الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن في زيارة لواشنطن (أرشيف)
الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن في زيارة لواشنطن (أرشيف)
الإثنين 26 يونيو 2017 / 16:06

الرئيس الكوري الجنوبي يتوجه إلى واشنطن وسط تهديدات بيونغ يانغ

يتوجه الرئيس الكوري الجنوبي الجديد مون جاي-إن المؤيد للحوار مع كوريا الشمالية النووية، إلى واشنطن هذا الأسبوع لمحادثات مع نظيره دونالد ترامب فيما تتحدى بيونغ يانغ العقوبات الدولية عليها لتسريع برنامجها النووي.

والرئيس مون المنتمي إلى وسط اليسار، أعلن في حملته الانتخابية أنه في حال انتخابه سيكون مستعداً للتوجه إلى بيونغ يونغ قبل واشنطن، لكنه يجعل الولايات المتحدة الآن أول محطة خارجية له منذ أدائه اليمين الشهر الماضي بعد فوز كاسح.

وواشنطن هي الضامن الأمني لكوريا الجنوبية وتنشر فيها 28 ألف جندي للدفاع عنها من جارتها التي تعزز تجاربها الصاروخية 5 منها أجريت منذ تنصيب مون سعياً لتطوير صواريخ بالستية قادرة على حمل رؤوس نووية يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة.

ووصف وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس كوريا الشمالية بأنها "التهديد الاكثر إلحاحاً وخطورة" فيما جعل ترامب من وقف البرنامج النووي لكوريا الشمالية أهم أولويات السياسة الخارجية.

وبرزت شكوك بشأن القمة الثنائية الأولى بين مون وترامب الذي يدفع باتجاه عقوبات أشد على بيونغ يانغ لكبح جماح طموحاتها النووية، ولم تستبعد إدارته تحركاً عسكرياً، ومن شأن ذلك أن يضع سيؤول على الخطوط الأمامية لأي رد فعل من جانب الشمال.

غير أن المحللين يقولون إن أول اجتماع بينهما لن يكون على الأرجح كثير المفاجآت وسيكون مناسبة للتعارف عن كثب أكثر منه إظهار الاختلافات.

وتتراوح سياسة ترامب الداعية إلى ممارسة "أقصى ضغط والحوار" من الدبلوماسية إلى العقوبات، ما يسمح بتداخل سياسة مون الذي لم ينف إطلاقاً الحاجة لعقوبات حتى مع سعيه للحوار، بحسب ما ذكره جون ديلوري البروفسور في جامعة يونسي.

وقال ديلوري "ليس بالضرورة حلول كارثة إزاء السياسة المتعلقة بكوريا الشمالية"، ومن المرجح أن يتضمن جدول الأعمال نظاماً أمريكياً للدفاع الصاروخي تم نشره في كوريا الجنوبية لحمايتها من التهديدات الصاروخية للشمال.

ورغم أن بعض قطع الدرع الصاروخية الأمريكية (ثاد) نشرت في مكانها، إلا أن مون علق العملية في أعقاب حملة شرسة في بكين لفرض عقوبات اقتصادية، واحتجاجات دبلوماسية ضد الدرع الأمريكي، مما سدد ضربة لسياسة واشنطن المتعلقة بالأمن الإقليمي.

ورسمياً فإن التأخير هو للسماح بإجراء تقييم جديد وشامل للأثر البيئي، لكن المحللين يقولون أنها خطوة استراتيجية من قبل مون لتأخير الوضع الدبلوماسي الشائك الذي ورثه.

وفي وقت سابق هذا العام أثار مون الكثير من التساؤلات عندما قال في كتاب جديد أن على سيؤول أن تتعلم أن تقول "لا" لواشنطن، وغير أن المحللين يقولون أن الرئيس الكوري الجنوبي والداه لاجئان قامت الولايات المتحدة بإجلائهما من كوريا الشمالية سيسعى في واشنطن إلى تصوير التحالف العائد لعشرات السنين بأنه بخير.

وقال محلل في معهد سيجونغ هونغ هيون-إيك "سيسعى مون لتهدئة الانزعاج في واشنطن وإعطاء الانطباع عن عدم وجود انشقاق بين الحليفين".

وقال هونغ أن مون "بدأ أولاً يسير على حبل مشدود بين الصين والولايات المتحدة لكنه أجبر على العودة إلى محور الولايات المتحدة"تحت ضغط هائل من معارضيه السياسيين المحافظين".

ويريد الرئيس الكوري الجنوبي مقاربة من مرحلتين للمسألة النووية للشمال، بحيث تقوم بيونغ يانغ في المرحلة الأولى بتجميد تجاربها النووية والصاروخية البعيدة المدى، مقابل تقليص المناورات السنوية العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية.

وفي المرحلة الثانية يمكن تفكيك البرامج النووية لكوريا الشمالية بالكامل مقابل إعادة العلاقات الدبلوماسية والمساعدات الاقتصادية، وتشبه الفكرة المقترح الصيني المتعلق "بتعليق ثنائي" للمناورات الحربية الأمريكية الكورية الجنوبية، وتجارب كوريا الشمالية النووية والصاروخية، وهو ما رفضته واشنطن.

وبالنسبة لمون، يقول المحللون أن مثل تلك المقاربة أصبحت أكثر تعقيداً الأسبوع الماضي بعد وفاة الطالب الأمركيي أوتو وارمبير الذي كان مسجوناً في كوريا الشمالية، ودخل وارمبير في غيبوبة لأسباب غامضة بعد 18 شهراً في السجن بتهمة سرقة ملصق سياسي، وتوفي بعد أيام على نقله إلى بلاده مما أثار سخطاً في الولايات المتحدة.