المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.(أرشيف)
الإثنين 5 يونيو 2017 / 18:11

مؤشرات ضعف وخيبة وخوف.. أي طريق تسلك طهران؟

مع انتهاء الانتخابات الرئاسية في إيران، تساءل الناشط الإيراني حشمت علوي في موقع "فوربس" الأمريكي عن الطريق الذي ستسلكه أمام إيران ، داخلياً وخارجياً؟ وهل ستحاول طهران إقامة علاقات مع المجتمع الدولي، وخصوصاً الولايات المتحدة؟ وهل يهتم النظام الإيراني بالانخراط مع العالم؟ وهل، لهذا السبب، أعطي الرئيس حسن روحاني ولاية ثانية؟

هذه التكتيكات الجديدة المخيّبة يستخدمها النظام منذ أربعة عقود، داعياً إلى عدم الوقوع في فخ إيران

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي صرح في 29 مايو (أيار)، بأن " ثمة حريصين على إقامة علاقات عالمية، وأوافق معهم تماماً". وبدوره، قال وزير النفط بيجان نمدار زنغنة للصحافيين على هامش اجتماع ل"أوبك" أن "بلاده لا تمانع في التعاون مع شركات أمريكية نفطية كبيرة".

تكتيكات مخيّبة

ويقول علوي إن كثيرين يعتبرون مثل هذه الكلمات نافذة جديدة للفرص بالنسبة إلى إيران، ولكن هذه التكتيكات الجديدة المخيّبة يستخدمها النظام منذ أربعة عقود، داعياً إلى عدم الوقوع في فخ إيران، ولافتاً إلى أن أولئك الذين يعرفون طبيعة النظام الإيراني يفهمون أن هذه الكلمات هي إشارات إلى ضعف وخيبة وخوف.

ترامب
وأنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيراً جولة في الشرق الأوسط وأوروبا وجه خلالها رسائل قوية إلى إيران، متهماً إياها بالإرهاب والشر، ومبرزاً الدور المزعزع للاستقرار للنظام الإيراني، واستخدامه الميليشيات والتدخل في سوريا والعراق واليمن، والانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان.
وأبرز ترامب أيضاً نيته للعمل مع كل دول المنطقة ضد التدخلات الإيرانية.

ورداً على ذلك، ألقى خامنئي أربعة خطابات على وقع هتافات "الموت لأمريكا" من أنصاره. ومع ذلك، لم يتجرأ على تكرار عباراته السابقة، في إشارة أخرى الى الضعف. وليس صمته نتيجة عابرة لزيارة ترامب للمنطقة، وإنما أيضاً انعكاس لميزان القوى الجديد في الشرق الأوسط وأبعد، في الوقت الذي يقلب فيه الرئيس الأمريكي الجديد السياسات الخارجية السابقة التي أخفقت في تحقيق نتائج.

عقوبات
ولخامنئي كل الحق بأن يقلق، برأي علوي. فوزارة الخزانة الأمريكية انشغلت في إصدار ثلاث جولات من العقوبات، إضافة إلى مسودات أخرى تناقش في الكونغرس. والمفارقة أن خامنئي امتنع عن الإدلاء بأي رأي من هذه العقوبات، ولا حتى اتهم أمريكا بالإخفاق في التزام تعهداتها النووية.
والأهم أن العقوبات الأمريكية طاولت 40 أو 50 شركة فقط، وثمة أصوات تصف هذه الإجراءات بأنها مجرد عثرة صغيرة في الطريق، ولكن علوي يلفت إلى دلالات كبيرة في التفاصيل.

دلالات
فقد وسعت العقوبات الدائرة أبعد من البرنامج الصاروخي الباليستي واستهدفت الانتهاكات لحقوق الإنسان التي يقوم بها النظام. وهذا يشمل معاقبة منظمة السجون وإدراج اسم صهرام سليماني، شقيق قائد فيلق القدس قاسم سليماني، على لائحة الإرهاب. ويعرف مقربون من النظام أن ملف حقوق الإنسان هو كعب أخيل النظام.

إلى ذلك، يشكل استهداف الحرس الثوري، مع الشركات التابعة له، تمهيداً لإدراج الحرس على اللائحة السوداء الأمريكية. وبدأ الكونغرس يركز على العقوبات غير النووية على إيران. ومع زوال عقبة أوباما، صار ثمة احتمال حقيقي لإقرار هذه الخطط.