سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر.(أرشيف)
سلمان العبيدي، منفذ هجوم مانشستر.(أرشيف)
الإثنين 29 مايو 2017 / 13:38

داعش يتبنى كل الهجمات الإرهابية...كيف يمكن التحقق من ادعاءاته؟

بعد مسارعة داعش للزعم بأن "أحد جنوده" نفذ هجوم مانشستر الإرهابي، تساءل صاموئيل أوزبورن، محرر لدى صحيفة "إندبندنت" يغطي شؤوناً بريطانية ودولية، عن حقيقة ذلك الزعم، وعما إذا كان يمكن الوثوق بهذا الادعاء.

عند إجراء مراجعة بسيطة لمزاعم داعش بشأن هجمات نفذت في الغرب، يظهر لنا أن داعش التزم فقط بهجمات إما وجهها، أو مكن أنصاره من تنفيذها، أو أنه كان ملهماً لها

ويشير أوزبورن إلى ما جرى خلال السنوات الأخيرة بعد وقوع أي هجوم إرهابي، إذ إنه ما أن تتضح تفاصيل أي عمل وحشي حتى تسارع وسائل الإعلام لنشر أخبار عاجلة حول ادعاء داعش مسؤوليته عما جرى.
  
انتهاز فرص
وكما يلفت المحرر، أدى الاندفاع لنشر بروباغندا داعش لردود أفعال شاجبة، ولوصف معلقين مزاعم التنظيم الإرهابي بكونها انتهاز فرص لنشر الرعب، وتقريع الصحافة لشدها أنظار العالم إلى ادعاءاته. ولكن، ليس من الحكمة الإيحاء بأن داعش يتحمل مسؤولية كل هجوم إرهابي كبير.

كيفية عمل التنظيم
ويقول خبراء في الإرهاب يركزون على داعش إنهم غالباً ما يسمعون الناس يقولون إن "داعش مستعد للادعاء بأنه داس على قدمي، أو أنه سبب إصابتي بالسعال". لكن بحسب آماراناث آماراراسينغام، خبير في شؤون الجهاديين "تغفل وجهة النظر تلك استيعاب كيفية عمل التنظيم، أو نظرته إلى نفسه".

ويلفت أوزبورن إلى أنه، ومنذ عام 2015، ادعى داعش المسؤولية عن أكبر الهجمات الإرهابية عبر العالم، ومنها هجمات وقعت في فرنسا وبلجيكا وألمانيا والمملكة المتحدة.

مراجعة
وكما قالت روكميني كاليماشي، مراسلة صحيفة "نيويورك تايمز"، التي تركز على داعش والقاعدة: "عند إجراء مراجعة بسيطة لمزاعم داعش بشأن هجمات نفذت في الغرب، يظهر لنا أن داعش التزم فقط بهجمات إما وجهها، أو مكن أنصاره من تنفيذها، أو أنه كان ملهماً لها". وأضافت أن "قسماً كبيراً من الهجمات يتم حالياً بإلهام من التنظيم الإرهابي. إنها تتم بأيدي مهاجمين تشبعوا بإيديولوجيته عبر النت، في مقابل هجمات نفذها عناصره الفعليون. ويبدو أن الناس عاجزون عن إدراك أن هجوماً يتم بإيحاء من داعش يعني هجوماً نفذه التنظيم".

ادعاء أولي
ويقول أوزبورن إنه في كل هجوم، يصدر الادعاء الأولي عن أعماق، وكالة أنباء التنظيم الجهادي، عبر تطبيق تيليغرام. ويأتي الزعم عادة بعد يوم من وقوع الهجوم، عندما يتبيّن أن المهاجم أو المهاجمين استلهموا الفكرة من داعش، وقد يأتي الادعاء بعد أيام أو أسابيع.

ويتبع الزعم الاولي العبارة المعتادة بشأن تمجيد المهاجم لكونه "جندياً في صفوف داعش"، في إطار بيان يقول إن الهجوم جاء "استجابة لنداءات بوجوب استهداف مواطني دول التحالف". ثم تصدر أعماق شريط فيديو أو آخر صوتياً، أو نصاً يقدم فيه المنفذون "البيعة" أو الولاء لما يسمى" الخليفة أبو بكر البغدادي".

بيانات بلا تفاصيل
ورغم ذلك، يلفت المحرر لخلو بيانات داعش، في معظمها، من ذكر لتفاصيل تتعلق بالهجمات. ولذا تقول كاليماشي: "لا أثق في تقديرات داعش حول أعداد الضحايا، والتي يضخمونها عادة، أو سواها من التفاصيل ومنها سرده لكيفية وقوع الهجوم".

في ذات السياق، قال سامبسون: "إن كان لدى داعش أية إشارة إلى أن المهاجم قد ينفذ عمليته انطلاقاً من تضامنه مع التنظيم، فإنه غالباً ما يدعي مسؤوليته، حتى لو لم تتوافر أية صلة عملاتية بالمهاجم". من هنا، يلفت الكاتب لوقوع عدد من الهجمات الإرهابية، في تركيا وروسيا، وحتى في الغرب، دون أن يدعي التنظيم مسؤوليته عنها، إما لحسابات سياسية، كما هو الحال بالنسبة لتركيا، أو رغبة من التنظيمات في إلقاء اللوم على بعضها لزرع مزيد من الفوضى.

تلفيق عمليات
ويشير أوزبورن إلى أن داعش كثيراً ما زيف حقائق، وادعى باطلاً أنه نفذ عمليات، كزعمه أنه أسقط في أكتوبر الماضي( تشرين الأول)، طائرة أمريكية من طراز أي ـ 10، وهو ما نفته قيادة العمليات الأمريكية المشترك. كما ادعى التنظيم أن "وحدة سرية" اغتالت ضابطاً أمريكياً كان يعمل في قاعدة إنجرليك في تركيا، ولكن الحكومة الأمريكية أكدت كذب ذلك الخبر.