مقاتلون يتوجهون إلى الرقة في سوريا (رويترز)
مقاتلون يتوجهون إلى الرقة في سوريا (رويترز)
الثلاثاء 20 يونيو 2017 / 14:00

مقاتلون من الرقة ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى أحيائهم

عند مدخل مدينة الرقة الغربي، يتحضر علي حسين خليل مع زملاء له في قوات سوريا الديمقراطية للتوجه الى الجبهة وهو يحلم أن يتيح له ذلك العودة إلى منزله في معقل الإرهابيين الذي فرّ منه قبل عام ونصف العام.

ويقول خليل، الشاب في الـ25 من عمره، لوكالة فرانس برس "خرجنا من ضغط داعش علينا والجرائم التي حدثت في الرقة من القصاص والذبح والسلخ والسجون والاهانات".

ويضيف "لم نعد نتحمل فخرجنا، هذا كان الحل الوحيد".

وفرّ حسن من منزله في حي الرميلة في شرق الرقة ليلتحق لاحقاً في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

وبعد طول انتظار، دخل مع رفاقه في تحالف الفصائل العربية والكردية إلى مدينته الرقة في السادس من يونيو (حزيران) في إطار عملية عسكرية واسعة مستمرة منذ سبعة أشهر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

ومنذ سيطرة تنظيم داعش على مدينة الرقة في 2014، يعيش سكانها في خوف دائم من أحكام الإرهابيين المتشددة. ويغذي هؤلاء الشعور بالرعب من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات من قطع الأطراف والجلد وغيرها التي يطبقونها على كل من يخالف أحكامهم أو يعارضها.

في شارع ترابي يتجول فيه مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية، يقف الشاب بلباسه العسكري وشاله الأخضر فوق رأسه وبندقيته على كتفه يتذكر مدينته ومنزله قبل سيطرة تنظيم داعش.

ويقول خليل، صاحب اللحية السوداء، "لا يوجد أحلى من الرقة، هذه بلدنا ووطنا، نشأنا فيها وسنعود إليها مهما كان".

ويضيف "الرقة هي ذكرياتنا الحلوة وشوارعها الحلوة وأهلها الطيبون وتعايشنا المشترك".

وتقع مدينة الرقة على ضفاف نهر الفرات في شمال سوريا، وكان يسكنها قبل الحرب 300 الف نسمة غالبيتهم من المواطنين العرب السنة، وبينهم حوالى 20 في المئة من المواطنين الأكراد الذين فروا من المدينة مع سيطرة تنظيم داعش عليها.

ويقول خليل "لست هنا من أجل بيتي فقط، بل من أجل تحرير أهل بلدي".

ومنذ دخولها مدينة الرقة قبل نحو أسبوعين، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على أربعة أحياء فيها وباتت على أطراف المدينة القديمة حيث السور الأثري وباب بغداد الذي يعود إلى عهد الخلافة العباسية حين شهدت الرقة أوج ازدهارها.

قبل توجههم إلى الجبهة الغربية، يلتقط مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية صوراً تذكارية، فيما يجلس أحدهم إلى جانب جدار كتب عليه "YPG"، الأحرف الأولى لاسم وحدات حماية الشعب، ويدخن ثالث سيجارة وهو يحمل بندقيته فوق كتفه.

وقاتل أبو صالح الهنداوي في صفوف الفصائل المعارضة قبل أن ينضم إلى قوات سوريا الديمقراطية ليشرف حالياً على مجموعات من المقاتلين العرب.

وتضم قوات سوريا الديمقراطية حوالى 30 ألف مقاتل غالبيتهم من الأكراد وبينهم خمسة آلاف عربي، بالاضافة إلى مقاتلين سريان وتركمان.

ويقول القيادي الذي يعود بعد غياب طويل إلى الرقة "شعورنا لا يوصف، فرحتنا كبيرة".

ويشير إلى المقاتلين من حوله قائلاً "هذه المجموعات من أبناء محافظة الرقة"، مضيفاً "لا يوجد لدينا تونسيون أو جزائريون أو أتراك"، في إشارة إلى المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم داعش.

على وقع موسيقى تقليدية، يرقص مقاتلون من قوات سوريا الديمقراطية الدبكة وعلى أكتافهم البنادق.

وفي شاحنة صغيرة ستنقله إلى خطوط الجبهة الأمامية، يقول وليد الخلف (28 عاماً) "أريد أن أحرر أهل بلدي من ظلم داعش".

وغادر المقاتل الشاب منزله في الرقة قبل ثمانية أشهر. ويروي "تركت بيتي كما هو ولم أخرج منه سوى بطانية وإسفنجة (فراش) (...) حين كنا في الرقة كانوا يجبروننا على مشاهدتهم وهم يذبحون الشباب والرجال المسنين".

ويضيف "سنحرر الرقة وان شاء الله المعركة لن تطول (...). وأينما ذهبوا (الإرهابيون) سنلاحقهم".