الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد.(أرشيف)
الجمعة 2 يونيو 2017 / 14:19

آن الأوان لقطر كي تختار.. الخير أم الشر

أكد الصحافي بيني أفني أن زيارة ترامب الأخيرة إلى الشرق الأوسط أنتجت مجموعة من "الوعود المشجّعة" بالنسبة إلى مكافحة الإرهاب ومواجهة عدائيّة إيران تجاه المنطقة.

على ترامب أن يصدر "أمراً بسيطاً إلى قطر وإلى أي أحد آخر يحاول أن يسلك طريقين: إختر

وانطلق أفني في مقاله ضمن صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكيّة من معادلة ترامب "البسيطة" على مستوى بناء تحالفاته: "الخير ضد الشر. هل أنتم معنا أم ضدنا؟". وشدّد على ضرورة إيفاء هذه الوعود خصوصاً عندما يرتبط الأمر بدولة قطر.

أفني أشار إلى أنّ مستشار الأمن القومي الجنرال أتش آر ماكماستر ومدير المجلس الاقتصادي القومي غاري كون كتبا في صحيفة "ذا وول ستريت جورنال" الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي مقالاً ركزا فيه على رؤية مشتركة في هذه الحرب. وشددا على أنّ "وقفة قوية ضدّ الإرهاب هي متناسقة مع القيم المشتركة لأعظم ديانات العالم" وأنّ تحالفاً قوياً ينشأ عن هذا الموقف. وأضاف أن "زعيماً تلو آخر التزم بمواجهة الإرهاب والتطرف اللذين تعاني منهما جميع المجتمعات المتحضرة".

خصوم ثابتون ضد إيران
وذكّر أفني بتوقيع الرياض والرئيس الأمريكي اتفاقاً يساوي 110 مليارات دولار لتعزيز القدرات الدفاعية لدى المملكة العربية السعودية و270 مليار دولار في استثمارات أخرى. بالمقابل أنشأت المملكة مركز مكافحة تمويل الإرهاب. من جهة أخرى، يحارب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي داعش في سيناء وفي ليبيا وعلى واشنطن أن تعاود كسب ثقته بعدما سمحت له إدارة أوباما بالتحول إلى ذراعي روسيا. وكذلك كانت المملكة الأردنية "حليفاً منطقياً جيداً" ومقاتلاً "يعتمد عليه" ضد الإرهابيين. وفي نفس الوقت، تُعتبر جميع هذه الدول خصوماً ثابتين لإيران التي يرون فيها تهديداً وجودياً.

صديقة الإخوان وتمول النصرة
"لكن هنالك قطر"، تابع أفني الذي أشار إلى أنّ جيرانها "غاضبون غالباً" منها. قطر هي حليف أمريكي بحسب كاتب المقال لأنها فتحت المجال للأمريكيين كي يستخدموا قاعدة العديد وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط. وهي "تطلق تصريحات علنية مؤيدة للأمريكيين، وتبقي حتى على علاقات عمل هادئة مع الإسرائيليين". وأضاف "لكنّ قطر هي أيضاً خصم". فهي صديقة للإخوان المسلمين وتموّل جبهة النصرة وهي الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

تكرار حرفي لمحادثات خاصة
لم يتوقف أفني هنا، بل أشار إلى أنّه على رأس كل ذلك يشتبه بتودد قطر تجاه إيران. ويذكّر بالتقرير الذي ورد ضمن وكالة الأنباء القطرية الذي نقل عن أمير البلاد بيانات تقرّب من ملالي طهران. وعلى الرغم من أنّ قطر تحدثت عن وجود قرصنة للوكالة وعن كون هذه الأخبار قد تمّ تلفيقها، إلّا أنّ أفني كتب ما ينقض هذه الادعاءات. فقد أشار إلى أنّ ديبلوماسياً عربياً مطلعاً أخبره شخصياً أنّ ما ورد في البيان كان "تقريباً تكراراً حرفياً لمحادثات خاصة أجراها مع (تميم بن حمد آل ثاني)". وكان لافتاً أيضاً بالنسبة إلى كاتب المقال أنّ أمير قطر تحدث مع روحاني بعد إعادة انتخابه رئيساً لولاية ثانية.

السعوديون وحلفاؤهم محقون

وأضاف أفني أنّ هذه العلاقات الودية مع إيران لا يستسيغها التحالف المكافح للإرهاب ومقره الرياض. فالاتفاقات التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران كانت من بين أهم الأسباب التي دفعت الدول العربية السنية إلى الابتعاد عن أمريكا. وهي تعود الآن إلى سابق علاقاتها مع واشنطن بوجود ترامب على رأس الإدارة الأمريكية المستعدة للتصدي لطهران. من جهة أخرى، تملك قطر قناة الجزيرة التي تؤوي الداعية الإسلامي يوسف القرضاوي الذي يشيد يومياً بفضائل الجهاد وينشر الكراهية ضدّ الغرب، كما أكد أفني. وتصطف القناة غالباً إلى جانب إيران، "لذلك إنّ السعوديين وحلفاءهم محقون بالغضب على قطر".

الآن، باتت معارضة التوسع الإيراني شعاراً يمكن أن يوحد المنطقة ضدّ جميع المتطرفين. على ترامب أن يصدر "أمراً بسيطاً إلى قطر وإلى أي أحد آخر يحاول أن يسلك طريقين: اختر".