وزيرا الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس.(أرشيف)
وزيرا الخارجية الأمريكي ريك تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس.(أرشيف)
الأربعاء 28 يونيو 2017 / 14:37

هذه قصة التحذير الأمريكي للأسد من شن هجوم كيماوي جديد

أفادت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية أن التحذير العلني الذي وجهه البيت الأبيض للنظام السوري ليل الإثنين نجم عن سلسلة من المناقشات السريعة التي حصلت بين اللقاءات مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وأبقيت سرية بين دائرة صغيرة من المسؤولين الكبار.

اصدار البيان والاستياء الذي تبعه يعكسان مقاربة إدارة ترامب لاتخاذ قرارات رئيسية داخل دائرة ضيقة، خلافاً لآلية صنع القرار الموسعة والمعرقلة أحياناً التي اتسمت بها العملية إبان عهد أوباما

ووصل وزيرا الخارجية ريك تيلرسون والدفاع جيمس ماتيس إلى البيت الأبيض ليل الإثنين، قبل المراسم الاحتفالية التي أجريت في حديقة الورود والتي تلا خلالها مودي وترامب بياناً مكتوباً. وبحسب مسؤول دفاعي كبير، أُبلغ الوزيران بنية ترامب إصدار التحذير العلني للأسد، استناداً إلى معلومات استخباراتية جديدة تفيد أن النظام السوري يعد لهجمات كيمياوية جديدة على شعبه.

لغة البيان
وأوضحت مصادر الإدارة أن مستشار الأمن القومي أتش أر ماكماستر الذي كان في البيت الأبيض أيضاً خلال الاجتماعات، اطلع أيضاً على الخطة. ولكن مصدرين بارزين أكدا أنه لم يحصل أي اجتماع للمسؤولين الكبار لمناقشة المعلومات الاستخباراتية التي حصل عليها ترامب صباح الإثنين، وإنما خلال النهار عمل ماكماستر وغيتس وتيلرسون وآخرون على "صياغة لغة" البيان. ولم يبد أي منهم تردداً أو معارضة حيال قرار إصدار التحذير العلني.

ومع ذلك، تقول المجلة إن مسؤولاً دفاعياً أقر بأن الأحداث كانت "سريعة"، وإنه حصلت مناقشات قليلة في شأن الخطوة الجريئة التي لم يعلم بها إلا عدد قليل من المسؤولين العسكريين الكبار.

التناحر
وترى المجلة أن هذا التطور يمثل دليلاً جديداً على الاستياء المستمر بين القيادة والمسؤولين الكبار في البيت الأبيض والذي يمكن أن ينطوي هذه المرة على تبعات خطيرة إذا تبين أن هذا التناحر سيضعف عزم الحكومة الأمريكية على زيادة الضغط على الأسد.

ويقول إيان غولدنبرغ، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية عمل وكيلاً للوزارة مع جون كيلي: "هذا الأمر يلحق أذى بصدقية الولايات المتحدة....عندما يرى النظام السوري تقريراً لا يعرف عنه مسؤولون أمريكيون شيئاً، يشعرون بأن هؤلاء الأشخاص ليسوا متفقين على العمل معاً. وإذا لم يكن أحد في وزارة الخارجية يعرف، فإن هذا يضر بقدرتها على المتابعة ووضع خطة ديبلوماسية للمناورة".

ويوم الثلاثاء، أكد البيت الأبيض أن الجيش ووزارة الخارجية لم يكونوا بعيدين عن البيان الذي حذر الأسد من أنه إذا شن هجوماً كيميائياً آخر "سيدفع ثمناً باهظا".

قصة جانبية
وأفاد مسؤولون في الإدارة أن الأشخاص الذين تفاجأوا في البيان ليسوا في مناصب تتيح لهم الاطلاع على المعلومات، وأبدى بعضهم استياءه من أن الخطوة الجريئة لترامب والتي يعتقدون إنها يمكن أن تنقذ أرواحاً، طغت عليها قصة جانبية عن تسريبات وخلافات داخلية.

دائرة ضيقة
وترى المجلة أن اصدار البيان والاستياء الذي تبعه يعكسان مقاربة إدارة ترامب لاتخاذ قرارات رئيسية داخل دائرة ضيقة، خلافاً لآلية صنع القرار الموسعة والمعرقلة أحياناً التي اتسمت بها العملية إبان عهد أوباما.

وعلى رغم الارباك والشكاوى حيال الخطوة، أشاد خبراء في السياسة الخارجية بخيار ترامب اصدار بيان علني بدل الضغط على الأسد من خلال قنوات ديبلوماسية خلفية.

وضع خطير
وقال جيم جيفري، السفير الأمريكي السابق في تركيا والعراق إن إدارة ترامب "أدركت أنها تُجَر إلى وضع خطير جداً"، مضيفاً أن "النهج الأمريكي حيال الأسد كان حتى الآن مجموعة من الردود التي يبدو أنه سيكون لها تأثير على المدى الطويل". وأوضح أن "فائدة البيان العلني تكمن في أنهم سجلوا تحذيرهم من القيام بهجوم".