الإثنين 29 مايو 2017 / 21:30

هذا ما تريده قطر

يعتقد البعض أن حب الظهور والاستعراض من السمات العادية التي يصطنعها الأفراد دون وجود لجذور حقيقية تربطها بشخصياتهم. في حين أنها تصنف ضمن العقد النفسية والسلوكية الاجتماعية، وهي ظاهرة تتأصل جذورها في التكوين الفردي للشخص وتتأثر بالتربية والمحيط الاجتماعي.

وقد تبرز عقدة حب الظهور في الطريقة التي يتحدثون أو يفكرون بها، كالتحدث بطريقة مختلفة عن الآخرين أو برفع الصوت عند التحدث لجذب الانتباه مع مراقبة ردود فعل المحيطين للتأكد من انجذابهم بالفعل.

وهذا ما تريده قطر، تريد جذب الناس إليها بمخالفة الدول المحيطة بها وخاصة دول الخليج العربي، فمع قيام المملكة العربية السعودية بدورها القيادي والريادي في المنطقة والتعامل بحزم مع دول صنفت على أنها تدعم الإرهاب كالجمهورية الإيرانية، وهذا هو الدور المعتاد من الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في المنطقة فهي صمام الأمان للخليج العربي، وهي العمق الاستراتيجي لدول المنطقة، خاصة دول مجلس التعاون الخليجي، إلا أن هذا ما لم يعجب قطر .

عندما تُركت قطر تجول في المنطقة، بتحالفاتها المشبوهة مع الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية كالقاعدة وجبهة النصرة ودورها في دعم الأحزاب التي قادت ما يسمى بالربيع العربي، اعتقدت أنها قد أمسكت زمام الامور وفسرت صمت دول الخليج وبالأخص المملكة العربية السعودية، بأنه صمت رضا أو ضعف، ولكن "اتق شر الحليم إذا غضب"، فصمت المملكة العربية السعودية في ذاك الوقت لم يكن إلا صمت الحكيم الذي كان ينتظر الوقت المناسب للتدخل، فالحكيم لا يتدحل في أي وقت وفي كل وقت، بل يعطي الفرصة تلو الفرصة، ثم يبحث عن الوقت المناسب لكي يقول كلمته .

وفي الوقت الذي كانت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة تبعث بشبابها وجنودها إلى ساحة المعركة للدفاع عن الشرعية والحق بقيادة شقيقتها الكبرى المملكة العربية المتحدة، كانت قطر تبرم اتفاقيات أمنية مع الجمهورية الإيرانية صانعة الأزمة والمعارك في اليمن، ورغم ذلك لم تتدخل دول مجلس التعاون الخليجي في المسألة، اعتبرت أن ما تقوم به قطر مسألة داخلية.

ولكن لم تكتف قطر بذلك، فلم تجد أن ما تقوم به قد جذب كاميرات القنوات والعالم لها إلا منبرها الإعلامي الذي اشتهر به من دعم للمنظمات والشخصيات الإرهابية (قناة الجزيرة)، فقطر تريد أن تكون لها تحالفاتها الخاصة، مجلسها الخاص، قنواتها الخاصة، يجب أن يكون كل شيء عن قطر والجميع يجب أن يتحدث عن قطر ويجب على العالم أن يُدخل قطر في أية اتفاقية وأية مصالحة، وتناست قطر أنها دولة صغيرة تاريخياً وجغرافياً وحتى دبلوماسياً.

اتخذت قطر خطوة لإيصال الرسالة، بأنها "هنا"، حتى و‘ن كانت الرسالة هي طعن إخوانها في دول مجلس التعاون من الخلف، فبثت ما عرف بتصريحات تميم، وأرادت أن ترى ردة الفعل وأن توصل الرسالة بأن لديها تحالفات أخرى، فخرجت بمسرحية الاختراق معتقدة أن هذه المسرحية سوف تمر مرور الكرام على دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، ولكن "المسلم لا يلدغ من الجحر مرتين يا قطر ."

هذا ما تريده قطر، فهي كالشخصية التي تحب الظهور فتطعن إخوانها من الخلف، دون أن تدرك أنها ليست أكثر من بالونة سياسية فارغة.