موقع عربي 21 الموالي لقطر (أرشيف)
موقع عربي 21 الموالي لقطر (أرشيف)
الأربعاء 28 يونيو 2017 / 18:31

تقرير: الإعلام القطري يزور مقالات صحافية دولية عن الأزمة الخليجية

24 - رواد سليمان

نشر موقع عربي 21، أحد أبرز الأبواق الإعلامية المدافعة والممولة من الدوحة، الأربعاء، مقالاً قال إنه ترجمة لأهم ما نشرت صحيفة الباييس الإسبانية واسعة الانتشار، بعنوان "مطالب دول حصار قطر غير مقبولة ولا يُسكت عليها" بعد تزويره وتحريف معانيه وما ورد فيه من تحليل لا يؤيد بالضرورة الدول المقاطعة أو ينتصر لها، ولكنه ينسف حياد الجزيرة والإعلام القطري بشكل عام.

وبمجرد نشر المقال على الموقع، حتى تناقلته المواقع القطرية، والإخوانية، وانتشرت التغريدات بالمقال وما جاء فيه على نطاق واسع بين الإخوان المسلمين، انتهاء بمدير عام قناة الجزيرة القطرية شخصياً، الذي بلغت "نشوته" مستوى شهوانياً عند الحديث عن كلمة الباييس الواضحة الصحيفة العالمية ووقوفها إلى جانب قطر والجزيرة.

وبالعودة إلى المقال المذكور الذي نشرته الصحيفة الإسبانية الأكبر، يُفاجأ المرء بحجم التزوير والتزييف المتعمد، ولي عنق المقال وذبحه على عتبة "شهوة" الإخوان والحال أنه كان بإمكان أي مترجم مبتدئ أن يُدرك ومن العنوان الأصلي "تناقضات، غموض وأكاذيب في الأزمة مع قطر" أنه لا علاقة للمقال المنشور بما خلصت إليه ترجمة عربي21، وكان بالإمكان التعويل على خدمات غوغل للترجمة للحصول على مقال أقرب إلى الحقيقة منه إلى مقال عربي 21.

انتشاء مدير الجزيرة أبوهلالة "بدعم" صحيفة الباييس المزعوم لقطر والجزيرة

في مقال الصحافية المخضرمة الإسبانية أنخليس اسبينوزا، مراسلة الصحيفة من دبي، يُركز المقال على تباين المواقف بين الدول المقاطعة وقطر، وعلى تناقض المبررات والحجج التي يسوقها كل طرف بمناسبة الأزمة الخليجية الأخيرة، والمناورات الاستراتيجية والتكتيكية المعتمدة من قبل كل طرف.

وتقول الصحيفة التي قضت سنوات طويلة متنقلة بين بيروت، والقاهرة، وبغداد، وطهران، ثم دبي في مقالها، بعد التمهيد بالسؤال عن حقيقة وطبيعة الصراع في المنطقة "هل أن جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية؟ هل انتشر الحرس الثوري الإيراني في شوارع قطر؟ هل أن قناة الجزيرة متطرفة؟ تلك هي الأسئلة التي أثارها الهجوم الدبلوماسي والإعلامي السعودي، والإماراتي، والبحريني، والمصري ضد الجارة قطر"؟.

المقال الأصلي الذي لا يخلو من تحامل على الدول المقاطعة الذي نشرته الباييس

وفي محاولة منها للرد على الأسئلة الكثيرة التي أثارها قرار المقاطعة في الخليج والعالم، ترفض الصحافية الإسبانية الانحياز إلى طرف دون آخر في هذه القضية، متبنية أحياناً موقفاً غير مؤيد لدول المقاطعة وبما يصل في بعض المقاطع إلى التحامل عليها، خاصة عند الحديث عن القضايا الإقليمية الأخرى، مثل الحرب في اليمن، أو الموقف من الإخوان، ومن إيران، ولكن المقال لا يتضمن بأي شكل من الأشكال أدنى تأييد للدوحة، أو تبنياً لمواقفها، أو للمقاطعة، ولا أي إشارة إلى المطالب الخليجية، و"قبولها" أو "السكوت عنه" من عدمه.

ولكن مراسلة الباييس وعلى عكس ما أكده الإعلام الموالي لقطر، تؤكد أن الدوحة "لم تخف منذ البداية تعاطفها مع الإخوان المسلمين، الدابة السوداء الأولى لحكومتي أبوظبي، والقاهرة" خاصة، مضيفة أن الخلاف يشمل أيضاً "الموقف من حركة حماس الذي يشترك مع الإخوان في الإيديولوجيا، والتي تعتبرها الولايات المتحدة حركة إرهابية، في حين تعتبر بريطانيا جناحها العسكري تنظيماً إرهابياً، أما أوروبا فتعتبره تنظيماً خاضعاً للرقابة المشددة قبل الحسم في انتمائه".

لكن على عكس ما أكد موقع عربي 21 وما غرد به الإخوان، قالت الصحيفة الإسبانية، بمناسبة حديثها عن قناة الجزيرة، التي اشتعل لها قلب مديرها طرباً، إن الجزيرة تعتبر نقطة خلاف رئيسية بين الطرفين، ففي الوقت الذي يعتبرها المقاطعون "بالترويج لأجندات أجنبية، حسب وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، يصر المسؤولون عن القناة القطرية، أن قناتهم تتعرض منذ إطلاقها في 1996 إلى طلبات بإغلاقها لإسكات الصوت الإعلامي الناقد الذي تُمثله".

وفي المقابل تُضيف الصحافية عند تحليلها لوضع الجزيرة في المنطقة "يسهل على المتابع المتأني للقناة القطرية، رصد انحيازها المبكر للثورات العربية في 2011، ثم شيئاَ فشيئاً دعمها وولاءها للإسلاميين في المنطقة" ثم بعد الحديث عن ضعف أداء وتغطية النسخة العربية من قناة الجزيرة "لأحداث البحرين في 2011، على عكس نسختها بالأنجليزية".

وتُضيف الصحافية الإسبانية "بسبب دعمها القوي للإسلاميين تعرضت القناة إلى هجرة جماعية من قبل صحافيين سابقين في القناة، الذين أعربوا عن انزعاجهم من التغطية التي وصفوها بالمنحازة والمُسيسة للأحداث من قبل الجزيرة" والمواقف "الكثيرة التي تورط فيها مقدمو نشرات الجزيرة والعاملون فيها في مواقف وتعاليق طائفية ومتطرفة ضد اليهود، والشيعة، والعلويين، وغيرها من الطوائف والأقليات الدينية".

ويُحيل المقال للصحافية الإسبانية على مقال آخر نشرته في 2013 لتعداد تجاوزات وانحرافات الجزيرة منذ ذلك التاريخ تحت عنوان "الجزيرة تخسر استقلاليتها" وفيه عددت الانتقادات التي طالت الجزيرة بعد أن تحولت إلى قناة للدعاية الإخوانية، وفق ما نقلت عن صحافيين مستقيلين في ذلك التاريخ مثل سامي كليب مراسلها السابق في بيروت، أو أكثم سليمان، وبعض الصحافيين الآخرين الذين تحدثت إليهم الصحيفة مع التحفظ على ذكر هوياتهم حمايةً لهم من انتقام القناة. 

المقال السابق للصحافية الإسبانية عن الجزيرة وخسارة المصداقية في 2013