تظاهرة في عفرين احتجاجاً على القصف التركي.(أرشيف)
تظاهرة في عفرين احتجاجاً على القصف التركي.(أرشيف)
الجمعة 7 يوليو 2017 / 14:39

تركيا تستعد لحرب جديدة في سوريا... بتواطؤ روسي

أوشك تنظيم داعش على الزوال بعدما شكل كابوساً للمنطقة منذ صيف عام 2014. ومع تراجع هذا العدو المشترك لعدد من الأطراف، من الطبيعي أن تظهر على السطح صراعات ومنافسات بين هؤلاء.

نظراً إلى كلفة العملية العسكرية المحتملة، فإن عدم وضع استراتيجية خروج من العملية، فضلاً عن تغيير التحالفات يثير قلق صناع السياسة في أنقرة،

ولكن، بحسب سيلين ناسي، كاتبة عمود سياسي لدى صحيفة "حريت"، المقلق أن أياً من أولئك اللاعبين لم يحدد هدفه الحقيقي بعد طرد داعش، وخاصة بشأن مرحلة ما بعد التنظيم في سوريا. ولن يكون سهلاً تحقيق مصالحهم المتضاربة.

وجهات نظر
وبحسب ناسي، يعكس الموقف الغامض من الإدارة الأمريكية طوال الأزمة مع قطر تضارباً في وجهات النظر ضمن الإدارة الأمريكية حيال الشرق الأوسط. وبنظرة سريعة إلى التصريحات المتناقضة الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب وفريق عمله، يصعب استنتاج ما إذا كانت الولايات المتحدة راغبة بالاحتفاظ بوجودها العسكري بعد تطهير سوريا من داعش، وأي نوع من التركيبة السياسية تناقش، والأهم من كل ذلك، ما مدى استعداد الإدارة للمضي قدماً في تحقيق أهدافها.

تطورات متلاحقة
وفي وقت تشير فيه الكاتبة لقيام تعاون إيراني ـ روسي للحفاظ على النظام السوري، منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا، تلفت إلى تطورات متلاحقة في الموقف التركي طوال تلك المرحلة.

واليوم تركز تركيا على منع إنشاء كيان كردي على طول حدودها أو، وفي أضيق الحدود، لتحديد المناطق التي يسيطر عليها الأكراد.

وقبل أيام، أشارت منافذ إعلامية إلى محادثات أجرتها تركيا مع روسيا من أجل إطلاق عملية عسكرية ثانية عبر الحدود مع سوريا تشمل منطقة تل أبيض وقاعدة منغ العسكرية ومدينة عفرين.

إخفاق
وتلفت ناسي لفشل تركيا في إقناع الولايات المتحدة بإنهاء تعاونها مع وحدات حماية الشعب الكردي( واي بي جي) في سوريا، والتي تعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني( بي كي كي).

وتخشى أنقرة أن يؤدي قرار ترامب تسليح واي بي جي، فضلاً عن الإنجازات العسكرية الأخيرة التي حققتها قوات سوريا الديموقراطية ( قسد)، لتمهيد الطريق للأكراد السوريين لأن يصبحوا طرفاً مشروعاً له كلمته في المستقبل السياسي لسوريا.
وفي هذا السياق، تتقارب تركيا من جديد مع روسيا لتحقيق مطالبها التي لم تلبيها واشنطن.

أربعة مناطق آمنة
وتشير الكاتبة لاتفاق أمكن التوصل إليه بين تركيا وروسيا وإيران، كجزء من محادثات أستانة، لإنشاء أربع مناطق "منع اشتباك"، إحداها في إدلب. ومن شأن تلك المناطق أن تلعب دوراً كبيراً في التخفيف من بعض أعباء تركيا المتعلقة بلاجئين.

وأهم طريق يقود نحو إدلب سيمر عبر عفرين، التي يسيطر عليها أكراد برعاية روسية. ولذا أوحت زيارة أخيرة قام بها بريت ماكغورك، مبعوث واشنطن الخاص للحرب ضد داعش، إلى أنقرة، من أجل البحث عن سبل لمنع اصطدام محتمل بين تركيا والأكراد في عفرين ما قد يكون له تبعات سلبية على المعركة لتحرير الرقة.

تعاون ضمني
وتلفت ناسي لقيام نوع من التعاون الضمني بين تركيا والأكراد من قبل، كنقل ضريح سليمان شاه بعيدأ عن مناطق سيطر عليها داعش. ولكن، اليوم، تبدو أنقرة مصممة على معارضة إنشاء منطقة كردية تمتد على طول حدودها الجنوبية نحو المتوسط.

نقطتان هامتان
وبحسب الكاتبة، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار نقطتين هامتين، وأولهما مدى سماح روسيا للجيش السوري الحر( إف إس إي) المدعوم تركياً للتقدم، وخاصة لجهة معارضة إف إس إي لنظام الرئيس بشار الأسد. وثاني الأمرين يشير لقيام علاقة ودية بين روسيا والأكراد لا تقل دفئاً عن مثيلتها بين أمريكا والأكراد. والأهم منه، لا تنظر روسيا إلى بي كي كي باعتباره منظمة إرهابية، وتواصل استضافة مكتب خاص بالجناح السياسي لواي بي جي، وأصرت على دعوة الأكراد السوريين إلى محادثات جنيف حول سوريا.

قيمة استراتيجية
وفيما لم تتضح بعد تفاصيل المفاوضات بين أنقرة وموسكو في ما يتعلق بعملية عبر الحدود، فإن استمالة عضو في الناتو ستكون له قيمة استراتيجية بالنسبة لروسيا.

وتقول الكاتبة إنه نظراً إلى كلفة العملية العسكرية المحتملة، فإن عدم وضع استراتيجية خروج من العملية، فضلاً عن تغيير التحالفات يثير قلق صناع السياسة في أنقرة، فضلاً عن الخشية من إبعاد تركيا عن المفاوضات الخاصة بمستقبل سوريا السياسي.