صورة مركبة لعلمي إيران وكوريا الشمالية.(أرشيف)
صورة مركبة لعلمي إيران وكوريا الشمالية.(أرشيف)
الخميس 20 يوليو 2017 / 14:32

إيران وكوريا الشمالية وجهان لخطر نووي وعدواني واحد

بنظرة عامة إلى إيران وكوريا الشمالية، تبدو الدولتان شديدتي الاختلاف. فإيران تتبنى نظاماً دينياً شرق أوسطياً، وتقوم إيديولوجيتها على قراءة عدوانية حربية لتعاليم دينية. وأما الدولة الثانية، فهي آسيوية وملحدة، وتستند إيديولوجيتها إلى الستالينية. ولكن بنظرة أعمق، تظهر أوجة شبه كبيرة بين نظاميهما.

هناك أدلة توحي بأن إيران وكوريا الشمالية يتعاونان في جهود تطوير صواريخ باليستية

فكلا الدولتين برأي كليفورد ماي، رئيس مركز الدفاع عن الديمقراطيات، وكاتب عمود لدى "واشنطن بوست"، لديهما "قائد أعلى" من الخطر التشكيك في سلطتهما. وكلاهما ينتهكان حقوق الإنسان الأساسية، ويعتبران الولايات المتحدة عدوهما الأكبر، ويسعيان لحيازة أسلحة نووية خطيرة.

إزالة مدن أمريكية

ويتخيّل الكاتب عالماً تستطيع فيه كل من كوريا الشمالية وإيران إزالة مدن في أمريكا، أو في أي مكان آخر، عن الخريطة، ويتساءل: "ما التنازلات التي يمكن تقديمها لمنع الوصول إلى تلك الحالة؟ وما هي إشارات الاسترضاء التي يمكن عرضها؟ وما هي الضريبة التي ستدفع؟ وهل من سياسي جمهوري أو ديمقراطي، مؤيد للتدخل أو معارض له، لا يرى في تلك النتيجة تناقضاً مع المصالح القومية الأساسية للولايات المتحدة الأمريكية؟ ".

أوباما تجاهل الخطر
ويعود ماي للإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق أوباما اختار تجاهل خطر تطوير كوريا الشمالية لأسلحة نووية. وجاء التعبير الملطف عن تلك السياسة باسم "استراتيجية الصبر". ولكن لا يمكن لأحد أن يقول إن رؤساء سبقوه حققوا شيئاً آخر. فقد قادت مبادرات ديبلوماسية دوماً إلى طريق مسدود. وفي عام 1994، توصل الرئيس كلينتون إلى" إطار عمل متفق عليه" سعى لوضع نهاية لتقدم كوريا نووياً. وبعد 12 عاماً، أجرت بيونغ يانغ أولى تجاربها النووية. وحاول الرئيس بوش التفاوض على اتفاقية جديدة ومطورة، وفشل.

ردع متبادل
ويلفت الكاتب إلى أن الأمريكيين والسوفييت اعتمدوا، طوال الحرب الباردة، على اتفاق من نوعية الردع المتبادل يفضي لإبقاء الأسلحة النووية داخل صوامعها. ولكن هل ذلك المبدأ كفيل بضبط كيم جونغ أون، الديكتاتور الذي يصعب التحكم بمواقفه الخرقاء؟ وما الذي سيحصل إذا رأى المرشد الأعلى التالي في إيران أن عودة الإمام الشيعي الإثني عشر يتطلب إحداث كارثة كبرى؟

صفقة بدون تأييد
وقبل عامين لم يوافق الكونغرس ولا الشعب الأمريكي على الصفقة النووية التي أبرمها الرئيس السابق أوباما مع إيران. وبمرور الوقت، يعني تقييد نشاط إيران النووي، أنه إذا تحلى حكام إيران بالصبر فإن باب النادي النووي سيفتح أمامهم بعض النظر عن أيديولوجيتهم وطموحاتهم بالهيمنة على المنطقة، أو سلوكهم الإجرامي. وفي نفس الوقت، هم يقومون بتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات ذات هدف وحيد، وهو حمل رؤوس نووية.

صواريخ عابرة للقارات

كذلك، تعمل بيونغ يانغ على تطوير صواريخ عابرة للقارات، وقد أطلقت خلال الشهر الحالي صاروخاً قد يصيب ألاسكا. وهناك أدلة توحي بأن إيران وكوريا الشمالية يتعاونان في هذه الجهود. ويدعو الكاتب لفرض عقوبات معوقة، لا رمزية وحسب، على نظامي كوريا الشمالية، وإخطار من يتعاملون تجارياً مع بيونغ يانغ أنهم لا يستطيعون الاستمرار أيضاً في إقامة علاقات تجارية مع أمريكا.
وأما ما يتعلق ببرنامج الصورايخ الإيرانية الباليستية، فيرى ماي أن مواصلة دعم إرهابيين وسواها من السلوكيات الشائنة، ستقود حتماً لمزيد من العقوبات.

تحذيرات
ويختم الكاتب مقاله بدعوة قادة أمريكا لتوجيه تحذيرات لزعماء كل من إيران وكوريا الشمالية من أن لدى الولايات المتحدة خيارات عسكرية تستطيع استخدامها، وهي من نوعية ما يمكن أن يضع نهاية سريعة وقاصمة لنظاميهما. وإذا كانت تلك الخيارات غير متوفرة حالياً فإن تطويرها يجب أن يصبح أولى أولويات البنتاغون. فإن تعرض أمريكا لتهديدات، ولربما خطر هجوم من قبل متطرفين يملكون أسلحة نووية لهو أمر مرفوض من قبل جميع الأمريكيين العاقلين، سواء أكانوا من اليمين أو اليسار أو الوسط.