ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.(أرشيف)
الأربعاء 28 يونيو 2017 / 15:03

تفاؤل روسي بمحمّد بن سلمان.. نحو مستوى جديد من التعاون؟

رأى الصحافي بيتر كورزون أنّ تعيين الأمير محمّد بن سلمان وليّاً للعهد سينعكس إيجاباً على العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعوديّة وروسيا.

النفوذ الذي تملكه روسيا في مناطق التوتّر المختلفة على امتداد الشرق الأوسط يمكن أن يفيد السعودية التي ترى في موسكو دور المفاوض أو الوسيط في مختلف الأزمات السياسية

وذكّر الكاتب قرّاءه في "مؤسسة الثقافة الاستراتيجية"، صحيفة إلكترونية تعنى بالشؤون الدولية، أنّه سبق لمحمد بن سلمان أن زار موسكو عدّة مرات وأشرف على تطوير العلاقات بين الدولتين. وأضاف أنّ تولي الأمير لمنصبه الجديد، إضافة إلى احتفاظه بمنصب وزير الدفاع سيساهم في تسهيل زيارة الملك سلمان إلى روسيا والتي ستكون الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات الثنائية.

وتطرق كورزون إلى "رؤية 2030" التي هندسها محمد بن سلمان والتي ستنقل المملكة من الاعتماد الكلي على الطاقة إلى تنويع مداخيلها عبر تطوير المشاريع التي ترتكز إلى التكنولوجيا المتقدمة. ونقل ما كان اللواء السعودي المتقاعد الدكتور أنور عشقي، مؤسس ورئيس مركز الدراسات القانونية والاستراتيجية، قد قاله في إحدى مقابلاته الإعلامية حول التطورات الإيجابية المرتقبة على العلاقات بين الدولتين بعد تعيين بن سلمان ولياً للعهد.

شخص مناسب ومحترم
يشير كورزون إلى أنّ محمد بن سلمان شخصية محترمة في روسيا فهو "الشخص المناسب لتوقيع الاتفاقات معه". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصفه بأنه "شريك موثوق جداً به يمكن أن تصل معه إلى اتفاقات، وتكون متأكداً من أنّ هذه الاتفاقات سيتم الالتزام بها". والتقى بن سلمان الرئيس الروسي في 30 مايو (أيار) الماضي، بعد أسبوع فقط على زيارة الرئيس الأمريكي للرياض. وكان هذا اللقاء هو الثاني مع الروس خلال السنة المنصرمة. حينها قال ولي العهد إنّ "العلاقات بين السعودية وروسيا تشهد واحدة من أفضل مراحلها في الوقت الحالي". جاء هذا التصريح بعد حضوره المنتدى الاقتصادي العالمي في سانت بطرسبرغ في 17 مايو(أيار) الماضي. وأضاف: "لقد أنجزنا الكثير في الفترة الماضية، لكن ما زال لدينا المزيد لننجزه".

توازن المملكة في السياسة الخارجية
وكان لافتاً بالنسبة للكاتب أنّ الأمير وصل إلى روسيا بعد "القمة التاريخية للناتو الإسلامي" التي جرت في الرياض، وهذا عنى بالنسبة إليه حرص المملكة في الحفاظ على التوازن في سياستها الخارجية. الأمير السعودي والرئيس الروسي ناقشا إعادة الاستقرار إلى سوريا كما إلى عالم الطاقة. فالعلاقات الثنائية تركز إلى تلافي هبوط حاد في أسعار النفط. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وافقت أوبيك ودول أخرى منتجة للنفط من بينها روسيا، على خفض الإنتاج بواقع 1.8 ملايين برميل يومياً. وتم تمديد هذا الاتفاق مؤخراً حتى مارس (آذار) 2018.

قدرة صلبة على النمو

يشير كورزون إلى أنه خلال المحادثات، ناقش الطرفان حوالي 25 مشروعاً استثمارياً مفيداً للطرفين يمكن التوصل إليها بحيث تبلغ قيمتها حوالي 10 مليارات دولار. وتستكشف الدولتان إمكانية توقيع اتفاقات مشتركة لتصنيع وتطوير السكك الحديدية، فيما تستهدفان أيضاً تطوير العلاقات التجارية والتعاون في مجال الطاقة بحيث تتمتّع هذه العلاقات ب "قدرة صلبة" على النموّ. من جهة أخرى، أبدت شركة "روزنفت" الروسية اهتمامها بشراء أسهم في شركات النفط السعودية بعد الخصخصة المزمع تنفيذها السنة المقبلة بحسب الخطط. ووافق الطرفان على إنشاء صندوق استثماري مشترك للطاقة خلال المحادثات التي جرت ضمن منتدى الاقتصاد العالمي في سانت بطرسبرغ.

زيارة أخرى قريباً؟
في سنة 2015، زار وفد عسكري سعودي ترأسه الأمير بن سلمان منتدى "جيش 2015" الدولي الذي جرت فاعلياته في كوبينكا بروسيا حيث تمّ استعراض آخر التقنيات العسكرية في هذا المجال. وكتب الصحافي عن اهتمام المملكة بالتفاوض حول أنظمة أسلحة دفاعية وهجومية بما فيها صواريخ أس-300 وأس-400، دبابات ت-90 ونظام اسكندر-إي للصواريخ التكتيكية. وينقل كورزون عن نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف توقع الروس بزيارة أخرى قريبة لولي العهد.

دور مهم جداً للسعودية

ويرى الصحافي أنّ النفوذ الذي تملكه روسيا في مناطق التوتّر المختلفة على امتداد الشرق الأوسط يمكن أن يفيد السعودية التي ترى في موسكو دور المفاوض أو الوسيط في مختلف الأزمات السياسية. لهذا إنّ انخراط المملكة مع الكرملين قد يعود بنتائج إيجابيّة على المملكة التي يمكن أن تمتلك "دوراً مهمّاً جداً" في مناطق تخفيض التوتر في سوريا مثلاً. وانطلاقاً من هنا، يكتب كورزون عن توفّر جميع الأسباب للاعتقاد بأن تولّي الأمير محمد بن سلمان لمنصب ولي العهد سينقل العلاقات الثنائية بين السعودية وروسيا "إلى مستوى جديد من التعاون".