امرأة سعودية وابنها يمران بمكتب الخطوط الجوية القطرية في الرياض. (أف ب)
امرأة سعودية وابنها يمران بمكتب الخطوط الجوية القطرية في الرياض. (أف ب)
الإثنين 26 يونيو 2017 / 14:12

السياسة الخارجية لقطر.. مشكلتها في دعمها الجانب الخطأ

في حين تعد قطر دولة خليجية صغيرة ذات موارد مالية كبيرة مكنتها من خوض مغامرات إقليمية سياسية، يقول محمد اليحيى محلل سياسي سعودي، وزميل غير مقيم لدى مركز رفيق الحريري لشؤون الشرق الأوسط ، في مجلة نيوزويك، إن الإمارة كانت بعيدة جعرافياً وديموغرافياً عن أي اضطراب محلي أو نكسة كبرى، أقله حتى أسابيع خلت.

انخرطت في العمل مع إسرائيل وحزب الله وإيران في وقت امتنع جيرانها عن ذلك

 ويلفت اليحيى إلى ضح قطر التي تعد 250 ألف نسمة، 12% منهم قطريون، مليارات الدولارات في سوق العقارات في أوروبا، حيث اشترت في المملكة المتحدة وحدها ما يقدر قيمته بأكثر من 38 مليار دولار في سوق العقارات.

وتستورد قطر كل شيء تقريباً، وتأتي عمالتها الخارجية بصورة رئيسية من الهند وباكستان وبنغلاديش ونيبال وإندونيسيا والفيليبين. ويوجد في قطر أفرع لجامعات أمريكية رائدة، كجورج تاون وكارنيغي ميلون.

ثمن باهظ
ويشير اليحيى لقيام قطر باستيراد فرقها الرياضية والأولمبية، حيث منح رياضيون الجنسية القطرية لحظة وصولهم إلى قطر بهدف تحسين صورة الإمارة ضمن منافسات دولية كبرى.

لكن كان لمغامرات وطموحات قطر الطائشة ثمنها الباهظ. فقد قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في بداية شهر يونيو( حزيران) علاقاتها مع قطر بسبب سياستها الخارجية، التي وصفوها بأنها عدائية ومثيرة للانقسامات.

ضرورة لاستقرار المنطقة
ويقول الكاتب إن السعودية بررت الخطوة كضرورة لاستقرار المنطقة. وهي تحاول مع وحلفائها رفع التكاليف على قطر عقاباً لها على أعمالها، وعلى أمل أن تعود للصواب لكي تتسق سياساتها مع تلك الخاصة بدول مجلس التعاون الخليجي.

رغبة جامحة
ويقول اليحيى إن الخلاف بين قطر وجيرانها يرجع لرغبة قطر الجامحة في اكتساب أهمية سياسية في نهاية التسعينات وبداية القرن الحالي. فقد انخرطت في العمل مع إسرائيل وحزب الله وإيران في وقت امتنع جيرانها عن ذلك. وحظيت قطر بمكانة أتاحت لها لعب دور الحكم وصلة الوصل بين قوى عالمية وجماعات منبوذة لم يرغب أي طرف بالتعامل معها.

ويشير الكاتب إلى أنه حتى الولايات المتحدة رأت قيمة في ذلك الدور، مطالبة القطريين بالتوسط لدى طالبان خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان.

دعم مضاعف
وبعدما سمي بالربيع العربي، يشير اليحيى لقيام قطر بمضاعفة دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، مراهنة على أن التنظيم الدولي سيخرج منتصراً بعد تلك الانتفاضات. وفي إطار تلك الرهانات، عملت قطر على المراهنة على مراكز عربية تقليدية كالسعودية وقوى إقليمية ناهضة كالإمارات، وهي دول وجدت أن جماعة الإخوان المسلمين تهدد استقرارها وأمنها.

وجه آخر
وبحسب اليحيى، كشفت تسجيلات استخباراتية لمحادثات جرت بين الديكتاتور الليبي السابق معمر القذافي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاي ورئيس وزرائه حمد بن جاسم، وجهاً آخر لسياسة قطر الخارجية. وفي حين لم يتم التحقق بصورة مستقلة من تلك التسجيلات، فقد نسبت إلى الأمير قوله إنه يسعى "لتقويض مكانة السعودية الرائدة في المنطقة". كما توقع بسقوط حكم العائلة المالكة في السعودية في خلال 12 عاماً.

ويتابع الكاتب عرض ما كشفت عنه تلك الأشرطة عن دفاع قطر عن علاقاتها بإسرائيل كضرورة لمقاومة الضغط الأمريكي على قطر، والذي اعتبرته قطر نتاج اللوبي السعودي في واشنطن.

عدة أسباب
وباعتقاد الكاتب، تمكنت قطر من تطبيق سياستها الخارجية الحالية نتيجة عدة أسباب، بما فيها مغازلتها لإسرائيل أو اعتبارها للإخوان المسلمين حلفاء عوضاً أن يكونوا مصدر تهديد. وتشكل قاعدة العديد المركزية الأمريكية، والتي تضم 10 آلاف جندي، حماية لقطر من أية تهديدات خارجية. ولا يمثل تعداد سكانها الذين لا يزيدون عن 300 ألف نسمة كتلة سكانية تكفي لأن تنشئ تنظيمات إسلامية كالإخوان المسلمين أو سواهم حركة معارضة محلية، وخاصة أن تلك التنظيمات تنشط وسط سكان مهمشين وفقراء.

فدية بالمليارات
ويضيف الكاتب أن قطر دفعت فدية قدرت قيمتها بأكثر من مليار دولار للقاعدة ولميلشيات مدعومة إيرانياً في سوريا من أجل الإفراج عن رهائن قطريين. ومن شأن تلك الأموال أن توفر مصادر تمويل كبيرة لذات الجماعات التي تحاربها السعودية مع حلفائها.

وبنظر السعودية، ترمي المواقف القطرية إلى تقويض جهود المملكة في محاربة الإرهاب في المنطقة، وخاصة بتوجهها نحو إيران طلباً للمساعدة التجارية والغذائية، ما يزيد من الفرقة مع جيرانها، ويثير قلق الغرب عامة.