خريطة تظهر تراجع آكاب في اليمن.(إيكونوميست)
خريطة تظهر تراجع آكاب في اليمن.(إيكونوميست)
الأربعاء 14 يونيو 2017 / 13:57

القاعدة في اليمن أضعف بكثير.. الفضل الأكبر للقوات الإماراتية

لفتت مجلة "إيكونوميست" لخسارة القاعدة سيطرته على مناطق في اليمن، ولكنها رأت أن التنظيم لم يهزم تماماً بعد.

القوات الإماراتية مجهزة جيداً، ونالت دعماً محلياً شعبياً واسعاً. وقبل هجومها في مارس( آذار) على آكاب، دربت وموّلت وسلّحت قوة قوامها 3000 مقاتل

 قرب قاعدة تطل على الشاطئ اليمني وقف في مارس( آذار) 2016، يقف قائد القوات الإماراتية في اليمن، مشيراً إلى خارطة تبين مناطق في جنوب اليمن تم تحريرها، وقال إنها توضح امتداد القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وأظهرت خارطة ثانية، تعود إلى ستة أشهر أن جنوده تقدموا نحو الشاطئ، أي أنه لم يعد ثمة إلا مناطق صغيرة يتحت سيطرة عليها القاعدة.

أربعة هجمات
وتقول المجلة إن القوات الإماراتية تمكنت في يوم واحد، وعبر هجمات تمت من أربعة محاور، وبدون خسائر، من طرد القاعدة من ميناء المكلا اليمني، عاصمة حضرموت. وبعده على الفور، سيطر الإماراتيون على زنجبار، عاصمة إقليمية تقع على بعد 500 كيلومتر عن المكلا، وعلى المنصورة، معقل القاعدة في عدن، أكبر ميناء جنوب اليمن.

كذلك، تلفت "إيكونوميست" لتعزيز الإجراءات الأمنية عند محطة غاز يمنية في بلحاف. ويقول القائد الإماراتي، وهو مسؤول عن وحدة قوامها 5000 جندي: "لو لم نتدخل، لسيطر القاعدة على جنوب اليمن، ولسيطرت ميليشيات الحوثيين على شماله، ولكان ضاع اليمن إلى الأبد".

ذراع مشلول
ورغم اعتبار البعض لآكاب بأنه أكثر فروع القاعدة قدرة وكفاءة، فإن ذلك الذراع يبدو اليوم مشلولاً. فمع مواصلة زعمائه إصدار أشرطة فيديو يدعون من خلالها ذئاباً منفردة لضرب أمريكا وحلفائها، فإن آخر هجوم خارجي تبناه، كان مذبحة شارلي إيبدو، مجلة باريسية، قبل أكثر من عامين. وحتى عندما كان التنظيم في أوجه، لم يكن أداؤه يتسم بالحرفية. فقد أحبطت محاولاته السابقة لتفجير مقار عبادة يهودية، أو لطائرات متجهة إلى أمريكا.

إضعاف
ويقول البنتاغون إن طائراته المسيرة أضعفت آكاب. فقد شنت إدارة أوباما 150 هجوماً بواسطة درونز ضد التنظيم الإرهابي، ما أدى للقضاء على صفه الأول، ومنهم مهندسون ماهرون. وأما بالنسبة للجهاديين الباقين، فإن الخروج من اليمن لقتل أجانب بات أكثر صعوبة، وذلك نتيجة ثلاث سنوات من الحرب، وتدمير وسائل نقله.

فضل
وكما تشير "إيكونوميست"، يعزى الفضل الأكبر في طرد القاعدة من مناطق واسعة من جنوب اليمن للإماراتيين، فإن قواتهم مجهزة بشكل جيد، ونالوا دعماً محلياً شعبياً واسعاً. وقبل هجومهم في مارس( آذار) على آكاب، قام الإماراتيون بتدريب وتمويل وتسليح قوة قوامها 3000 مقاتل. وقد تخلى عدد كبير من مجندي آكاب القبليين عن بنادقهم الكلاشنيكوف بعدما هرب زعماؤهم أمام تقدم الإماراتيين. وفيما أصاب الدمار مناطق واسعة من الموصل في العراق، وحلب في سوريا، بقيت المكلا سليمة تقريباً.

شبكة خفية
ولكن، بحسب إيكونوميست، رغم تراجع آكاب في اليمن فإن خطره ما زال قائماً. فقد اختبأ أنصار التنظيم داخل سلاسل جبلية يصعب الوصول إليها، كما هو الحال في تورا بورا في أفغانستان، وما زال في حوزة زعمائه قرابة 100 مليون دولار نهبوها من مصارف، فضلاً عن سرقتهم لأسلحة من قواعد عسكرية، ووجود خلايا نائمة يستطيعون تفعيلها في أي وقت.
  
كما وفرت الحرب فرصاً جديدة للتهريب والابتزاز والتي يحسن الجهاديون استغلالها. ولكن معظم اليمنيين يرفضون عودة آكاب، ويخشون أيضاً أن تؤدي هزيمته لخلق فراغ يستغله حزب الإصلاح، فرع الأخوان المسلمين في اليمن.