الثلاثاء 6 يونيو 2017 / 20:45

قطر OUT

تنفس الخليج الصعداء بعد أن تمت مقاطعة قراصنة الإرهاب وإصدار قرارات صارمة بحق من تفنن في دعم الإرهابيين في الدول العربية، لم تكن تتوقع قطر بأن المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وبعض الدول العربية ستقوم بهذه الخطوة، وقد أسلفت في مقالي السابق بأن "اتق شر الحليم إذا غضب" فالسكوت على تجاوزات قطر فاق التحمل فأصبحت هي بوابة ملالي إيران للخليج، إيران التي كانت تحاول بكل جهودها أن تزعزع أمن الخليج، واليوم وجدت ضالتها وهي قطر الصغرى بمكانتها وأفعالها، فلا يبدو الأمر غريباً، فالكثير توقع هذا السيناريو فكيف لا تدخل إيران قطر والإخوان المسلمين يحكمونها، أصبح الحكم والقرار في قطر بيد الإخوان المسلمين وعزمي بشارة الذي كشف نفسه حقده الدفين على المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج .

اليوم بتنا نعلم كيف وصلت الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين، كيف تم اختراق قوات التحالف العربي؟ فقطر كانت البندقية الإيرانية في اليمن بدعم الحوثيين كما صرحت وزارة الخارجية السعودية، بتنا نعلم كيف وصلت سيارات الدفع الرباعي إلى العراق لتنظيم داعش، بتنا نعلم كيف يتم التواصل مع المنظمات الإرهابية بحجة الوساطة، اليوم سقط قناع تميم وسقطت أقنعة القيادة القطرية كلها فلم يعد هناك ما يتم إخفاؤه، فالقيادة القطرية لم تنف حتى الاتهامات المباشرة لها من قبل الدول التي قاطعتها بل تمثلت بدور المظلوم، وباعتقادي بأن فوبيا المظلومية قد انتقل من إيران إلى قطر، وبدأت تلعب على هذا الوتر.

الكثير يتساءل لماذا لم تتم مقاطعة إيران مثلما تمت مقاطعة قطر، فالأمر لا يحتاج إلى تفكير عميق لتتم الإجابة على هذا التساؤل. إيران عدو للخليج نعم هي جارة جغرافية، ولكننا نعلم بأنها عدو لهذا فإننا نتعامل مع عدو بالطرق السياسية والدبلوماسية لأن العدو واضح وصريح، ولكن عندما يكون العدو بهيئة صديق وشقيق فهذا الأمر يعتبر خيانة عظمى بحق دول مجلس التعاون الخليجي، لهذا فيجب تأديب الصديق والشقيق لكي لا يتلبس بلباس لا يليق به، لو كانت قطر عدواً صريحاً وكشفت عن قناعها من دون أي مكياج على وجهها البائس فكان التعامل معها سيكون بنفس التعامل مع ايران.

ما فعله تميم وأبوه وخاله بحق دول الخليج هو مثلما فعل صدام الحسين بحق الخليج أيضاً، انتهك أمن دولة خليجية وهو كان الصديق والشقيق، فكان التعامل معه بحزم وفرض الحظر عليه والعقوبات الخليجية والدولية عليه، وهذا ما تم مع تميم والقيادة في قطر، فإن دول مجلس التعاون، المملكة العربية السعودية، والإمارات والبحرين تعاملت مع القيادة القطرية مثلما تعاملت مع صدام حسين في أوائل التسعينيات، فقطر تدخلت في الشأن البحريني بدعمها جماعات أرادت الإطاحة بحكم البحرين وزعزعت الأمن في البحرين، ساندت ودعمت قيادات الإخوان المسلمين في الإمارات ووجهت إعلامها السافل لمهاجمة الإمارات، دعمت الحركات التي تدعوا إلى التغيير في المملكة العربية السعودية، بل شاركت في التحالف العربي لتوصل الأسلحة إلى الحوثيين وتدعمهم في الوقت كانوا شباب وجنود الخليج يستشهدون للدفاع عن شرعية بلد عربي مسلم .

كلما وقع تميم بن حمد في ورطة التجأ إلى الكويت للوساطة، فإذا هو لا يملك قراره في الداخل وبنفس الوقت ليست لديه الحنكة ليتعامل مع دول الجوار والتصرف بحكمة، وأنا برأيي بما أن التصعيد وصل إلى هذا الحد فلا يجب قبول أي وساطة حتى لو كانت من الكويت مشكورة، ونعلم نيتها السلمية باتجاه دول مجلس التعاون، ولكن إن كانت تريد قطر أن تعود إلى مجلس التعاون الخليجي يجب أولاً أن تفي بوعودها أما التعهد فلم يعد يجدي مع هذه القيادة التي برهنت بأنها لا تفي بوعودها.

إذا إلى متى السكوت؟ فالتعامل بحزم وفرض العقوبات على قطر ومقاطعتها كان سيأتي يوماً ما سواء حصل اليوم أو كان سيحصل في القريب العاجل, والتعامل مع قراصنة الإرهاب يجب أن يكون بهذا الحزم، خاصة إذا الابن لا يملك قراراً والأب يرسل تصاريح باسم ابنه والابن يخرج بمسرحية الاختراق, عن أي قيادة نتحدث؟ وأي حنكة، فما يقوم به حمد وتميم لا يتعدى أن يكون إلا عمل قراصنة وأي قراصنة؟ قراصنة الإرهاب.