أمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الأحد 28 مايو 2017 / 21:04

قطر والمشي في طريق مسدود

تشهد سنن الكون وسجل التاريخ أن إعطاء الأشخاص أو الدول لنفسها حجماً أكبر من حجمهم، إنما هو وبال وسقم قد يؤدي إلى الاضمحلال والموت

كان الله في عون الإنسان العربي البسيط الذي تتبع قمة الرياض وخرج متفائلاً ومنشرح الصدر بالمكاسب السياسية التي حققها العالم الإسلامي بقيادة المملكة العربية السعودية، لكن فرحته لم تدم طويلًا لأن "الأنباء القطرية" حملت له ما يسوؤه. حاول أن يعزي نفسه ويقبل مبرر الاختراق، لكن ظهر جليًّا أن الأمر أبعد من ذلك. إنه انشقاق.

من المؤكد أن ارتماء قطر في أحضان الشيطان أمر غير مفهوم، كما أنه من المؤكد أيضاً أن احتضان قطر للإخوان فكراً وشخصيات ومؤسسات عمل غير مسؤول. وقد يكون ذلك من عبثية القرارات وعشوائية الاختيارات، لكن اختيار التوقيت لهذه التصريحات التي صدرت من أمير قطر، والإصرار على تعميق التواصل مع إيران يحمل أبعادا أكثر من العبثية والعشوائية.

دائماً ما يخبرنا علم الاجتماع عن سنن لا تتبدل في تاريخ البشرية، وقوانين ثابتة جعلها الله عبرة، لتكون دروساً للأمم المتلاحقة، فالخروج عن الصف انكسار، والارتماء في أحضان العدو انتحار، وإيواء بذرة الشر انهيار. وفي ضوء هذه المسلمات والسنن، فإن أفضل ما يمكن أن يعمله الساسة هو أن يقرؤوا التاريخ، ويتأملوا سنن الكون.

فمن نواميس الكون أن الخروج عن الصف انكسار، ليس كسراً للصف فحسب، فالمجموع المتآلف المتعاضد قادر على لحم الخلل وسد النقص، لكن الضرر والإنكسار يقع على الخارج الهارب من ظل ظليل إلى نار تلظى.

ومن السنن التي لا تتخلف في المجتمعات أن الارتماء في أحضان العدو انتحار، وهو إمعان في الإنكسار والغي والغباء، والابن العاق مهما بلغ نشازه ومهما تمادى في انحرافه فلن يجد أحن من حضن الأهل.

وعلمتنا سنن الكون أيضاً أن إيواء وتربية بذرة الشر انهيار، إنها أشبه ما تكون بعصفور النار الذي يأتيك وقد أمسكت النيران بذيله فتأويه في حقلك. ومن الحماقة ألا تستطيع تقدير عواقب هذا الإيواء.

وتشهد سنن الكون وسجل التاريخ أن إعطاء الأشخاص أو الدول لنفسها حجماً أكبر من حجمهم، إنما هو وبال وسقم قد يؤدي إلى الاضمحلال والموت. وأخيراً فإن ما نعلمه يقيناً أيضاً أن مصافاة أهل الغدر ومجافاة أهل المروءة هو مضي في طريق مسدود.

تلكم نواميس الكون وسنن الحياة، أضعها بين يدي العقلاء في قطر، فهي أرضية صلبة تتفق عليها كل شعوب الأرض، حتى لو اختلفت السياسات والأجندات.