الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة الرياض. (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة الرياض. (أرشيف)
الأحد 28 مايو 2017 / 12:57

أوباما في القاهرة وترامب في الرياض.. فروق كبيرة بين خطابين

رأى ماثيو برودسكي، محلل بارز لدى ويكيستارت ومدير سابق لمركز السياسة اليهودية في واشنطن، أن الرئيس الأمريكي ترامب خطا خطوة هي الأبعد عن سياسات اتبعها سلفه باراك أوباما، عندما ألقى خطابه المتوقع في المملكة العربية السعودية، خلال أولى زياراته الخارجية.

وقف أوباما إلى جانب الإسلام السياسي، ودافع عن حق المسلمات في ارتداء النقاب، ولكنه لم يدافع في حقهن في خلعه. وبدا وكأنه أرسل من مصر رسالة إلى فرنسا، لا إلى أفغانستان

وأوضح برودسكي في مجلة ناشونال إنترست، أنه فيما احتوى الخطاب على بعض أوجه الشبه مع كلمة بارك أوباما في 4 يونيو(حزيران) في 2009، في القاهرة، كالاستعداد للتجاوب بلطف مع من "مدوا أيديهم لأمريكا"، كانت هناك فروق هائلة في النهجين.

ويلفت الكاتب إلى ما قاله أوباما للعالم الإسلامي في 2009، من أنه يفهمهم وأن شوائبهم شبيهة بعيوب أمريكا، وأنه كان مدركاً وآسفاً لدور أمريكا في تطرفهم، وأن الولايات المتحدة ستكون أكثر تسامحاً في المستقبل، لذا، يمكن بناء شراكة معهم.

وفي المقابل، قال ترامب في 2017، أمام جمع من زعماء المسلمين، إنه مدرك للمشكلة مع الإسلام، ولكنه لن يخوض في نقاش بشأن سبب وكيفية حصولها، معتبراً أن هذه مشكلتهم، وأنه سيحمل زعماءهم السياسيين مسؤولية حلها. ويظل هناك مجموعة من المصالح التي يمكن بناء شراكة رئيسية على أساسها.

تحديات

ويرى برودسكي أنه بصفة واقعية، كُتب خطاب ترامب بأسلوب يقضي بمخاطبة زعماء تلك الدول بصورة مباشرة. فقد رآهم عن قرب، وعرف أسماءهم، وربما الأهم منه، أرقام هواتفهم، حيث يستطيع الاتصال بهم لمعالجة جملة من التحديات.

عند هذه النقطة، يختلف ترامب عن أوباما الذي تجاهل زعماء المسملين، وتحدث مباشرة إلى "شعب مصر" والمسلمين عامة. وأراد أوباما أن يخلق "شراكة بين أمريكا والإسلام والتي كانت دوماً تمثل مشكلة. فإن أمريكا وممثليها يستطيعون عقد صفقات والتواصل لتفاهم مع حكومة ومشاركة شعوبهم، ولكن رئيساً أمريكياً لا يستطيع التشارك مع دين ما". وبالفعل قال ترامب في بداية خطابه أقف أمامكم كممثل للشعب الأمريكي، ولم يكن هناك كممثل عن المسيحيين. ومضى للقاء البابا بعد بضعة أيام، ولكنه كضيف للفاتيكان.

نقاط ملحوظة
ويقول الكاتب إت ما كان ملحوظاً، إن لم يكن متوقعاً، في خطاب ترامب، عدم تقديمه اعتذارات عن سلوك أمريكا السابق، وتجنبه الإشارة لمقارنات مزيفة. ولم يسع ترامب لتحميل الغرب مسؤولية نهوض التطرف الإسلامي، أو ليشرح كيف أن "التوتر غذاه الاستعمار بحرمانه العديد من المسلمين حقوقاً وفرصاً" كما رأى أوباما في كلمته.

وبرأي الكاتب، لم يتخذ ترامب أيضاً دور المحاضر أو الباحث الإسلامي، في إبداء رأيه بالفقة الإسلامي (بمعنى أن الشراكة مع الولايات المتحدة يجب أن تؤسس على ما يوجد في الإسلام، وليس على خلافه). كما لم يستشهد بالقرآن كما فعل أوباما.

دور ريادي
وبحسب برودسكي، برز أيضاً فرق كبير في كيفية تناول الرئيسين لقضية الإسلام الراديكالي أو السياسي. فقد كرر ترامب رأيه أن ذلك الإسلام هو أصل المشكلة، وأنه من مسؤولية الزعماء السياسيين معالجتها. وقال: "يجب أن تضطلع الدول الإسلامية بدور ريادي في محاربة التطرف وعلى الدول الإسلامية أن تكون مستعدة لتحمل المسؤولية، إن كنا ساعين للقضاء على الإرهاب وتقويض إيديولوجيته".

موقف محايد
ويلفت الكاتب إلى مضي الرئيس الأسبق جورج بوش بعيداً في سعيه لنشر الديمقراطية، ولكن ترامب اتخذ موقفاً أكثر حيادية. وفي المقابل، ألقى أوباما بثقله في القضية، ووقف إلى جانب الإسلام السياسي، ودافع عن حق المسلمات في ارتداء النقاب، ولكنه لم يدافع في حقهن في خلعه. وبدا وكأنه أرسل من مصر رسالة إلى فرنسا، لا إلى أفغانستان.

لقد كان ترامب حكيماً في عدم الغوص في تلك المياه. وعوضاً عنه، قال إن "على دول الشرق الأوسط تقرير نوع المستقبل الذي يختارونه لأنفسهم. ليست هذه معركة بين ديانات وطوائف أو حضارات مختلفة. إنها معركة بين مجرمين متوحشين يسعون لمحو الحياة البشرية، وبين أناس محترمين من ديانات مختلفة يعملون على حمايتها. هذه معركة بين الخير والشر".