الخميس 20 يوليو 2017 / 08:42

أزمة قطر.. قراءة في التصريحات

عبد الله القمزي - الإمارات اليوم

مر 45 يوماً على الأزمة مع قطر، تابعت خلالها تصريحات الساسة وأصحاب الشأن لرصد خلفية كل شخصية في هذه الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة خليجياً.

وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان: تصريحات الشيخ عبد الله بن زايد تعكس سمات سياسي محنك ومباشر لا يحب التلاعب واللف والدوران، وهي سمات نبيلة في وزير خارجية، وتتسق تماماً مع سياسة الدولة في إبداء الصرامة الشديدة مع قطر بسبب سلوكها المنحرف. "إما أن تكون قطر عضواً في التحالف لمكافحة الإرهاب أو أن تكون في الجانب الآخرمع السلام"، أي لا تنازلات ولا تفاوض إلا بعد الرجوع إلى الطريق المستقيم.

لغته تدل أيضاً على الحرص الشديد في الحفاظ على اللحمة الوطنية والنسيج الخليجي بشكل عام. لا غرابة إنه تربية الشيخ زايد.

أكثر شخصية حضوراً في "تويتر" هو وزير الدولة للشؤون الخارجية د.أنور قرقاش، وتصريحاته تكشف شخصية بروفيسور علوم سياسية، يستخدم مصطلحات أكاديمية هي أعلى بكثير من أن يفهمها أولئك في قطر، بسبب عدم إلمامهم بأدبيات السياسة الخارجية.

لغة الوزير قرقاش غنية، واختياره للكلمات يعكس ثقافة عميقة، وفي الوقت نفسه مفهومة للقارئ العادي.

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير: خطيب مفوّه وسياسي نبيه محنك، يعتبر من أفضل الشخصيات أداء في الردود المباشرة ضد الخصوم، يخشاه الإيرانيون والقطريون، خصوصاً بعدما أفحم الإيرانيين مرات عديدة بشكل مباشر وأفقدهم القدرة على الرد. لغته غالباً تلخص الموقف وتدل على إلمام شديد بنقاط ضعف الخصم.

وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: يتميز بالجرأة في خطابه، خصوصاً اتهام قطر بالتصعيد العسكري عندما جلبت الدوحة قوات تركية. مثقف مطلع على الأدب السياسي، وهو من أوائل الوزراء الذين استخدموا تطبيق "تويتر" وتوظيف ذلك في خدمة التوجهات العامة، وتوجيه رسائل سياسية أشهرها إحراج وزير خارجية إيران بنصيحة قراءة رواية "لوليتا في طهران".

وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن آل ثاني: هو المهرج الوحيد في هذه الأزمة، ليس حتى لاعباً رئيساً، بل يدخل ليدلي بتصريحات حمقاء مثل: "كل الدول متهمة بتمويل الإرهاب وقطر في ذيل قائمة الدول المتهمة بهذا الجرم"!! وهو اعتراف استغربت بقاء الوزير في منصبه بعد الإدلاء به! لكن لا غرابة من وزير متخبط ربما لنقص تعليمه وتلقينه، وتخبطه يعكس تخبط سياسة الدوحة القائمة على الأكاذيب والتناقضات.

حمد بن جاسم: يلعب من خلف الستار، وكان في الولايات المتحدة يمارس خبثه المعهود وفشل في مهمته، ظهر في مقابلة تلفزيونية كذب فيها على نفسه وعلى المذيع حتى صدق هو الكذبة.

ختاماً: لم تكشف هذه الأزمة خداع الدوحة وغدرها لجيرانها فقط، وإنما كشفت أيضاً نقص الكوادر والمؤهلات في طاقم قطر السياسي، وهي نتيجة تفضيل الشقيق صرف ثروته لدعم الإرهاب وإهماله حتى تأهيل طاقم إدارة الدولة.