رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي.(أرشيف)
رئيس الوزراء البريطانية تيريزا ماي.(أرشيف)
الأحد 11 يونيو 2017 / 15:05

ثلاث خلاصات لانتخابات بريطانيا.. شكل العلاقة مع أوروبا صار غامضاً

تعليقاً على نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت الخميس الأخير في بريطانيا، كتب في مجلة "فورين أفيرز" ماثياس ماتثيجيس، أستاذ مساعد للاقتصاد السياسي الدولي لدى معهد الدارسات الدولية المتقدمة التابع لجامعة جونز هوبكينز، محللاً أسباب تراجع تأييد الناخبين لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، وعدم حصول حزبها، المحافظين، على الغالبية المطلقة.

تلوح فوق بريطانيا، في الوقت الحالي، سحابة من عدم اليقين، ويمكن استخلاص ثلاثة استنتاجات من النتائج الصادمة للانتخابات العامة.

ولفت ماتثيجيس إلى أن تيريزا ماي التي وعدت بأن تكون "امرأة حازمة" خلال مرحلة المفاوضات المقبلة مع الاتحاد الأوروبي بشأن انفصال بريطانيا عنه، أدركت أن الناخبين البريطانيين يتحلون أيضاً بالحزم.

فبالرغم من تمكن حزب المحافظين الحاكم من زيادة حصته من الأصوات بأكثر من 5% عن آخر انتخابات عامة أجريت في عام 2015، وبحصولها على 42.4% من إجمالي الأصوات، فإنها فقدت عدداً من المقاعد لصالح حزب العمال، والذي ارتفعت حصته بنسبة 9.5 عما كانت عليه قبل عامين، ضامناً نسبة 40%. وقد ترجم ذلك بحصول المحافظين على 318 مقعداً (بخسارة 12 مقعداً)، وحصول العمال على 261( بتقدم 29 مقعداً).

دعم ضمني
ويشير ماتثيجيس إلى إصرار ماي على التمسك بالسلطة عبر محاولة تشكيل حكومة أقلية بدعم ضمني من عشرة أعضاء في البرلمان من حزب الديمقراطيين الوحدويين لآيرلندا الشمالية، والمعروف بسعيه لتحقيق أكبر صفقة لصالح آيرلندا الشمالية. ومن هنا ليس من الواضح بعد كم ستنعم حكومة ماي الجديدة بالاستقرار، وإلى متى ستبقى على رأسها.

ثلاث استنتاجات
وبحسب الكاتب، تلوح فوق بريطانيا، في الوقت الحالي، سحابة من عدم اليقين، ويمكن استخلاص ثلاث خلاصات من النتائج الصادمة للانتخابات العامة. بداية، ورغم أن الانتخابات لم تقم على صراع حول بريكسيت بل بشأن قضايا محلية معيشية، فإن شكل العلاقة المستقبلية بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي تبقى موضع شك.

ومن جهة ثانية، أظهرت النتائج أن جزءاً من البريطانيين مستاء من سياسات التقشف، ومستعد للقبول بأجندة أكثر تقدماً وراديكالية مما توقعه معظم الخبراء. ومن ناحية ثالثة، أصبح مستقبل المملكة المتحدة أكثر تعقيداُ لأنه بالرغم من تعطل مشروع الاستقلال الاسكتلندي، فإن قضية توحيد آيرلندا قد يثير من جديد حماسة في بلفاست.

ساعة بريكزيت
ويشير ماتثيجيس إلى بدء العد العسكي لبريكسيت منذ لحظة تفعيل حكومة تيريزا ماي للمادة 50 في 29 مارس( آذار) لمباشرة عملية مغادرة الاتحاد الأوروبي. وجاءت فكرة الانتخابات المبكرة من قبل حزب المحافظين بهدف الحصول على تفويض قوي للتفاوض من وجهة نظره على "طلاق نظيف" مع أوروبا، أو ما يسمى بـ" بريكسيت قاس"، أي بالتخلي عن كل من السوق المشتركة والاتحاد الجمركي.

مقايضات متأصلة
ويرى الكاتب أن مشكلة غالبية البريطانيين ما زالت تكمن في عدم فهمهم لطبيعة المقايضات المتأصلة في بريكسيت. إنهم كما يقال يريدون الحصول على حصتهم وأكلها أيضاً، وحيث يرغب 90% منهمن بالبقاء في السوق الموحدة، فيما يفضل 70% بتقييد حركة الانتقال عبر الحدود.

لكن المسؤولين في بروكسل أوضحوا مراراً أنه إما أن تبقى المملكة المتحدة ضمن السوق الواحدة، وتقبل بحرية الحركة، أو تغادر السوق وتستعيد سيطرتها على الهجرة.

خطر وسذاجة

من هنا، يرى ماتثيجيس أن الاستنتاج بما يسمى بريكسيت مرناً سيبدو اليوم، على الأرجح، خطرأً في أسوأ حالاته، وساذجاً في أفضلها. كما يعني البقاء ضمن الاتحاد الجمركي بالقبول بأحكام محكمة العدل الأوروبية، ومواصلة دفع أموال إضافية إلى خزينة الاتحاد الأوروبي، مع مواصلة تسديد مبالغ إضافية إلى ميزانية الاتحاد، وإهدار فرصة التوقيع على صفقات تجارية مستقلة وثنائية، مع فقدان القدرة على التاثير في صفقات مستقبلية مع الاتحاد الأوروبي.