جنود عراقيون يرفعون شارات النصر بعد طرد داعش من الموصل.(أرشيف)
جنود عراقيون يرفعون شارات النصر بعد طرد داعش من الموصل.(أرشيف)
الثلاثاء 11 يوليو 2017 / 14:26

هل يتوحد داعش والقاعدة بقيادة حمزة بن لادن؟

بعد قرابة ثلاث سنوات على إعلانه إقامة دولة الخلافة، يعاني اليوم داعش هزيمة كبرى له العراق. فقد حرر الجيش العراقي الموصل، أكبر مدينة عراقية خضعت لسيطرته، ودخلت ميليشيا سورية الجزء القديم من المدينة القديمة للرقة، عاصمة دولته المزيفة.

في كل مرة يبدو تنظيم القاعدة على وشك الانهيار يعود للظهور ولممارسة نشاطه الإرهابي. واليوم يبدو القاعدة أكثر خطورة من أي وقت مضى

 وكتبت روبن رايت، محررة سياسية في مجلة "نيويوركر"، أن الضربات الجوية الأمريكية، التي تكلف أكثر من 13 مليون دولار يومياً، فضلاً عن مشاركة مستشارين عسكريين، وفرق لقوات خاصة، أدت دورها في كلا الحملتين، اللتين انطلقتا في الخريف الماضي، وحققت إنجازات كبرى ضد التنظيم الإرهابي.

احتفالات مبكرة
وترى المحررة أنه من المبكر الاحتفال بالتخلص من داعش، لأنه منذ بروز التنظيمات الجهادية قبل أربعين عاماً، ظهرت الحركة عبر فروع وأنماط، وأثبتت قدرتها على إحياء تنظيمات اعتُقد أنها ضربت نهائياً.

خرج أسامة بن لادن مخزياً في عام 1989، بعد أن سببت سوء حساباته بمقتل آلاف المقاتلين العرب. كما طرد من السودان، وفقد جنسيته السعودية في نهاية تسعينيات القرن الماضي. ولكنه ظهر من جديد في عام 2001، ليشن هجمات ضد مركز التجارة العالمي والبنتاغون، ومن ثم ليهرب إلى أفغانستان، وليتخلى عن مقاتليه في تورا بورا، ويتخفى في الجبال. وبعد عشر سنوات، تم قتله بواسطة غارة خاطفة نفذها مارينز أمريكيون. ورمي بجثته في البحر.

خطورة
وقال علي صوفان في كتابه" تشريح الإرهاب: من مقتل ابن لادن إلى نهوض داعش": في كل مرة يبدو تنظيم القاعدة على وشك الانهيار يعود للظهور ولممارسة نشاطه الإرهابي. واليوم يبدو القاعدة أكثر خطورة من أي وقت مضى. وهذا النموذج الجديد لم يصمد بعد مقتل مؤسسه وحسب، بل وسع من عضويته بشكل مطرد".

نمط مشابه
ويشير صوفان إلى اتباع داعش نمط مشابه. ففي أول عودة له، كان التنظيم على وشك الانهيار في عامي 2007- 2008، بعد غياب كبار قادته، سواء بالتخفي أو في السجن".

وفي ذلك الوقت، تجمع عشرات الآلاف من رجال القبائل العراقيين، مدعومين من الولايات المتحدة، وحاربوا التنظيم. ونتيجة له، تفرقت صفوف الجهاديين إلى بضعة عشرات من الرجال أجبروا على العمل السري.

إعادة تنظيم
ولكن، في خلال سبع سنوات، أعاد زعيم الجهاديين، أبو بكر البغدادي، تنظيم صفوفهم، وأعطى التنظيم اسماً جديداً. وبحلول عام 2015، اجتذب أكثر من 30 ألف مقاتل، من أكثر من 100 بلد، للقتال لصالح أول "خليفة معاصر". ورغم سقوط أعداد كبيرة من هؤلاء في ساحات القتال، واصل ما يقدر بعشرة آلاف مقاتل القدوم إلى العراق وسوريا سنوياً.

مصير مجهول
وتلفت رايت لإعلان العراق عن إقامة احتفالات تدوم أسبوعاً بمناسبة تحرير الموصل. ولكن البغدادي هرب من الموصل منذ وقت طويل، ويدعي الروس أنهم قتلوه بضربة جوية في سوريا. ولا يزال مصيره مجهولاً، ولكن تجربة داعش في الحكم، على منطقة وصلت مساحتها لما يوازي مساحة الأردن، قد فشلت حتماً.

وفي بيان أعلنه من الموصل، هنأ العبادي العراقيين، قائلاً: "أبارك للمقاتلين الأبطال عودة الموصل، وهذا الفوز العظيم".

تحذير
ولكن صوفان يحذر من" القوة المتنامية لولايات داعش، وبخاصة في ليبيا". ويقول: "كالقاعدة من قبل، ربما يبرز داعش مجدداً من خلال مظلة جامعة لفروع متعددة الجنسيات".

وتقول رايت أنه بعد هزيمة "الخلافة النهائية" يواجه داعش والقاعدة قرارات وجودية. ويحذر صوفان من احتمال توحد قوى داعش والقاعدة تحت قيادة ابن لادن، حمزة. وعندها لن يكون داعش قادراً على ادعاء الزعامة في عالم الجهاد.