الأربعاء 21 يونيو 2017 / 09:26

أحلام قطر التوسعية

أمجد المنيف- البيان

عندما تتكئ على عقدين من الخيانة، ونقض العهود، والنفاق السياسي المتلون، فهذا يعني أنك تحتاج إلى ضمانات، غير عادية، للوثوق بك مجدداً، هذا هو حال السعودية والإمارات والبحرين ومصر مع سياسات الدوحة الإرهابية، التي جاءت بصيغ مرتبكة كثيرة، كانت، ولا تزال، تمارس الذكاء الخبيث المكشوف، المنطلق من مفهوم الغدر، والوجه المزدوج.

عقدان من الزمن، والدوحة تحاول أن تكون أكبر من مجرد قناة، وجودها الحقيقي مجرد تردد، تستغل حلم الكبار للظفر بالمغفرة بعد كل حماقة، لكن السماح لا يفترض أن يكون كل مرة، يجب أن تردع الذين لا يوفون بالعقود، ولا يصونون الجيرة، ولا يحترمون الدول وسياداتها.

منذ بدأت الأزمة، مقاطعة قطر، كان الحزم واضحاً لدى الحلفاء الأربعة، الذين قرروا ألا يمنحوا الدوحة مساحة أكبر؛ لتكذب أكثر، هذا ما فتح التكهنات لطبيعة الضمانات التي يمكن أن يقدمها الساسة في قطر، ويمكن التصديق بها، ونحن لا نثق غالباً بوعودهم الزئبقية، وخاصة أننا لسنا بعيدين من عام 2014، عندما وقعت الدوحة على اتفاقية الرياض، وانقلبت عليها، كما هي عادتها، فنحن أمام تاريخ كبير من الانقلابات.

يقول وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور محمد قرقاش، إن "منسوب الثقة في قطر.. صفر"، فلا يمكن - على الإطلاق - الركون إلى أي وعود ستطلقها، لا يجب أيضاً الاستجابة لأي مفاوضات مع قطر بمنأى عن أي لجان دولية.

وهذا ما يوجب علينا التأكيد وتكرار ما طرحه الوزير قرقاش، والمتمثل بمطالبة الأصدقاء الغربيين بإقامة نظام مراقبة ولعب دور فيه، السؤال: لماذا تقوم قطر بكل هذا الإرهاب؟، الحقيقة أنها تعتقد أن تحالفها مع تنظيم الإخوان الإرهابي، المنبوذ والمهزوم في كل الدول، على وجه التحديد، يضمن لها أذرع أخطبوط متشعبة، لتمارس دوراً أكبر مما يجب.

لهذا دفعت المليارات على إرهابهم في كل مكان، واستمرت في دعم الجماعات في مناطق الصراع، مثل جبهة فتح الشام في سوريا، الموالية للقاعدة سابقاً، أو مجلس ثوار بنغازي التابع للقاعدة في ليبيا، وغيرها من التنظيمات، رغم كل ذلك فشلت.. وُعزلت.

يمكن لقطر أن تشتري كل شيء، الإعلام والمرتزقة والضمائر، لكن لا يمكن أبداً أن تشتري التاريخ، أو المكانة السياسية، أو تقفز من أرشيفها الانقلابي برعاية الخونة. تستطيع أن تمول التطرف وتحتضن الإرهابيين، وتتحالف مع التنظيمات الدموية الوحشية، ومع هذا لن تصل إلى أحلامها التوسعية، التي تمردت على مساحتها الجغرافية المحدودة.
كل شيء محكوم بالوقت، والغد ليس ببعيد.