ساعة بيغ بن ومبنى البرلمان البريطاني في لندن.(أرشيف)
ساعة بيغ بن ومبنى البرلمان البريطاني في لندن.(أرشيف)
الثلاثاء 27 يونيو 2017 / 13:54

بهلوانيات بريطانية.. التفرّج على الإخوان يضربون جهود المسلمين

انتقدت الصحافيّة خديجة خان، الكاتبة في عدد من الصحف ومراكز الأبحاث حول سبل معالجة التطرّف، المسؤولين البريطانيين لطريقة تعاطيهم مع مسائل مكافحة الإرهاب.

يعيش أكثر من 23 ألف متطرف في المملكة المتحدة فيما قد تكون الأرقام غير الرسمية أعلى من ذلك

ورأت خان في "كلاريون بروجيكت"، منظّمة غير ربحيّة تعنى بمحاربة التطرف ومقرّها واشنطن، أنّ تقصير هؤلاء استمرّ طويلاً. "لقد أعطى السياسيون البريطانيون نفوذاً لا لزوم له لمتطرّفين، طوال عقود، عبر السماح بحملات كراهية ضد مجموعات مختلفة، غاسلة دماغ الشبان للانضمام إلى الحروب في سوريا والعراق وأفغانستان وإبقاء النساء المسلمات مقموعات".

لكنّ خان تضيف أنّ المسؤولين البريطانيين المسلمين يتشاركون هذه المسؤولية مع نظرائهم من غير المسلمين، عبر عدم تبنّي موقف قوي ضدّ هؤلاء المتطرفين، بالرغم من معرفتهم المسبقة بما ينوون فعله. وتشير إلى أنّ 12 نائباً مسلماً أعادوا تأمين انتخابهم مؤخراً في حين برزت ثلاثة وجوه جديدة في مجلس العموم المنتخب حديثاً.

عرقلة مركزين مسلمين لمكافحة التطرف
كتبت خان أولاً عن النائب ناز شاه الفائزة بمقعد على لائحة حزب العمّال. لقد أعيد انتخابها بصرف النظر عن كونها متطرفة ولاسامية. وتمّ تعليق عضويتها من الحزب بعدما اقترحت نقل جميع اليهود من إسرائيل إلى الولايات المتحدة لحل القضية الفلسطينية. ووقفت سابقاً ضد تطبيق استراتيجية "بريفنت" لمكافحة الإرهاب والتي أدخلتها الحكومة البريطانية لاعتراض الإرهابيين والمتطرفين، أكانوا من الجهاديين أو من الجيش الجمهوري الإيرلندي. كما هاجمت مؤسستين لمكافحة التطرف يديرهما مسلمون (كويليام و إنسباير) داعية إلى التحقيق معهما بحجّة مراقبة إنفقاهما للمال العام.

تهديدات ضدّ المسلمين المعتدلين

وقبل أسبوعين من الانتخابات البريطانية، أكدت شاه في مؤتمر صحافي دعمها لحق إسرائيل بالوجود ما دفع حاضرين إلى وصفها باليهودية، لكنّ موقفها قد يكون ساعدها في إعادة انتخابها. وكتبت خان أنّه من "المؤلم رؤية أنّ نائباً مسلمة لم تقم بالمزيد" لمواجهة المشاكل التي يخلقها المتطرفون في بريطانيا. من بين المشاكل، تلك التي ترتبط بالانتهاكات الزوجية للنساء البريطانيات من مجلس الشريعة في بريطانيا ومنظمات أخرى، إضافة إلى التطرف الذي ينتشر بشكل مقلق بين الشبان المسلمين والتهديدات التي يتلقاها المسلمون المعتدلون. ولفتت خان النظر إلى أنّه في بعض الأحياء البريطانيّة يتمّ تسيير دوريات لتطبيق الشريعة.

مسجد إخواني خرّج متطرفين.. ومدافعين عنهم
البارونة سعيدة وارسي، وبدلاً من مواجهة التطرف الإسلامي، مشهورة بالدفاع عن المتطرفين من خلال خلقها الدائم للتشكيك بسياسات "بريفنت" أو بأي إجراء حكومي لضرب الممارسات المتطرفة. وتدّعي وارسي بأنّ جميع هذه الإجراءات هي "تمييز ضد المجتمع المسلم برمّته". وتفتخر وارسي بأنها كانت تلميذة سابقة في مسجد ديزبري (على علاقة بالإخوان تردّد إليه إرهابي مانشستر سلمان العبيدي). فهي تقول: "يمكن لديزبري أن يكون قد خرّج انتحاريين، لكنّه خرّج أيضاً الوزيرة المسلمة الأولى" في بريطانيا، قاصدة بذلك نفسها. وتتابع خان كاتبة: "ومع ذلك، يستمرّ أشخاص مثلي بالتساؤل عمّا فعلته سعيدة وارسي للمملكة المتحدة حتى اليوم".

في بريطانيا.. أبطال مسلمون حقيقيون

وما يثير المزيد من الحزن في قلب الصحافية أنّ بعضاً ممّن يوصفون بالمتنورين يختار معاملة هذه الشخصيات "المريبة" على أنّها بطلة متجاهلاً "الأبطال الحقيقيين" مثل نظير أفضل الذين يكافحون تهديدات التطرف مخاطرين بحياتهم الخاصة. تصف خان أفضل بأنه أحد "أبرز خبراء محاربة الإرهاب" إضافة إلى كونه الرئيس السابق لمفوضي الشرطة والجريمة. لقد استقال من منصبه بعد تفجير مانشستر الإرهابي الذي خلّف 26 ضحية وعشرات الجرحى، وشاعت في الوقت نفسه تقارير عن رفض لإعلان العناصر التي رعت التطرف والإرهاب على الأراضي البريطانية.

مجدداً.. الإخوان يعرقلون

تشير خان إلى مقابلة أجرتها صحيفة "تايمس" البريطانية مع أفضل، بعد هجمات لندن. وقال الأخير فيها إنّ المجموعات المتطرفة كانت تخلق عمداً، أوهاماً عن استراتيجية "بريفنت" لمكافحة التطرف. وانتقد خان دور المنظمات التابعة للإخوان المسلمين كالمجلس الإسلامي في بريطانيا الذي لم يفعل شيئاً سوى عرقلة مشروع "بريفنت" الذي ساعد الحكومة في إيقاف عشرات من الشبان، بمن فيهم مراهقون، عن السفر إلى سوريا. وقد حقق المشروع هذا الإنجاز عبر إفشال خطط تحولهم إلى التطرف.

الدور للشعب البريطاني.. لا لسياسييه
ويعيش أكثر من 23 ألف متطرف في المملكة المتحدة فيما قد تكون الأرقام غير الرسمية أعلى من ذلك، بحسب تقديرات خان. ومع ذلك، بالنسبة إليها، لا يبدو بعض المسلمين السياسيين في بريطانيا مهتماً بإيقاف هذا الشرّ علماً أنّ هؤلاء الإرهابيين لا يميّزون مطلقاً بين المسلمين وغيرهم من المواطنين حين يذبحون الأبرياء. وقد أصبح التطرف تحدياً قوياً للغرب، بعدما صمّم الإرهابيون على تدمير التناغم والتعددية اللذين كانا يزدهران في العالم المتمدن، من خلال خططهم الشنيعة.

وتختم خان أنّه بات من واجب الناخبين الآن الذين أعادوا تفويض السياسيين البريطانيين صلاحية التشريع، أن يراقبوا نشاطاتهم ويحثوهم على اختيار الخطوات الصحيحة وحماية البريطانيين وقيمهم، عوضاً عن الاتكال فقط على الوعود الكاذبة و"السياسات البهلوانية الخطيرة".