أمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
أمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الأحد 11 يونيو 2017 / 20:32

الإخوان وشعار وحدة الأمة

يقتات الإخوان على حالة الفرقة وربما يعمقونها، وما نراه من استلاب القرار في الدوحة يؤكد هذه الفكرة

يتضح اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الإخوان المسلمين جماعة شعارات، شعارات رنانة، وهتافات جوفاء، تستند على النص الديني، وتبتعد به عن جوهر الدين. فشعارات مثل: "الإسلام هو الحل" و"إن أريد إلا الإصلاح" و"إن الحكم إلا لله"، ما هي إلا مجرد أفيون، تُخدع بها جماهير الأمة، وتُظلل بها كوادر الحركة، ويُقاد بها شباب الشعوب ليكونوا وقوداً لثورات محرقة لتُنضج طبخة الإخوان، ومعاول هدم في حركات مهلكة لتبني دولة الإخوان.

كل تلك الشعارات أصبحت مكشوفة، فالإسلام السياسي الذي روّج بأنه الحل أصبح هو جذر مشكلة الأمة، والإصلاح المزعوم استحال إفساداً في الأرض، وإهلاكاً للحرث والنسل، والحكم الذي نسب إلى الله، اتضح أنه للنقيب، والمكتب، والحزب، والمرشد.

الأحداث الدائرة اليوم بين دول مجلس التعاون تمثل اختباراً لمصداقية الإخوان في شعار وحدة الأمة الذي تغنوا به كثيراً، وهم لا يحفلون في حقيقة الأمر بوحدة الأمة، بل أقول وبصراحة إنهم ضد وحدة الأمة، والخبير بأدبيات الإخوان المسلمين يعلم أنهم في حقيقة الأمر يتوجسون خيفة من بوادر أي اتحاد أو وحدة أو تنسيق أو حتى تقارب، ويربطون ذلك بمصلحة "الجماعة"، ولأن دهاليز الظلام مرتعهم، فهم يخشون النور، ويتوجسون خيفة من أجهزة الأمن، ويناصبون المؤسسة الأمنية العداء.

ولذا فإن هاجسهم الوحيد مع كل تقارب عربي أو مبادرة وحدوية هو الخوف من أن تؤدي هذه الوحدة إلى تنسيق أمني، يقيد الحركة وكوادرها. فتراهم يقتاتون على حالة الفرقة وربما يعمقونها، وما نراه من استلاب القرار في الدوحة يؤكد هذه الفكرة.

إن التنسيق الأمني بين الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة يؤكد أن مصير الأمة واحد، تأكيداً بالفعل والممارسة والقرار وإن قسا، وليس مجرد شعار. والمؤمل من الدوحة أن تكون طرفاً في حل شامل لمشاكل الأمة، لا جزءاً من المشكلة. ولتعلم الدوحة وصناع قرارها أو منفذوه أن الإخوان قبلتهم المصلحة، وأن حضن العرب أرحب، ويد الخليج أحن وإن قست.