علما الاتحاد الاوروبي وتركيا في اسطنبول.(أرشيف)
علما الاتحاد الاوروبي وتركيا في اسطنبول.(أرشيف)
الخميس 20 يوليو 2017 / 14:15

تركيا تحرق الجسور مع أوروبا

لفت أونال جيفيكوز، كاتب سياسي في صحيفة "حريت" التركية، إلى موجة من المشاعر القومية اجتاحت تركيا بمناسبة الذكرى الأولى للمحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت في 15 يوليو(تموز)، 2016 والتي شبهها البعض بمراحل مجيدة في تاريخ تركيا خلال حرب الاستقلال.

لطالما شكلت قدرة تركيا على التأقلم مع قيم الاتحاد الأوروبي، أكبر تحد طوال تلك الرحلة

ويقول جيفيكوز إن العواطف والمشاعر القومية ظاهرة مألوفة أيضاً في دول أخرى. وفي أوروبا، أو في الولايات المتحدة، تتنامى وسط الطيف السياسي عواطف قومية لإحياء الوحدة. ولكن مراقبين يقولون إن هذه التوجهات تضعف الديموقراطية والمساواة، الأمر الذي يرفع مخاطر الاستقطاب وينمي النزعات الاستبدادية.

تحد لتركيا
من جهة أخرى، ترغب تركيا بأن تصبح عضواً في الاتحاد الأوروبي. ولأكثر من 50 عاماً، أبدت أنقرة استعدادها للانضمام إلى اتحاد يضم مجتمعات ودولاً. وفي طريقها نحو العضوية، تعرضت لعدة اختبارات وتجاوزتها. ولكن لطالما شكلت قدرة تركيا على التأقلم مع قيم الاتحاد الأوروبي، أكبر تحد طوال تلك الرحلة.

إحراق جسور
ويقول الكاتب إن تركيا، وخاصة خلال العامين الأخيرين، أحرقت عدداً من الجسور التي قد توصلها إلى أوروبا. واليوم، يستطيع أي مراقب أن يرى أن بضعة جسور ما زالت باقية، وقد تمنح تركيا فرصة للبقاء ضمن الفضاء الأوروبي. في الأسبوع الماضي، كتب جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية مقالاً في صحيفة "بيل آم سونتاغ" الألمانية، أشار فيه لهواجس حيال تركيا، ولافتاً إلى أنه ما زالت هناك جسور فوق مياه مضطربة في العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي ويجب الحفاظ عليها.

قلق 
وأضاف يونكر: "ما زالت أيدي الاتحاد الأوروبي ممدودة إلى تركيا" ولكن حالاً من القلق والريبة تتحكم بعدد من الدوائر التركية التي تظن أن الاتحاد الأوروبي يتلاعب بأنقرة. وفي تأكيده على أهمية بقاء "تركيا دولة ديمقراطية ومستقرة وناجحة اقتصادياً" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، أشار إلى وجوب" تقارب تركيا بشكل أوثق مع أوروبا، عوضاً عن توسيع الهوة بينهما".

اعتقاد
وبدأت تركيا محادثات الانضمام إلى أوروبا قبل 12 عاماً في عام 2005. وفي تلك السنوات، لم تتغير الحكومة التركية. ولكن يسود اعتقاد في الاتحاد الأوروبي أنه، ورغم عدم تبدل الحكومة في تركيا، فإن تصميمها على أن تصبح عضواً في الاتحاد والتزاماتها حيال القيم الأوروبية قد تغيرت. ولهذا السبب أكد يونكر في مقالته أن الاتحاد الأوروبي يبقى" اتحاد قيم"، وعلى "تركيا أن تظهر أيضاً ألوانها الاوروبية، وأن تؤكد على تبنيها للقيم الأوروبية الأساسية".

حكم القانون
ويعدد الكاتب تلك القيم، مشيراً إلى أنها تشمل حكم القانون، واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة، وحرية التعبير، وهي من أسس الديمقراطيات الأوروبية. وتلك قيم تتوقع أوروبا من تركيا التزامها وتطبيقها.

إلى ذلك، طالب يونكر تركيا بوقف الاعتقالات، وتحديداً للصحافيين دون محاكمة، ومنهم دينيز يوجيل مراسل صحيفة "دي فيلت" الألمانية، لأن مثل هذه الممارسات ذلك" لا يتطابق مطلقاً مع حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي، ولا مع حرية الصحافة وحكم القانون.

مبدأ أساسي
ولربما، بحسب الكاتب، جاء أهم تحذير عبر الإشارة بصورة مباشرة إلى مبدأ أساسي تخلت عنه جميع دول الاتحاد الأوروبي، وهو عقوبة الإعدام. فقد أوضح يونكر أنه "إذا أعادت تركيا العمل بعقوبة الإعدام، فإن باب عضوية الاتحاد الأوروبي سيغلق حتماً أمامها".