السفيرة الأمريكية في قطر دانا سميث.(أرشيف)
السفيرة الأمريكية في قطر دانا سميث.(أرشيف)
الجمعة 2 يونيو 2017 / 14:21

قطر.. سجلّ طويل من اللعب على الحبلين

24- زياد الأشقر

كتب إيلي لايك في موقع بلومبرغ أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نجح في الحصول على تواقيع زعماء دول مجلس التعاون الخليجي الست على إعلان يتعهدون فيه تجفيف منابع تمويل الجهاديين. وتزامن الإعلان مع استكمال إنشاء مركز جديد في السعودية لمكافحة التطرف، ولكن ما حصل لاحقاً أعاد إلى الواجهة سياسة اللعب على الحبلين التي تنتهجها قطر.

روى وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس كيف سافر إلى الدوحة في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش كي يطلب من القطريين التوقف عن التساهل مع منظمات إرهابية داخل بلادهم

ولفت لايك إلى أن تلك الخطوات كانت علامة قوية على أن حلفاء أمريكا التقليديين موحدون ضد إيران والمتطرفين السنّة، لكنه أضاف أن ذلك الحلف بدأ بالتفتت سريعاً. وكانت البداية من كلام نسب إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. ونقلت عنه وكالة الأنباء القطرية الرسمية قوله أمام متخرجين في الخدمة الوطنية، إنه من المهم تهدئة التوترات مع إيران، وإن حركة حماس الفلسطينية وحزب الله هما حركتا مقاومة شرعيتان، وإن بلاده لها كل الحق في إستضافة زعماء الإخوان المسلمين، علماً أن التنظيم محظور في معظم دول الخليج وفي مصر.

وأضاف أن هذا الكلام أثار غضب جيران قطر. وحظرت قناة الجزيرة القطرية في السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة عقب التصريحات المنسوبة إلى أمير قطر. (وقال القطريون إن وكالة أنبائهم الرسمية قد تم اختراقها وأن هذه التصريحات لم يدل بها الأمير). ومع ذلك فإن الصحف الرسمية في السعودية والامارات هاجمت القطريين على مدى الأسبوع الماضي، متهمة الدوحة بلسان أحد المعلقين بأنه "الابن العاصي".

حملة ضغط
وأشار لايك إلى أنه يمكن توقع مثل هذا الشيء في المنطقة. لكن النزاع كانت له مضاعفات في واشنطن. وعقدت ندوة حول قطر والإخوان المسلمين "برعاية مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومركز جامعة جورج واشنطن للأمن السيبيراني والوطني. ومن الطبيعي أن لا يكون لسياسات الشرق الأوسط علاقة بمثل هذه الأمور. لكن السفيرة الأمريكية لدى قطر دانا شيل سميث اتصلت بكثير من المحاضرين قبل أيام من انعقاد المؤتمر الأسبوع الماضي لتقول إن قطر تقوم بعمل أفضل هذه الأيام في ما يتعلق بمكافحة تمويل الإرهاب. ووصف نائب رئيس المؤسسة لشؤون الأبحاث جوناثان شانزر ما قامت به السفيرة بأنه حملة ضغط.

ولفت لايك إلى أن الحجة الرئيسية لدى سميث هي أن أمير قطر الجديد الذي وصل إلى السلطة عام 2013، ملتزم بإصلاح نظام بلاده الغامض حيال الجهاديين، وأنه وقع على إعلان تجفيف تمويل الإرهاب في وقت سابق من الشهر الماضي. وفي 2014 وقع على إعلان آخر عرف باسم إعلان جدة الذي تلتزم بموجبه دول مجلس التعاون الخليجي إجراءات مشابهة ضد المواطينن العاديين الذين يمولون جماعات مثل طالبان والقاعدة وداعش.

لعب على الحبلين
ولكن لايك ذكر بأن لكن لهذه الإمارة الصغيرة تاريخ طويل من اللعب على الحبلين. فمن جهة تستضيف قطر واحدة من أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة في منطقة العديد. وفي الوقع ذاته، يتهمها جيرانها بإدارة حملة ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وهناك مثلاً قضية عبدالرحمن عمير النعيمي الذي كان أستاذاً بارزاً للتاريخ في قطر ومؤسساً لمؤسسة الكرامة، التي هي عبارة عن منظمة لحقوق الإنسان تركز على السجناء السياسيين في العالم الإسلامي. وبنهاية 2013 صنفته وزارة الخزانة الأمريكية بأنه أحد ممولي القاعدة. وبعد ذلك بعام، أوردت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن النعيمي لا يزال يعيش بحرية في الدوحة. وحتى الآونة الأخيرة كانت قطر تستضيف حماس التي هي فرع من الإخوان المسلمين التي تحفر الأنفاق وتشن هجمات بالصواريخ من غزة على إسرائيل. وعندما أعلن قادة حماس عن ميثاق جديد لحركتهم فإنهم أطلقوا هذا التعهد من أحد فنادق الدوحة.

مشاكل سياسية
وذكّر بأنه في مؤتمر الأسبوع الماضي بواشنطن، روى وزير الدفاع الأمريكي السابق، روبرت غيتس، كيف سافر إلى الدوحة في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش كي يطلب من القطريين التوقف عن التساهل مع منظمات إرهابية داخل بلادهم. وقال :"لقد كان هناك اتفاق جيد، لكن لم نرَ كثيراً من التغيير. وهكذا نحن لدينا علاقات خاصة. لكن هناك دائماً مشاكل سياسية مع قطر على رغم أننا حليفان عسكريان استراتيجيان".