الأحد 2 يوليو 2017 / 20:19

الدرب واضح .. فما لهم لا يبصرون

مع استباق قطر للمهلة العربية وتأكيدها عدم قبول المطالب، يبرز التساؤل عمن يوجه ويقود السياسة القطرية: فيم يفكر؟ وإلام يهدف؟ إن الأمر أوضح من أن يعطى مهلة للتفكير، وقرار الاختيار لن يكون صعباً إذا صدقت النية. وأخلاق المروءة العربية كانت تحتم أن تتلقى القيادة القطرية قصيدة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزارء، بخير ما يتلقى به الرسل، فكيف لو كان الرسول شعراً تقدره العرب!! فالشعر عند العرب خير رسول.

في قصيدة "الدرب واضح" تحدث محمد بن راشد بصدق مشاعر الأخوة التي تعلو على مصالح السياسة وإن كانت مهمة، فأوضح أن دافعه لهذه المناصحة هو قيامه بواجب الأخوة:

مــا هـي مـصالحْ بـالسياسهْ تـهاني يـاغـيـرْ خـــوِّهْ جـــارْ والــحَـظْ خـانِـهْ

ثم أبان بجلاء لا يقبل المواربة، أن ثمة خطر يتربص بالجار، لكن الجار سادر في غيه، بدءاً ومواصلة ومنتهى، ففي البدء فتح دولته، وسخر مقدرات شعبه لأصحاب الأجندات الخبيثة، ثم التجأ إلى أصحاب الرطانة مفضلة أن يكون في أحضانهم عوضًا عن العودة للحضن العربي الأمين، أما النهاية فعين البصير لا تخبر إلا عن مصير واحد وهو أن المبتعد عن الجماعة سيكون عرضة للخطر والزوال.

وواجـــبْ عـلـيـنا نـنـاصحهْ بِـلْـعلاني إنْ حَــطْ لــهْ أفـعـىَ رَمِــلْ فـي ثـبانِهْ
لـــــوُ تــتــركـونْ الـمـرجـفـينْ بــمـكـانِ ونـحـنْ لـكٌمْ أقـرَبْ مـنْ أهـلْ الـرِّطانهْ
والــذِيـبْ يـاكـلْ م الـكـبارْ الـسِّـماني ســاعَـةْ تــغـادرْ سـربـهـا بـإسـتـهانهْ

إن روح السياسي الحازم والشاعر الحكيم تضع الأمور في نصابها الصحيح في نهاية القصيدة، وتضع أمام قيادة قطر خيارين: خيار الرحمن مع الجماعة، أو خيار الشيطان بالارتماء في أحضان الشيطان، والعاقل من يختار الطريق الصحيح.

والـــدَّربْ واضـــحْ مـنـهجهْ بـالـعياني والــبــابْ مــفـتـوحٍ ومــحــدَّدْ مـكـانـهْ
ودربٍ إلــىَ الـرحـمنْ خـيـرْ وجـنـاني أحسَنْ منْ الشِّيطانْ وأهلْ الشِّطانِهْ
وإنْ مـابـغـيـتـوا دربــنــا بـإمـتـنـاني فــكــلْ واحـــدْ لـــهْ طـريـجـهْ وشــانـهْ

لقد كان المعوَّل على القيادة القطرية أن تراعي حق الأخوة والجوار، لقد كنا نعوِّل على صبر الأسرة الكبيرة أن يصلح الفرد المعوج، لقد كنا نعوِّل على التحذير والتنبيه أن يعيد العقول إلى صوابها، لقد كنا نعوِّل على الموقف الحازم، تأملنا خيرًا من ذلك كله، كما تأملنا خيرًا من الكلمة الطيبة الصادقة.
لكن الجار لم يبق فرصة لكل ذلك. وتبقى المسألة بيننا وبينه أن "الدرب واضح"