مقاتلتان أمريكيتان في مهمة قتالية ضد داعش. أرشيف)
مقاتلتان أمريكيتان في مهمة قتالية ضد داعش. أرشيف)
الخميس 22 يونيو 2017 / 14:16

تصعيد خطير في حرب الوكالة الأمريكية ـ الإيرانية في سوريا

رأى محمد بزي، أستاذ مساعد في جامعة نيويورك، أن سقاط طائرة أمريكية، يوم الأحد الماضي، لمقاتلة سورية قصفت قوات معارضة مدعومة أمريكياً في شمال سوريا هو جزء من الحرب بالوكالة التي تجري حالياً بين الولايات المتحدة وإيران في سوريا.

منذ تولي ترامب السلطة، نفذ الجيش الأمريكي ما لا يقل عن خمس ضربات ضد النظام السوري أو حلفائه، وكانت في معظمها من أجل حماية معارضين مدعومين أمريكياً

وهذه المرة الأولى تسقط فيها الولايات المتحدة طائرة حربية سورية منذ بدء الحرب الأهلية هناك في عام 2011.وأعلن البنتاغون من جديد، يوم الثلاثاء عن إسقاطه لطائرة مسيرة إيرانية الصنع في جنوب سوريا، حيث كان عناصر أمريكيون يدربون مقاتلين لمحاربة داعش.

وينوه بزي لتنفيذ الجيش الأمريكي، منذ تولي ترامب السلطة، ما لا يقل عن خمس ضربات ضد النظام السوري أو حلفائه، وكانت في معظمها من أجل حماية معارضين مدعومين أمريكياً مع مستشاريهم الأمريكيين.

تصعيد غير مقصود
ويقول الكاتب إنه حتى لو لم يكن لدى البنتاغون رغبة بالاشتباك مباشرة مع قوات سورية أو حلفائهم الروس أو الإيرانيين، هناك خطر حدوث تصعيد غير مقصود، وخاصة في ظل مواصلة قوات الاقتراب من بعضها الآخر في شرق وجنوب سوريا، في سعيها لاستعادة السيطرة على مناطق استولى عليها داعش.

ومن جانبها، شجبت روسيا وبغضب العمل الأمريكي، وهددت يوم الاثنين بالتعامل مع جميع طائرات التحالف في سوريا كأهداف محتملة.

خطر حاد
ولكن، بحسب بزي، يكمن خطر أكبر عندما يتعلق الأمر بإيران، التي اتخذت خطوات ميدانية كبيرة في يوم الأحد، عندما أطلقت صواريخ من داخل إيران ضد أهداف لداعش في شرق سوريا. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أن مجموعة الصواريخ التي أطلقت على محافظة دير الزور جاءت رداً على هجومين نفذهما داعش في طهران يوم 7 يونيو( حزيران) الجاري، والذي أدى لمقتل 18 شخصاً، وجرح عشرات.

وسائل أخرى
ولكن، بحسب الكاتب، للنظام الإيراني وسائل أقل دراماتيكية للانتقام من داعش داخل سوريا، لأن لدى الإيرانيين حلفاء يعملون في ذلك البلد المنكوب بحرب أهلية طاحنة. ولكن رد إيران الانتقامي بدا رسالة ضد كل من إدارة ترامب والمملكة السعودية. فقد صعدت المملكة خطابها ضد إيران بدعم غير مشروط من قبل إدارة ترامب.

تصعيد أوسع
وفي نفس الوقت، يرى بزي أن استعداد ترامب الظاهري لاستخدام القوة العسكرية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وكبار داعميه، ينذر بخطر اندلاع مواجهة واسعة، مع تشتيت الجهود عما يصر على أنه هدفه الأولي، وهو القضاء على داعش في العراق وسوريا. كما يأتي ذلك من رئيس تعهد، في حملته الانتخابية، بتجنب المشاركة الأمريكية المباشرة في الصراع السوري. واليوم أصبح ترامب لاعباً رئيسياً في حرب إقليمية بالوكالة، قد تقرر ديناميات ما بعد الحرب في الشرق الأوسط.

مواصلة
ويشير الكاتب لحقيقة أن ترامب، الذي غير، منذ توليه السلطة، عدداً من مواقفه حيال السياسة الخارجية الأمريكية، ما زال يصر على أن إيران تمثل أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، وتشكل أكبر خطر على المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. كما يحيط ترامب نفسه بمستشارين مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس، ومستشار الأمن القومي ماكماستر، وقادة عسكريين قدامى تمرسوا بالحرب، ممن يرغبون باتباع نهج عدائي من أجل احتواء إيران، وخاصة في سوريا. فقد استعرضت طهران، منذ بداية الحرب الأهلية السورية في عام 2011، نفوذها العسكري والمادي، عبر إرسالها آلاف من المقاتلين الشيعة، وتقديمها مساعدات مالية بلغت قيمتها مليارات الدولارات لدعم نظام الأسد.