ميناء تشابهار  الميناء الهندي في الأراضي الإيرانية (أرشيف)
ميناء تشابهار الميناء الهندي في الأراضي الإيرانية (أرشيف)
الإثنين 12 يونيو 2017 / 17:58

طهران: الخوف من ترامب يُجمد الميناء الهندي في إيران

قال مسؤولون هنود إن المصنعين الغربيين يرفضون توفير معدات لميناء إيراني تطوره الهند، خشية أن تعيد الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران في ضربة لطموحات نيودلهي الاستراتيجية في المنطقة.

ويقع ميناء تشابهار الإيراني على خليج عمان بمحاذاة الطرق المؤدية إلى مضيق هرمز ويمثل عنصراً محورياً في تطلعات الهند، لفتح ممر للنقل إلى آسيا الوسطى، وأفغانستان، بعيداً عن غريمتها باكستان.

500 مليون دولار
وخصصت الهند 500 مليون دولار أمريكي لتسريع تطوير الميناء بعد رفع العقوبات المفروضة على إيران بعد التوصل لاتفاق بين القوى العالمية وطهران لتقييد برنامجها النووي في 2015.

غير أن مصدرين حكوميين يتابعان أكبر مشروع بنية تحتية للهند في الخارج، قالا إن الشركة الهندية المملوكة للدولة المسؤولة عن تطوير ميناء تشابهار، لم ترس بعد أي مناقصة لتوريد معدات مثل الرافعات.

وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاتفاق النووي خلال حملته الانتخابية.

ومنذ توليه السلطة في يناير (كانون الثاني) يتهم إيران بأنها مصدر تهديد لبقية دول الشرق الأوسط.

شركات عالمية
وقال المسؤولان في تصريحات منفصلة لرويترز إن مجموعة ليبهير الهندسية السويسرية وكونكرانس، وكارغوتك الفنلنديتين أخبروا انديا بورتس غلوبال الهندية، التي تطور ميناء المياه العميقة، أنهم لن يتمكنوا من المشاركة في المناقصات المطروحة نظراً لأن بنوكهم غير مستعدة لتسهيل المعاملات التي تشمل إيران بسبب الضبابية التي تكتنف السياسة الأمريكية.

وتسيطر هذه الشركات على سوق المعدات المتخصصة لتطوير أرصفة الموانئ، ومرافئ الحاويات.

وقال مسؤول إن أول مناقصة طُرحت في سبتمبر (أيلول) لكنها لم تجتذب سوى عدد قليل من العروض بسبب الخوف من تجدد العقوبات.

واشتدت هذه المخاوف منذ يناير (كانون الثاني).

وقال المسؤول "الوضع الآن هو أننا نسعى وراء الموردين".

وامتنعت متحدثة باسم شركة كونكرانس عن التعقيب مكتفيةً بتأكيد غيابها عن المشروع.

ولم ترد كارغوتك وليبهير على طلب التعليق.

وطرحت بعض المناقصات ثلاث مرات منذ سبتمبر (أيلول) لأنها لم تجتذب عروضاً.

وقال نفس المسؤول الهندي إن شركة زد.بي.إم.سي الصينية تعرض توفير بعض المعدات منذ ذلك الحين.

 تهديد ترامب
وصف ترامب الاتفاق الموقع بين إيران وست قوى عالمية لكبح جماح برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات عنها بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق جرى التفاوض عليه".

وفي الشهر الماضي مددت إدارته العمل بتخفيف أشد العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران وأوسعها نطاقاً بينما تجري مراجعة أوسع للسياسات بخصوص كيفية التعامل مع الجمهورية الإسلامية.

وتتسبب الضبابية التي تكتنف السياسة الأمريكية بالفعل في تأخيرات طويلة للعقود التي تسعى إيران لإبرامها مع الشركات العالمية لتطوير حقولها النفطية وشراء طائرات لتحديث أساطيلها المتقادمة.

وأدى رفع عقوبات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن طهران، لإعادة ربطها جزئياً بالمنظومة المالية العالمية الضرورية للتبادل التجاري.

غير أن كبار المصرفيين العالميين المنكشفين على الولايات المتحدة، يعزفون عن تسهيل الصفقات الإيرانية خشية الوقوع تحت طائرة العقوبات الأمريكية الفردية الأضيق نطاقاً، والتي لا تزال سارية خارج إطار الاتفاق النووي، فضلاً عن الضبابية التي تحيط باستمرارية تخفيف العقوبات الأوسع نطاقاً.

وقال السفير الهندي في إيران إن شراء المعدات لميناء تشابهار جارية، وأن تصنيع بعض الرافعات، يحتاج فترةً تصل إلى 20 شهراً.

وأضاف أن الوضع المصرفي يتحسن تدريجياً.

مناقصات
وذكر السفير ساوراب كومار في رسالة الكترونية أرسلها لرويترز من طهران "طُرحت المناقصات أكثر من مرة لعدة أسباب منها عدم استيفاء المواصفات الفنية وغيرها. وفي الواقع تحسنت القنوات المصرفية إلى حد ما في الشهور الأخيرة. وإذا لم ترغب بعض الشركات في المشاركة فهذا شأنها".

وتسعى الهند لتطوير ميناء تشابهار منذ أكثر من عشر سنوات باعتباره مركزاً لروابطها التجارية بالدول الغنية بالموارد في آسيا الوسطى، وأفغانستان.

 وتواجه الهند صعوبات حالياً في الوصول إلى تلك الدول بسبب علاقتها المتوترة مع باكستان.

ولم يتحقق تقدم يذكر في الميناء حتى الآن بسبب العراقيل البيروقراطية، والمفاوضات الصعبة مع إيران، واحتمال إثارة سخط واشنطن، أثناء فترة الحظر المالي على طهران.

منافس صيني
لكن تطوير الصين لميناء غوادار الذي يبعد نحو 100 كيلومتر عن تشابهار على الساحل الباكستاني كان من الأسباب التي دفعت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لكشف خطط استثمار ضخمة تتمركز حول الميناء الإيراني، وعرض المساعدة في بناء سكك حديدية، وطرق، ومصانع أسمدة، يُمكن أن تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار.

وحتى الآن ورغم أن الهند تريد فتح خط ائتمان مبدئي بـ 150 مليون دولار لإيران، لتطوير تشابهار إلا أنه لم يُدشن بعد نظراً لأن طهران عاجزة عن القيام بدورها.

وقال المسؤول الحكومي الثاني "لم يطلبوا القرض منا لأنهم لم يرسوا أي مناقصات، إما لقلة المشاركة، أو لمشكلات مصرفية".

وقال السفير كومار إن إيران أشارت إلى أنها سترسل اقتراحات قريباً لاستغلال خط الائتمان.

وقالت مينا سينغ روي التي ترأس مركز غرب آسيا في معهد دراسات وتحليلات الدفاع في نيودلهي، إن التوتر المتزايد بين واشنطن، وطهران سيكون له أثر على مشروع الميناء.

وأضافت :"مشروع تشابهار ذو أهمية استراتيجية للهند، لكن لا يبدو أن شيئا يتحرك بسبب الضبابية الجديدة في المنطقة".