مظاهرة لمنظمة "لاموت" الكندية اليمينية المتطرفة (أرشيف)
مظاهرة لمنظمة "لاموت" الكندية اليمينية المتطرفة (أرشيف)
السبت 24 يونيو 2017 / 17:04

كندا: مجموعات يمينية متطرفة تعلن عن نفسها رسمياً في كيبك

بدأت مجموعات معادية للهجرة قريبة من اليمين المتطرف أو مرتبطة به، مثل "لا موت" قطيع الذئاب و"جنود أودان" و"اتحاد الكيبكيين الأصليين"، تظهر إلى العلن في كندا، لإثبات حضورها في المشهد السياسي.

وهذه المجموعات التي يتراوح عدد منتسبيها بين عشرة وعدة آلاف تجذب بشكل عام المؤيدين بفضل الشخصيات التي تقودها أو لارتباطها بمنظمة تتمتع بوجود قوي على الساحة الدولية.

وقالت الخبيرة في قضايا اليمين المتطرف في كندا أوريلي كامبانا إن "أي مجموعة يمكن أن تزول بين ليلة وضحاها جراء انقسام داخلي، أو قرار أعضائها بحلها، أو الانتقال الى العمل السري".

وأوضحت الاستاذة في جامعة لافال في مقاطعة كيبك، أنه مع احتداد الجدل حول العلمانية والحجاب، خرج المتطرفون من الظل "بينما كانت هذه المجموعات اليمينية المتطرفة حتى فترة قصيرة جداً ترفض أن تكون جزءاً من الطبقة السياسية والنقاش العام".

في خريف 2016 تظاهر حوالى 50 من أنصار اليمين المتطرف أمام الجمعية الوطنية في كيبك، وكان من أبرزهم أعضاء في منظمة "أتالانت" التي رفعت لافتة كتب عليها "الموت للإرهابيين والإسلام خارجاً".

وفي مارس(آذار) تجمع حوالى 200 شخص من"لا موت" و"المدافعون عن عدالة الشعب" أو "جوستيسيي دو بوبل" للاحتجاج على مذكرة للبرلمان الكندي تُدين كراهية الإسلام، أُقرت بعد إطلاق النار في مسجد في كيبك في 29 يناير (كانون الثاني)، والذي قُتل فيه ستة مسلمين برصاص شاب ذو توجه قومي.

ووجهت حينها أصابع الاتهام إلى المجموعات اليمينية المتطرفة التي تنكرت له.

وقالت جمعية "نرحب باللاجئين" بيانفونو أو ريفوجيي، إن الهجوم نفذه طالب: "معروف بمواقفه المتشددة في قضايا الهوية ومؤيد لزعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن، ومعاد لحقوق المرأة، في جامعة لافال وعلى شبكات التواصل الاجتماعي".

ومثلما يحدث في أوروبا، ينادي اليمين المتطرف الكندي بمكافحة الهجرة.

وشكل استقبال أكثر من 40 ألف لاجىء سوري منذ وصول رئيس الوزراء جاستن ترودو إلى السلطة، فرصة لناشطي اليمين المتطرف للظهور علناً، عندما تظهر صعوبات في استيعاب اللاجئين هنا أو هناك.

ورأى العضو السابق في "اتحاد الكيبكيين الأصليين"ماكسيم فيزيه أن "المجموعات اليمينية المتطرفة الكيبكية لديها أهداف عدة"، لكن سواء كانت "معادية للهجرة أو قومية متشددة وفاشية جديدة، تجري المعركة تحت راية العلمانية" وتمر عبر محاربة الإسلام المتطرف.

ومن جهته، قال  أحد مؤسسي مجموعة "لا موت" باتريك بودري قبل أكثر من سنتين إن "معركتنا هي مكافحة الإسلام المتطرف"، رافضاً الاتهام بالدفاع عن قيمة متطرفة، أو عنصرية.

وأضاف الرجل الخمسيني الذي كان يرتدي قميصا يحمل صورة قائمة ذئب أن "المجتمع الكيبكي ليس عنصرياً بل منفتحاً ومضيافاً"، لكنه اعترف بأن حركته "قد تصبح أكثر تشدداً" في المستقبل.

وتثير أفكار حزب الجبهة الوطنية الفرنسي إعجابه، وقال ان "ما أسمعه من الجبهة الوطنية يروق لي".

والأمر نفسه يطبق على "اتحاد الكيبكيين الأصليين" الذي رحب بالزيارة المثيرة للجدل لمارين لوبن للمقاطعة في أبريل (نيسان) 2016.

وتبدو الأرضية خصبة لأفكار الجبهة الوطنية في كيبك حيث صوت 20% من الفرنسيين للوبن في الدورة الثانية من الإنتخابات الرئاسية، أي أكثر بمرتين من المعدل بين فرنسيي كندا في الإجمال.

وقالت كامبانا إن "كثيرين يربطون اليمين المتطرف بالعنصرية، لكن من يقول عن نفسه أنه عنصري يعني أنه يصم نفسه. وهذه المجموعات تريد محاولة الحصول على شرعية".

ويأمل العديد من هذه المجموعات في تحقيق اختراق في انتخابات العام المقبل في المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي يحكمها الحزب الليبرالي.

ورشح حزب "أوريزون كيبك أكتويل" المرتبط بحزب الجبهة الوطنية الفرنسي، إلى انتخابات جزئية في نهاية مايو (أيار) في مونتريال الكسندر كورمييه-دوني.

وظهر على أحد إعلاناته الانتخابية، وجه شابة مقسوم نصفين، في جهة تضع قبعة زرقاء، وفي النصف الآخر وجهها مغطى بنقاب.

وقال كورمييه-دوني الذي ظهر في صور مع مارين لوبن على شبكات التواصل الاجتماعي، أو على الموقع الالكتروني لحركته "نريد من المهاجرين أن يتبنوا أعراف، وعادات شعب كيبك، وهذا لا علاقة له بالعنصرية".