مقاتلة أمريكية تحط على حاملة طائرات في المتوسط.(أرشيف)
مقاتلة أمريكية تحط على حاملة طائرات في المتوسط.(أرشيف)
الثلاثاء 27 يونيو 2017 / 14:03

أمريكا تتجه إلى دور أكبر في سوريا

24- زياد الأشقر

تحرص وزارة الدفاع الأمريكية على التأكيد أن واشنطن لا تنوي التدخل في الحرب الأهلية السورية التي مضى عليها ستة أعوام، وأن الحضور الأمريكي الوحيد هناك هو من أجل مساعدة حلفائها على إلحاق الهزيمة بداعش، ولكن الصحافية هيلين كوبر تلفت في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن سلسلة من الأحداث التي حصلت مؤخراً زادت قلق ديبلوماسيين ومسؤولين أمنيين، من أن تكون واشنطن تنزلق من دون قصد إلى دور أكبر في الحرب السورية.

عندما تتعرض القوات البرية المدعومة من الولايات المتحدة لغارات من "طائرات من دون طيار مسلحة، فإن هذا لا يترك لنا خياراً سوى الدفاع عن أنفسنا وعن شركائنا

 ونقلت كوبر عن الناطق باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس قوله "إننا لا نسعى إلى نزاع مع أي جهة غير داعش"، علماً أنه خلال شهر واحد، أسقطت الولايات المتحدة طائرة سورية وكادت تسقط أخرى، كما أسقطت طائرتين من دون طيار من صنع إيراني كانتا تقتربان من قوات برية حليفة لها. وردت روسيا بإطلاقها تهديداً مفاده أنها ستتعامل مع الطائرات الأمريكية كأهداف. وفي مناورة مكشوفة، حلقت إحدى المقاتلات الروسية على مسافة خمسة أقدام من طائرة تجسس أمريكية.

أي استراتيجية؟
ولاحظت أن أياً من هذه المواجهات كان مع داعش. والتناقض يفتح سؤالاً أكبر، كما يقول خبراء الأمن القومي، حول نوع الاستراتيجية الأوسع التي تخطط لها إدارة ترامب عندما يُهزم داعش في سوريا. 

ويقول عميد كلية جون هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة والي نصر: "لدينا نزاع من دون استراتيجية واضحة. إننا نتحرك ونحن نيام إلى تفويض عسكري أوسع، من دون أن نقول ماذا سنفعل بعد ذلك".

وفي رأي كوبر أن المكاسب العسكرية التي حققتها الولايات المتحدة في سوريا تفوق المكاسب الديبلوماسية لتسوية سياسية للحرب الأهلية.

داعش يترنح
وأشارت إلى أنه عندما بدأ الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الضربات الجوية ضد أهداف لداعش في سوريا قبل ثلاثة أعوام، كانت التعليمات المعطاة للبنتاغون هي الآتية: أُهزموا داعش عبر تحالفات مع السوريين الذين يعارضون التنظيم المتوحش، لكن لا تساعدوهم على قتال بشار الأسد. والآن، بات داعش يترنح. لقد تضرر من الغارات التي تعرض لها من مجموعة من الأعداء، من الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين إلى الحكومة السورية مدعومة من من روسيا وإيران. ولم يعد التنظيم يسيطر على ثلث البلاد، بحسب مسؤولين أمريكيين يقولون إن التنظيم المتطرف فقد نحو نصف الأراضي التي كانت في حوزته.

الدفاع عن الشركاء
وفي الأعوام الماضية، كان بإمكان البنتاغون وحلفائه البقاء بعيدين عن طريق الحكومة السورية- وعن داعمي الأسد روسيا وإيران- بما أن الجميع كانوا يحاربون داعش. أما الآن فإن كل الأطراف تتجمع حول جزء أصغر من الأرض، وتالياً تتحول بشكل متزايد نحو التنافس مع بعضها البعض، بالإضافة إلى العدو المشترك. ولاحظ الكابتن ديفيس أنه عندما تتعرض القوات البرية المدعومة من الولايات المتحدة لغارات من "طائرات من دون طيار مسلحة، فإن هذا لا يترك لنا خياراً سوى الدفاع عن أنفسنا وعن شركائنا".

ولفت إلى انه في هذه الفترة ليست ثمة محادثات بين الأطراف الأساسية حول ما يجب فعله بعد هزيمة داعش. ومع تصاعد القتال في شرق وادي نهر الفرات-الغني بالإحتياطات الطبيعية والمياه- فإن المسؤولين الدفاعيين يقولون إنهم يؤيدون ذهاب الأسد وداعميه لإستعادة الأراضي من داعش. ولا تريد إيران تحديداً أن ينتزع حلفاء أمريكا مكاسب على الأرض لأن من شأن ذلك تعقيد خط الإمداد بين إيران وحلفائها الشيعة في العراق ولبنان.

حرب مع روسيا؟
ونقلت كوبر عن مساعد وزير الدفاع في عهد أوباما، ديريك كوليت أن "أحد آخر الأشياء التي كان يريدها أوباما هو إندلاع حرب مع روسيا حول سوريا. إن مخاطر التصعيد مع روسيا كان عاملاً دائماً في تخطيط الإدارة وإدارتها للحملة العسكرية". وأضاف أن رغبة روسيا في المخاطرة بما هو أكثر، وإن يكن على حسابها الخاص، لإنقاذ الأسد، اكثر مما ترغب الولايات المتحدة في المخاطرة به لإطاحته".