الأحد 25 يونيو 2017 / 11:19

التحليل النفسي لقطر

الأهرام - د. أسامة الغزالي

العنوان الذي استعملته دكتورة هالة مصطفي في مقالها السبت الماضي وهو (الحالة القطرية) أوحي لي بأن أبرز ما تغري به تلك الحالة من مناهج لتحليلها وفهمها هو التحليل النفسي قبل أي تحليل سياسي وهو أيضاً ما تطرق إليه الزميل العزيز د. عمر الشوبكي في مقالته بالمصري اليوم بعنوان (الوكيل القطري).

أذكر ذلك بمناسبة قائمة المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها الكويت أخيراً إلى قطر، كشرط لإعادة مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقاتها معها والتي تتضمن تحجيم علاقتها مع كل من تركيا وإيران ووقف دعم الإرهاب والإرهابيين وإغلاق قناة الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام أو بالأحرى وسائل الدعاية القائمة هناك، ووقف تدخلها في الشؤون الداخلية لدول أخرى إلخ..

أقول هنا إن التحليل النفسي للسلوك القطري قبل أي نوع من التحليل هو الذي يفرض نفسه ويثير أكثر من تساؤل، فهل هي مثلاً عقدة الدويلة الصغيرة التي تسعي لتقوم بدور يتجاوز بكثير حجمها ووزنها السكاني؟، إنها عقدة غير مبررة لأن هناك دولا مثل البحرين ولاتفيا ولكسمبورغ وغيرها دول ضئيلة السكان ولها احترامها ومكانتها الإقليمية والدولية.

هل هي عقدة اللاتاريخ؟، جائز، خصوصاً وأن قطر كانت في مؤخرة الدول العربية التي حصلت على استقلالها عام 1971، ولكن هذه السمة لم تتسبب أبداً في أي عقد سلوكية لدى بلدان عربية غيرها تأخر استقلالها مثل البحرين والإمارات، وقبل ذلك التاريخ وقبل اكتشاف النفط كانت دول الخليج تحكمها القبائل والعائلات العريقة المستقرة هناك منذ مئات السنين.

إنها على الأغلب عقدة أغنياء العرب الذين يهبط عليهم الثراء الشديد المفاجئ، فيدفعهم إلى تصور أنهم بفلوسهم يستطيعون شراء أي شيء وكل شيء، والأغلب أن تلك العقدة التي لم تصب أبداً شركاء قطر في الخليج، هي التي استولت عليها وأخذنا نشهد عشرات المظاهر لذلك السلوك الغريب، والذي دفع أيضاً كثيراً من الأطراف الدولية للتكالب والتهليب من قطر على نحو يثير من الرثاء أكثر بكثير مما يثير من التعجب والسخرية!.