صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الجمعة 23 يونيو 2017 / 11:04

صحف عربية: لقاء متوتر بين عباس ومستشاري ترامب

24 - معتز أحمد إبراهيم

كشفت مصادر عن تصاعد الخلاف الفلسطيني الأمريكي بسبب عدد من القضايا المحورية أبرزها دفع السلطة الفلسطينية أموالاً لذوي الأسرى، فيما الخلافات السياسية بين قطر والدول العربية بلا حل.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، تتجه المعارضة السورية إلى فتح جبهة قتالية جديدة في درعا، بينما أعرب مسؤولون أردنيون عن تخوفهم من تمدد التوغل الإيراني في بلادهم نتيجة لتصاعد رحى القتال في سوريا.

لقاء فلسطيني أمريكي
قال مصدر فلسطيني مطلع لصحيفة "الشرق الأوسط" إن اللقاء بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان متوتراً ومشحوناً.

وأشار المصدر إلى أن هذا اللقاء الذي تم بين صهره ترامب جاريد كوشنر ومبعوثه لعملية السلام جيسون جرينبلات جاء عصبياً بسبب تركيز الأمريكيين على قضيتي وقف رواتب المعتقلين والقتلى الفلسطينيين من منفذي العمليات ضد الإسرائيليين، ووقف ما يسمى بالتحريض، بدل مناقشة مبدأ حل الدولتين.

وبحسب المصدر الفلسطيني الذي تحدث للصحيفة، فعلى الرغم من أن عباس طرح وجهة نظره في القضايا الأكثر حساسية، الدولة والحدود والقدس واللاجئين، فإن المسؤولين الأمريكيين فضلاً الضغط عليه من أجل وقف الرواتب والتحريض، وأبلغاه بأنهما يتبنيان الراوية الإسرائيلية في هذا الصدد، وأن قيامه بالأمر هو دليل على رغبته في تحقيق السلام.

وأكد المصدر أن عباس عبر عن غضبه، ورفض الاستجابة لطلب قطع الرواتب، وأبدى استعداده فقط لتفعيل لجنة ثلاثية فلسطينية ـ أمريكية ـ إسرائيلية لمراقبة "التحريض"، وكما طلب بدلاً من التركيز على الرواتب التي اعتبرها شأناً داخلياً ولها بعد اجتماعي، التركيز على ضرورة وقف الاستيطان، من أجل إثبات النوايا الحسنة، لكنه لم يتلق وعوداً.

ولم تفض الجلسة إلى أي اتفاق أو اختراق في أي من القضايا بما في ذلك وقت إطلاق مفاوضات، أو عقد لقاء ثلاثي بين عباس وترامب ورئيس وزراء إسرائيل، بل تركت قناعات لدى رام الله بتبني الأمريكيين وجهات النظر الإسرائيلية، وبأنهم لا يمكن أن يقودوا الطرفين إلى اتفاق.

بقايا أوباما
تسيطر عقيدة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على مراكز صنع القرار في وزارة الخارجية الأمريكية، إذ تحاول الضغط على دول خليجية وعربية فرضت مقاطعة على قطر، بالتزامن مع بدء تراجع المشروع القطري بشكل عام في المنطقة.

ونقلت صحيفة "العرب اللندنية" عن مصادر دبلوماسية في المنطقة قولها إن مصر والسعودية والإمارات والبحرين أظهروا إصراراً على تجاوب قطر مع مخاوفها، خلال لقاءات دبلوماسية جمعت دبلوماسيين عرباً مع نظرائهم الأمريكيين.

وقالت المصادر إن "اجتماعاً جرى في العاصمة البريطانية لندن هذا الأسبوع، عرض خلاله دبلوماسيون سعوديون وإماراتيون ومصريون وبحرينيون، على دبلوماسيين أوروبيين، أدلة تثبت تورط قطر في دعم جماعات متشددة وإسلاميين متطرفين".

وكشفت الصحيفة عن أن الدبلوماسيين العرب عرضوا أيضاً مقاطع مصورة تظهر ازدواجية في تغطية قناة "الجزيرة" القطرية، وتعكس أجندتها في دعم تنظيم القاعدة في سوريا خصوصاً.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين سابقين قولهم إن "مراكز الثقل والنفوذ داخل وزارة الخارجية مازالت تحت سيطرة مسؤولين تم تعيينهم خلال حكم إدارة أوباما، ومازال يتمتع بعض الدبلوماسيين الأمريكيين الكبار بعلاقات وثيقة بقادة في التنظيم الدولي للإخوان"، وهو ما يزيد من حدة هذه الأزمة الحاصلة الآن ويزيد من تعقد هذه القضية.

المعارضة في درعا
قالت مصادر متطابقة في المعارضة السورية لصحيفة "الحياة" إن "هناك مواجهات عسكرية عنيفة على جبهات مدينة درعا الشرقية بعد استئناف القوات النظامية والميليشيات الرديفة عملياتها العسكرية، حيث حققت تقدماً على حساب فصائل المعارضة".

وهاجمت غرفتا عمليات "البنيان المرصوص" و "رص الصفوف" مواقع القوات النظامية والميليشيات الرديفة شرق مخيم درعا أخيراً، وأعلنت عن قتل عدد من هذه القوات بعد حصارها.

وقالت الصحيفة إن "هذه التطورات تأتي بعد تهدئة نفذتها دمشق في محافظة درعا"، مشيرة إلى إمكانية بدء عملية عسكرية في منطقة "مثلث الموت" في ريف درعا الشمالي خلال ساعات، بهدف تخفيف الضغط عن المدينة.

وأوضحت مصادر وصفتها الصحيفة بالمسؤولة أن فصائل في الجبهة الجنوبية شكّلت غرفة عمليات تهدف إلى شن هجوم وصفته بـالكبير في مثلث الموت يهدف إلى السيطرة على مواقع وتلال خاضعة لقوات النظام.

ويطلق مثلث الموت على نقطة التقاء أرياف درعا والقنيطرة وريف دمشق، وشهدت المنطقة معارك وصفت بالعنيفة مطلع 2015، انتهت بسيطرة قوات النظام والميليشيات اللبنانية والإيرانية والأفغانية عليها في آذار (مارس) من العام ذاته.

وشدد مصدر عسكري في المعارضة على أن العمل العسكري المرتقب يهدف إلى فتح جبهة قتال موازية لتخفيف الضغط عن مدينة درعا التي تتعرض حالياً لهجمة عسكرية كبيرة.

تخوف أردني من سوريا
دعا خبراء عسكريون الأردن إلى الضغط على قوات التحالف الدولي لتوسيع عملياته العسكرية في سوريا إلى حدود دير الزور، وذلك لمنع إيران من تأسيس "كوردور" يمتد عبر الأراضي السورية إلى لبنان.

وقال الخبراء في حديث لصحيفة "الغد الأردنية" تعليقاً منهم على التطورات العسكرية في الجنوب السوري إن "الأردن يمتلك خيارات محدودة تجاه ما يحدث هناك، خصوصاً بعد محاولات تمدد المليشيات الشيعية، وإسقاط طائرة سورية في الرقة من قبل طائرة أمريكية، فضلاً عن الرسالة التهديدية من إيران التي أطلقت 20 صاروخاً باليستياً كرسالة لأمريكا والأردن، بعدم اعتراض النفوذ والمد الإيرانيين".

وأشار الخبراء إلى أن الاستراتيجية الأمريكية في الجنوب السوري غير واضحة المعالم، أو غير مكتملة النضوج، مشيرين إلى أن على الأردن أن يتخذ حذره تجاه ذلك، ويؤمن حدوده، لأن النوايا الأمريكية على أرض الواقع غير واضحة، وأكدوا على أن التخوف الحقيقي هو من التمدد الشيعي، لا من سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة.

ورأى اللواء المتقاعد الخبير بالشؤون العسكرية الدكتور فايز الدويري في حديثه للصحيفة أن "الخيارات محدودة جداً أمام الأردن، الذي يسعى لإنشاء منطقة آمنة في الجنوب السوري، استناداً إلى مناطق تخفيض التصعيد أو التوتر، وهذا هو مطلب الأردن الرئيسي".

وأضاف الدويري أن "التوتر في العلاقات الروسية الأمريكية، بعد إسقاط طائرة النظام السوري من قبل التحالف، انعكس سلباً على المنطقة الجنوبية، الأمر الذي يمكن أن يؤثر على الأردن التي يجب أن تتحسب من تداعيات هذه الخطوة".