تتويج بروسيا دورتموند بكأس ألمانيا (رويترز)
تتويج بروسيا دورتموند بكأس ألمانيا (رويترز)
الإثنين 29 مايو 2017 / 00:00

مستقبل غامض ينتظر دورتموند بعد التتويج بالكأس

في غمرة الفرحة والنشوة والاحتفالات بفوزه بلقب كأس ألمانيا لكرة القدم، يكتنف الغموض استعدادات فريق بروسيا دورتموند للموسم المقبل، وسيتعين على إدارة النادي اتخاذ بعض القرارات الصعبة.

ومن الطبيعي أن يحتفل دورتموند بلقبه الذي توج به السبت الماضي، بعد الموسم الشاق الذي واجهه في الموسم المنقضي، غير أن تلك الفرحة تبدو مؤقتة قبل التحدي القادم للفريق الذي بدأ يلوح في الأفق. 

وبعد ساعات من فوز دورتموند 2-1 على إينتراخت فرانكفورت في المباراة النهائية لكأس ألمانيا التي جرت بالملعب الأولمبي في العاصمة برلين، فإن الفريق بحاجة لتكريم لاعبيه الذين ساهموا في صنع هذا الإنجاز.

وخاض دورتموند حملته في الموسم المنقضي دون ثلاثة من أعمدته الرئيسية، وهم ماتس هوميلس، وإيلكاي غوندوغان، وهنريك مخيتاريان، وذلك عقب بيعهم جميعاً مقابل مبالغ ضخمة خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية.

واستفادت إدارة دورتموند بشكل كبير من المبالغ الطائلة، التي بلغت أكثر من 100 مليون يورو، انتعشت بها خزينته جراء بيع النجوم الثلاثة، إذ انتدبت لاعبين جدد مثل ماريو غويتزه وعثمان ديمبيلي، وأندري شورله، ورافاييل غوريرو.

ورغم الصعاب التي واجهت دورتموند داخل الملعب، لكنه أنهى بطولة الدوري الألماني في المركز الثالث في جدول الترتيب خلف غريمه التقليدي بايرن ميونخ (البطل) ولايبزيغ (الوصيف)، ليتأهل مباشرة لمرحلة المجموعات ببطولة دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل.

ومع احتفال دورتموند بأول لقب يناله منذ حصده الثنائية المحلية (الدوري والكأس) في 2012، فمن المفترض أن تكون جميع الأجواء وردية في حديقة النادي.

واجتاز الفريق الفجوة الكبيرة التي تفصله عن بايرن، بعدما أطاح بالفريق البافاري من الدور قبل النهائي لبطولة الكأس، رغم الخلافات الواضحة بين توخيل وإدارة النادي.

وأشار توخيل إلى احتمالية عقد اجتماع مع إدارة النادي لتحليل الموسم الفائت، وقال: "لا أستطيع الجزم بما سيحدث.. مازال عقدي سارياً مع الفريق وأرغب في الاستمرار معه".

وأوضح توخيل: "لا أريد أن أبدو ساذجاً، أو أرغب في مضاعفة الضغوط، ولكن النتيجة التي سيخرج بها الاجتماع تبدو مفتوحة".

وفي الأسابيع الأخيرة أعلن كبار المسؤولين في دورتموند مثل المدير التنفيذي للنادي، هانز يواكيم فاتسكه، ورئيس النادي، راينهارد راوبال، عن وجود خلافات مع توخيل، مما عزز الشائعات التي أفادت برحيل المدرب.د

توخيل رجل المهمة الصعبة

كان المدرب الشاب توخيل، يحظى بتقدير كبير عندما تم اختياره قبل عامين لقيادة دورتموند خلفاً للمدرب يورغن كلوب، الذي تمتع بشعبية كبيرة لدى جماهير الفريق، رغم إخفاق دورتموند في التتويج بأي لقب معه قبل الحصول على بطولة الكأس.

وتبدو نتائج توخيل مع دورتموند مقبولة، إذ حصل على المركز الثاني ثم الثالث في الموسمين الأخيرين بالدوري الألماني، فيما خسر نهائي الكأس العام الماضي أمام بايرن، قبل أن يتوج به هذا العام.

ورغم ذلك، يجد دورتموند نفسه في موقع فريد بكرة القدم الألمانية، إذ مازال يمتلك عدد ألقاب يقل كثيراً عن بايرن، ولكنه يتفوق بفارق كبير عن أي من الأندية الأخرى.

ويرى البعض أن حملة دورتموند في الموسم المنقضي حققت النجاح، فرغم أن التأخر بفارق 18 نقطة كاملة عن بايرن المتوج بالدوري، يبدو أمراً تفوح منه رائحة الفشل بالنظر إلى إنفاق إدارته أكثر من 100 مليون يورو، فإن حتى هذا المبلغ يبدو متواضعاً مقارنة بالنفقات التي يتكبدها بايرن عاماً بعد آخر.

وعقب حصول دورتموند على لقب الكأس، فإن ذلك يشكل نجاحاً لتوخيل في هذا الموسم الصعب الذي شهد مطاردة لعنة الإصابات لعدد كبير من اللاعبين، فضلاً عن تعرض حافلة الفريق لهجوم بالقنابل في أبريل (نيسان) الماضي.