الخميس 20 يوليو 2017 / 11:01

صحف عربية: السعودية ومصر تقودان عملية إعادة العراق لمحيطه العربي

24 - معتز أحمد إبراهيم

كشفت تقارير صحافية عن وجود مساع لإعادة فتح الأقصى قبل جمعة النفير، فيما أشارت مصادر سياسية ليبية إلى أن لقاء السراج وحفتر في باريس يأتي باعتراف بمكانة الجيش بعد الحسم في بنغازي.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، رصدت التقارير الصحافية قيام كل من القاهرة والرياض بدعم العراق وإعادته إلى محيطه العربي، فيما تتصاعد حدة المخاوف السياسية والاقتصادية بصورة واضحة على الساحة اللبنانية.

جمعة النفير
وفي التفاصيل، كشف مسؤولون فلسطينيون عن بذل مساع عربية وأمريكية لإعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين قبل غد الجمعة، وهو اليوم الذي دعا فلسطينيون إلى التظاهر فيه، وسموه "جمعة النفير".

وقال مسؤول ملف القدس في حركة فتح ووزيرها السابق حاتم عبد القادر إن صفقة تتبلور لإزالة البوابات الإلكترونية من أبواب المسجد الأقصى، مؤكداً أن ضغطاً كبيراً مارسته السعودية والأردن، مصحوباً بزخم شعبي متصاعد وضاغط على إسرائيل، أدى إلى تدخل أمريكي مباشر.

وأضاف عبد القادر لصحيفة الشرق الأوسط، أنه "جرت خلال الساعات الـ24 الماضية اتصالات مكثفة، ضغطت خلالها السعودية على واشنطن، كما ضغط الأردن على إسرائيل، وطالبا بإنهاء الأزمة قبل يوم الجمعة". وأضاف عبد القادر للصحيفة إنه وبحسب المعلومات المتوفرة لدينا، أُعطيت إسرائيل مهلة حتى مساء الخميس لإزالة البوابات".

وأوضح أن "الأمريكيين ضغطوا على إسرائيل، وطرحوا حلاً وسطاً يقضي بإزالة البوابات الإلكترونية مقابل إبقاء التفتيش". وقال إن الجانب الفلسطيني سيدقق في طبيعة هذا التفتيش، مشيراً إلى أن "تفتيش أشخاص مشتبه بهم أو حقائب أمر لا مانع منه. أما التفتيش الشخصي لكل واحد، فسيكون مرفوضاً".

الجيش الليبي
وعلى صعيد آخر، أكدت مصادر دبلوماسية عربية لصحيفة الحياة، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيجتمع يوم الثلاثاء المقبل برئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج والقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

واعتبرت المصادر أن ذلك يدخل ضمن اطار الجهود التي بذلتها الإمارات العربية المتحدة ومصر، مشيرة إلى أن توقيت الإعلان عن هذا الاجتماع والذي يأتي بعد انتصار الجيش في الجنوب، يشكّل نوعاً من الاعتراف بمكانة حفتر على الأرض وبشرعية الحرب التي قادها ضد جماعات متشددة.

وأشارت هذه المصادر إلى أن مثل هذا اللقاء بين السراج وحفتر بحضور ماكرون يعتبر نوعاً من توحيد الصفوف بين القوى الفاعلة على الأرض والقوة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة التي يمثلها السراج لتحقيق تهدئة قبل الذهاب الى انتخابات لإنتاج سلطتين تشريعية وتنفيذية موحدتين بدلاً من السلطات المتناثرة على الأراضي الليبية. ويُعدّ هذا الهدف بمثابة الفكرة الأساسية وراء كل التحركات والجهود الديبلوماسية التي بُذلت سابقاً (في أبوظبي والقاهرة) واجتماع باريس ليس بعيداً من تلك الأجواء.

وكشفت المصادر للصحيفة أيضاً أن اللقاء يهدف إلى تسهيل مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، الذي سيقدم تصوراً لمخرج محتمل للأزمة بخاصة في ظل تغيّر الأوضاع على الأرض وانحسار تواجد الجماعات المتطرفة وخسارتها مواقعها على الأرض. إلا أن المصادر ذاتها نفت أن يكون السراج موافقاً على "تقديم" الرئاسة إلى حفتر.

العراق ومحيطه العربي
من جانب آخر، تقود العاصمتان السعودية والمصرية حملة دعم عملية لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لإعادة العراق إلى محيطه العربي وتشجيع الأحزاب السياسية للتواصل معها.

وقال هشام الهاشمي، المحلل العراقي في الشؤون الأمنية لصحيفة العرب، إن "نصر الموصل أعاد ثقة الدول العربية بالعراق وبجهوده في مكافحة الإرهاب".

وأضاف الهاشمي أن "دول الجوار والدول العربية الأخرى مثل مصر، لديها تحالفات في ملف مكافحة الإرهاب، ولديها برامج فعّلت بعضها في سوريا وليبيا وجزئيا في العراق، ولكنها لم تأت بتلك الثمار التي جاء بها برنامج مكافحة الإرهاب عسكريا في العراق".

وتابع: "مثلما يحتاج العراق في مرحلة ما بعد معركة الموصل إلى تثبيت نصره العسكري، من خلال شبكة تحالفات إقليمية وعربية ودولية لتبادل المعلومات بشأن أنشطة المجموعات الإرهابية، تحتاج دول الجوار إلى الإفادة من تجربة العراق وخزينه المعلوماتي، لمنع ظهور أذرع لتنظيم داعش على أراضيها".

من جانبه، كشف مسؤول بارز في مكتب رئيس الوزراء العراقي، للصحيفة أن "الصيف الحالي سيشهد تبادلاً مكثفاً للزيارات بين المسؤولين العراقيين، ونظرائهم في عدد من الدول العربية وعلى رأسها السعودية". وقال المسؤول إن "الزيارات المرتقبة ستشمل ملفات أمنية واقتصادية"، معتقداً أن "القيادات العربية تبدي استعداداً غير مسبوق لدعم العراق ومساعدته على تحصين قراره السياسي".

مخاوف لبنانية متشابكة
وفي سياق منفصل، قالت مصادر سياسية لبنانية لصحيفة النهار إن تعاظم التخوف بشأن الرواتب يتصاعد لكون إقرار الضرائب تم بصورة غير مدروسة وغير واضحة لجهة ما يمكن أن تدره على خزينة الدولة.

وأعرب عدد من الخبراء الاقتصاديين في لبنان عن تخوفهم من توجه البلاد إلى مشكلة حقيقية سواء على الصعيد الاقتصادي أو المالي عقب إقرار هذه السلسلة من الضرائب، وهو ما يضاعف الأزمات التي تعيشها لبنان الآن في ظل تصاعد أزمة جرود عرسال والتعامل مع اللاجئين السوريين.

وكشف مصدر عسكري للصحيفة أن هناك ما يمكن وصفه بالغموض الملتبس حول موعد المعركة التي يعتزم "حزب الله" القيام بها خصوصاً أن الطيران السوري دأب في الأيام الماضية على قصف مواقع للمسلحين في جرود عرسال فيما تحدث البعض عن قصف أرضي لهم من جانب الحزب أيضاً.

وأشارت الصحيفة إلى تخوف مصادر سياسية رسمية في لبنان من تصاعد هذه الأزمة، خاصة مع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء سعد الحريري إلى واشنطن، وهي الزيارة التي تترقبها دوائر سياسية هامة خاصة وسط وجود توقعات بأن يتم إثارة هذه القضية على هامش لقاء الحريري مع الرئيس دونالد ترامب، الأمر الذي طرح قضية "توقيت" إثارة هذه القضية وتصاعد أزمة اللاجئين السوريين في لبنان تزامناً مع اقتراب هذه الزيارة.