الثلاثاء 18 يوليو 2017 / 08:49

ثيران الأزمة الخليجية

خالد السويدي- الإمارات اليوم

تنطلق الثيران في مهرجان "سان فيرمين"، الذي يقام سنوياً في شمال إسبانيا، تفقد صوابها وهي تركض في الطرق الضيقة، تنزلق وتسقط، وتقف مجدداً، تنطح كل ما يصادفها، لا تفرّق حينها بين حاجز حديدي أو ثور أو إنسان، تستمر في الركض إلى أن ينتهي بها المطاف في حلبة مصارعة الثيران، لتلقى في النهاية حتفها على يد الماتدور الذي يتلاعب بها يميناً وشمالاً قبل أن يغرز فيها سيفه القاتل.

يذكّرني المشهد السنوي لمهرجان الثيران بردود الأفعال القطرية في الأزمة الخليجية الراهنة، تخبّط واضح في استضافة شخصيات كريهة تناطح الهواء وتتلفظ بعبارات تنمّ عن جهل دون أن تعي بشاعة وغباء ما تتفوّه به، تتحدث عن الرموز فتسقط السقطة تلو الأخرى.

مذيع أكل من خير الإمارات، عاش فيها معززاً مكرّماً يهدد ويتوعد، تعرف من خلال ما يكتبه أنه خائف على نفسه، تثبت الأيام أنه أحد المرتزقة المتلونين الذين يبحثون عمّن يدفع أكثر، يستميت في مهاجمة الجميع، بعد أن تحوّل إلى بوق فاسد منتهي الصلاحية.

قناة الجزيرة تحولت هي الأخرى إلى قناة تتخبّط ذات اليمين وذات الشمال، تهاجم الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر ببرامج وتقارير إخبارية مضروبة، تحاول أن تفتح ملفات قديمة مغبرة منذ سنوات لتضيف عليها بهارات مكذوبة ظناً منها أنها قادرة على إثارة التعاطف معها ومع قطر.

أما قليل الأصل فهو ذلك الذي لا يعرف التاريخ ولا قدر الشعوب، يهرف بما لا يعرف، بل إنه يعرف أنه يكذب، إنما عقدة النقص بداخله تدفعه للإساءة إلى الشعوب، متوهماً أنه المؤرخ التاريخي البطل حامي الديار، فالتاريخ يشهد على أفعال الرجال، أما أشباه الرجال وغيرهم فإن التاريخ يضعهم في خانة لا محل لها من الإعراب، أو ربما يكونون مجرورين جراً أحياناً، دون أن يكون لهم أي وزن أو تأثير.

خلاصة القول، كثرة الكلام والشتم والفبركة والبرامج والتمسكن واللقاءات التلفزيونية والزيارات الخارجية واستعطاف المنظمات المشبوهة لن يقدّم ولن يؤخّر... باختصار، الحل عند الملك سلمان.