وزير خارجية النظام القطري (أرشيف)
وزير خارجية النظام القطري (أرشيف)
الأربعاء 19 يوليو 2017 / 08:38

الوزير والفبركات الإعلامية

الحبيب الأسود- البيان

أن يتحدث وزير خارجية النظام القطري عن الفبركات الإعلامية التي تستهدف بلاده، فهذا من أعجب وأغرب ما يمكن أن يصادفه المرء في حياته، ومن أشد وأنكى ما يواجهه العقل، الذي يحاول أن يحتفظ ببعض احترامه لذاته، فالجميع يدرك أن الفبركة الإعلامية كانت ولا تزال سلاحاً قطرياً بالدرجة الأولى، ويستفيد منه تنظيم الحمدين ومن والاه من الإخوان والقاعدة وطالبان وميلشيات تخريب البلدان وتمزيق الأوطان، إذ ومنذ عقدين من الزمن، والدوحة تفبرك وتزوّر وتزيّف الحقائق، وتدوس على قيم الصدق والنزاهة والشفافية من خلال مشروع إعلامي موجه، لا هدف له إلا تدمير الأمة العربية، بما يمكّن الجماعات الإرهابية من حكم الشعوب وبث الفتنة في المجتمعات.

وما حدث في ما يسمى الربيع العربي، سيبقى شاهداً للأجيال المقبلة، عن أضخم مهرجان للفبركة الإعلامية كانت الدوحة صاحبة اليد الطولى فيه، إعداداً وتمويلاً وإشرافاً وتأطيراً، حيث استطاع نظام الحمدين من خلال بوق "الجزيرة" وبقية القنوات والوكالات والصحف والمواقع الإلكترونية التي اخترقها بالمال القذر، أن يقود ماراثون الأكاذيب بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية، وأن يستقطب كل الكفاءات والمواهب الراسخة في عالم الدجل، لتنضم إلى قافلة الفبركة، سواء من خلال تزييف الخبر أو تصنيع الإشاعة ثم ترويجها أو تركيب الخدع المرئية أو حتى تعمد تصوير مشاهد في مواقع بعينها ثم الادعاء بأنها من قلب الحدث، أو عرض مشاهد من العراق على أنها في ليبيا، ومشاهد في ليبيا على أنها في سوريا، ومشاهد من غزة على أنها في سيناء، ووصل الأمر إلى حد العبث بالتصريحات الرسمية.

لقد سعت فبركات الدوحة إلى تجريم البريء وتبرئة المجرم، وتشويه صورة المظلوم وتمليع صورة الظالم، وإلى تكذيب الصادق، وتصديق الكاذب، وتم استعمال المال في تخدير الضمائر، والإطاحة بموازين العقل والحكمة والعدل، تنفيذاً لما أفتى به القرضاوي من أنه يجوز للمسلم أن يكذب في الحروب، وهذه حرب الإخوان التي تستحق أن يكون الكذب في مقدمة أسلحتها. ومن العجب العجاب، أن الوزير القطري يتحدث عن الفبركات الإعلامية، في حين لا يزال نظامه الأبرز في سباق الفبركة داخلياً وخارجياً، جاعلاً من الكذب مطيته للتهرب من التزاماته والتراجع عن مؤامراته.