتسابقين، وزاد المتقين، واستثمار هذه الأيام ديدن أهل الفطنة الكياسة، لأنه شهر فيه تفتح أبواب الرحمة، وتغل مردة الشياطين، وتصفد مردة الجن، فيه ليلة خير من ألف شهر، والسعيد من صامه وقامه وتصدق فيه إيماناً واحتساباً.