لاجئون فلسطينيون في العراق.(أرشيف)
لاجئون فلسطينيون في العراق.(أرشيف)
الثلاثاء 4 يوليو 2017 / 19:53

القبيلة الضائعة

أشرت الاحتجاجات المنهكة إلى عجز القيادة الفلسطينية عن إغاثة شعبها بشيء من التحركات في عواصم اللجوء المفترضة لإقناعها بحق أبناء القبيلة الضائعة في العيش بعيداً عن الملاحقات الطائفية وشهوات التنكيل

تترك تطورات المعركة ضد داعش في العراق هامشاً للحديث حول اللاجئين الفلسطينيين الذين وصفهم الروائي الفلسطيني محمد الأسعد في روايته "نص اللاجئ" بالقبيلة الضائعة.

في إحدى مراحل اكمال سيطرته على الأنبار، قام التنظيم باعادة تشريد الفلسطينيين الذين فروا من بغداد هرباً من ميليشيات التحالف الوطني الحاكم وقوات الامن العراقية ليعيد تقاطرهم إلى المناطق الكردية ما غاب عن الأذهان من التغريبة الفلسطينية الكبرى.

خلال الأعوام الماضية لم يتوقف ضحايا داعش والميليشيات الشيعية من الفلسطينيين عن طرق ما يشبه جدران الصهريج في رائعة غسان كنفاني "رجال في الشمس" التي دفعت مآسي اللجوء الفلسطيني إلى واجهة تراجيديات الأدب.

أخذ الطرق في حالة "القبيلة" الواقعة بين مطرقة وسندان التطرف الطائفي شكل الاعتصامات أمام السفارة الفلسطينية ومقرات الهيئات الدولية للحصول على حق اللجوء الى بلد ثالث يتيح لهم الحد الأدنى من شروط الأمان والعيش الكريم.

رغم تبدد صرخاتهم في صخب الفوضى العراقية تمكن اللاجئون من تسليط الضوء على غياب جدية التحالف الوطني العراقي الحاكم في ضبط انتهاكات الميليشيات التي لم تتوقف منذ سقوط النظام السابق وأخذت في كثير من الأحيان شكل القتل على الهوية.

وأشرت الاحتجاجات المنهكة إلى عجز القيادة الفلسطينية عن إغاثة شعبها بشيء من التحركات في عواصم اللجوء المفترضة لإقناعها بحق أبناء القبيلة الضائعة في العيش بعيداً عن الملاحقات الطائفية وشهوات التنكيل وإلحاق الأذى بالضعفاء.

طالت إشارات اللاجئين المعذبين حركة حماس التي جاملت حلفاءها السابقين بالإيغال في الصمت عن ممارسات الميليشيات الطائفية ثم حاولت التخلص من تبعات صمتها بعد اختلافها مع حلفائها الإيرانيين وخروجها من دمشق.

يحيل بعض تفاصيل القضية المعلقة منذ ما يقارب الخمسة عشر عاماً لترحيل المعارضين الإيرانيين من مخيم ليبرتي إلى ألبانيا بعد أعمال قتل ومضايقات مبرمجة تعددت الجهات المشاركة فيها بين الميليشياتي والحكومي.

ففي آليات الحل الذي توصلت إيه منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة مع الحكومة العراقية برعاية دولية ما يسهل البحث عن حلول لقضية "القبيلة الضائعة" إذا توفرت لدى قيادات المنظمة والسلطة الفلسطينيتين استعدادات التحرك.

يستحق تخليص "القبيلة المنسية" من عذاباتها سعياً نحو تحرك إقليمي ودولي يخرج معاناة الفلسطينيين في العراق من طور الذيلية في الاهتمامات العربية والدولية ويضعها على رأس القضايا المتداولة في المنطقة كما يتطلب تجاوز الأداء الرسمي الفلسطيني الطرد الغذائي الموسمي الذي توزعه السفارة الفلسطينية في بغداد على رعاياها ويشعر الفلسطينيون بالمهانة عند استلامه او الاتصال الهاتفي مع طرف عراقي لا يملك سلطة وقف مليشيات العنف عن تنفيس احقادها الطائفية في لاجئين لاحول لهم ولا قوة.