مواجهات في البادية السورية.(أرشيف)
مواجهات في البادية السورية.(أرشيف)
الأربعاء 21 يونيو 2017 / 12:04

حريت: تصعيد خطير على الجبهة السورية

حذر مراد يتكين، كاتب سياسي في صحيفة حريت التركية، من خطورة ما يجري على الجبهة السورية، مشيراً إلى أن إسقاط مقاتلة أمريكية من طراز إف ـ 18، في 18 يونيو (حزيران)، لقاذفة سورية من طراز سوخوي ـ 22، قرب من مدينة الرقة، شرق سوريا، أثار تصعيداً غير متوقع بين الولايات المتحدة وروسيا.

لبي كي كي، على ما يبدو، خططه المستعجلة للاستيلاء على مناطق قدر الامكان، ما يمكنه في النهاية من استخدامها كورقة مساومة

وعقب الحادث، أصدرت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) بياناً تقول فيه إن المقاتلة السورية تم إسقاطها ـ فوق الأجواء السورية "دفاعاً عن قوات شريكة في التحالف الدولي".

ورداً على البيان المذكور، قال وزير الدفاع الروسي إنه علق اتفاقية منع الاشتباك وتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة. وكان الاتفاق قد أبرم في إطار تعاون مشترك لتحرير الرقة من داعش.

قرار حازم
ويرى يتكين أن بيان سنتكوم بشأن مهاجمة قوات سورية لمدينة الطبقة التي سيطر عليها مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومين أمريكا، وتذكير دمشق بأن الأمريكيين يعملون فوق أرض سورية، ربما كان له دور رئيسي في القرار الحازم الذي اتخذته موسكو أخيراً.

ويلفت الكاتب لتكون قوات قسد في معظمها من وحدات حماية الشعب الكردي (واي بي جي). وقد اعترضت تركيا سابقاً على خطة سنتكوم بشأن الشراكة مع واي بي جي، على أساس أن تلك القوات هي امتداد سوري لحزب العمال الكردستاني المحظور، وهو تنظيم إرهابي قاتل ضد تركيا طوال العقود الثلاثة الأخيرة.

نوايا خفية
وبحسب يتكين، رفض الرئيس الأمريكي ترامب اقتراحاً تقدم به الرئيس التركي أردوغان، أثناء لقائهما في 21 مايو(أيار) بالامتناع عن الشراكة مع واي بي جي. والآن يحذر أيضاً السوريون والروس من أن تقدم قوات قسد، أو واي بي جي، بدعم أمريكي، قد يخفي نوايا بعيدة عن مجرد تحرير الرقة.

فقد قال البيان الروسي إنه من الآن فصاعداً، سوف "تتعقب طائرات روسية جميع التحركات العسكرية الجارية على الضفة الغربية لنهر الفرات". وكانت أنقره قد استخدمت "خط غرب الفرات" قبل أكثر من عام للتحذير من خطورة تقدم مقاتلي واي بي جي/ بي كي كي، لتشكيل كانتون في المنطقة التي يسيطرون عليها على طول الحدود التركية – السورية. وقالت تركيا إن تلك محاولات ينفذها بي كي كي لفصل المنطقة التي يسيطر عليها عن سوريا.

حفيظة أنقرة
ويشير يتكين لعملية عسكرية دشنتها تركيا في أغسطس(آب) 2016 دعماً لقوات الجيش السوري الحر لطرد داعش من الجيب الذي تبقى له على الحدود التركية ـ السورية، ما دق إسفيناً في الخطط الخاصة بالممر الكردي. وقد أثار تصدير معدات ثقيلة لقوات قسد حفيظة أنقره بأنها قد تستخدم يوماً ما ضد تركيا. ولم تقتنع تركيا عند تلقيها تطمينات أمريكية بأن تلك الأسلحة تحمل أنظمة تعقب، وحيث يشكك مسؤولون كبار بأن سينتكوم تمهد الطريق نحو إنشاء كيان كردي في سوريا والعراق تحت سيطرة بي كي كي، ما يجبر الإدارة الأمريكية على قبوله لاحقاً.

مخاوف أخرى
ولكن، وكما يلفت الكاتب، يبدو اليوم أن الروس باتوا يخشون أيضاً من تقدم قوات قسد (أو واي بي جي)، وخاصة في منطقة غرب الفرات. وبالرغم من الدعم الأمريكي، يبدو أن واي بي جي قد تعدى حدوده أيضاً. فقد أعلن الجيش التركي في 19 يونيو(حزيران) أن قوات واي بي جي قصفت مدينة مارع، غرب الفرات، التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، ما أدى لمقتل 7 مدنيين.
  
ورقة مساومة
وفيما تعتبر كل من أمريكا وتركيا تنظيم بي كي كي إرهابياً، فإن روسيا لا تعتبره كذلك، لكنها أبدت أيضاً تخوفها من تحركاته في سوريا. ورغم تصريحات أمريكية تؤكد أن شراكة واشنطن مع واي بي جي ستنتهي فور انتهاء القتال ضد داعش، فإن لبي كي كي، على ما يبدو، خططه المستعجلة للاستيلاء على مناطق قدر الامكان، ما يمكنه في النهاية من استخدامها كورقة مساومة.
نتيجة لذلك، يحذر الكاتب من أن تفضي تلك التحركات الاستراتيجية لمواجهة بين الأمريكيين والروس في سوريا.